مراكز أخرى

“إسرائيل وسط” خمسه سيناريوهات مختلفة تهدد وجودها

خلال سبعين عاما، تمكنت إسرائيل من تطوير قدراتها العسكرية والاقتصادية، وأصبحت حقيقة قائمة في الشرق الأوسط، إلا أن هذا يواجهه تهديدات حقيقية.

من هنا قدم “معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي” دراسة توضح التهديدات الخطيرة والمحتمل حدوثها التي يمكن أن تعرض إسرائيل لخطر الوجود المادي على خريطة العالم. والتهديد هنا هو تهديد ينتج عنه ضرر كبير للدولة ويؤثر على سيادتها وهويتها كدولة يهودية ديمقراطية، وفقا للمعهد الإسرائيلي.

قدم المعهد الإسرائيلي عدة سيناريوهات مختلفة للتهديدات المحتملة التي يمكن أن تواجهها تل أبيب، ثلاثة منها أمنية وعسكرية تتمثل في التالي:

  • تشكيل تحالف إقليمي ضد إسرائيل 
  • توسيع الانتشار النووي في الشرق الأوسط
  • انهيار أنظمه الدفاع الإسرائيلية بسبب هجوم صاروخي شامل ودقيق من إيران ومبعوثيها .

بجانب سيناريوهين لتهديدين أحدهما سياسي والأخر اجتماعي يمثل في التالي:

  • العزلة الدولية
  • تفكك المجتمع الإسرائيلي مما يؤدي لفقدان مكونات التمسك الاجتماعي وهوية إسرائيل كدولة يهودية.

ويتعلق هذا التهديد بثلاثة مستويات رئيسيه: 

  • المستوي المادي: فيتسبب التهديد في إصابة بشريه كبيره لإسرائيل يستحيل التعافي منها والعودة إلى عملها الطبيعي.
  • المستوي السيادي: فسيتسبب في خسارة طويله الأجل لسيطرة مؤسسات الدولة على السكان ومواردهم.
  • مستوي الهوية: فقدان إسرائيل أملها في أن تكون كيانا مستقلا ويهوديا وديمقراطيا ذو سيادة قادرة على الوفاء بمهمتها.

” التهديد الاول : تحالف إقليمي محفز ضد اسرائيل “

وفقا لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، فإن هذا السيناريو ضعيف جدا وغير مرجح في ظل الظروف العامه بما في ذلك الانقسام السياسي والعرقي والأيديولوجي في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى افتقار القوة العسكرية الكافية، ناهيك عن نهج إسرائيل المنفتح تجاه بعض الدول العربية.

ولكن بالرغم من ضعف احتماليه السيناريو إلا أن المعهد الإسرائيلي حث صناع القرار في تل أبيب على اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ على إسرائيل وتعزيز حمايتها من هذا التهديد، وذلك من خلال: 

  1. تشديد علاقتها مع الأنظمة الإقليمية من أجل الاستقرار.
  2. تحسين صورة إسرائيل في الرأي العام في الدول العربية من خلال الترويج لعملية سياسية مع الفلسطينيين. 
  3. تحسين أنظمة الحماية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، وخاصة مجمع الأقصى لما يمثله من حافز كبير لتشكيل تحالف إقليمي ضد إسرائيل.

“التهديد الثاني : هجوم نووي متعدد الحدود في الشرق الأوسط “

يتبين أن هذا السيناريو له احتماليه الحدوث على المدي الطويل والمتوسط خاصةً إذا قامت إيران بتسريع برنامجها النووي على جوانبها العسكرية.

بينما جاءت التحديات الرئيسيه التي تواجه إسرائيل وفقا للمعهد الإسرائيلي فيما يلي:

  1. فقدان الصورة التي تحتكرها إسرائيل الآن في الشرق الأوسط.
  2. وجود أسلحة نووية من قبل الجماعات الإرهابية.
  3. الجهود المستمرة لمنع أو تأخير المشروع النووي الإيراني، وهنا دعا معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي على ضرورة وضع إسرائيل استراتيجية لمنع تطوير نظام نووي متعدد الأقطاب في الشرق الأوسط، ويتم ذلك عبر تشجيع الولايات المتحدة على تقديم ضمانات للمخاوف النووية الإيرانية بطريقة تقلل من حافزها لتطوير قدرات نووية عسكرية مستقلة، بجانب تقديم الدعم الاستراتيجي للدول العربية التي لها مصالح مشتركه والتي تشعر بأنها مهددة من قبل إيران.

” التهديد الثالث: انهيار أنظمة الدفاع الإسرائيلية بسبب هجوم صاروخي شامل ومتكامل ودقيق من إيران

هذا السيناريو يعتبر التهديد الفوري والأكثر واقعية والأرجح الذي يواجه إسرائيل في الوقت الحالي وفقا لما ذكره المعهد الإسرائيلي، فيمكن لهذا الهجوم أن يضر بشكل كبير بقدره الجيش الإسرائيلي على إدراك قوته العسكرية وبنيته التحتية.

ويزداد التهديد الذي يمثله هذا السيناريو بسبب التقدم التكنولوجي بين أعداء إسرائيل “خاصة في مجال الصواريخ الدقيقة”

وتتطلب معالجه هذا التهديد بناء رد إسرائيلي متعدد التخصصات:

  1. علي المستوي العسكري: وضع وتنفيذ مفهوم دفاعي متكامل يتضمن استغلال مجموعة متنوعة من أنظمة التكنولوجيا، التي توفر اعتراض ضد جميع أنواع التهديدات والردود على الأعمال الهجومية الاستباقية ضد العدو.
  2. على المستوى السياسي والأمني: الحفاظ على علاقة خاصة مع الولايات المتحدة تمنح إسرائيل القوة في الدفاع عن الجبهة الداخلية، وبناء القدرة على التعامل مع الأحداث متعددة الضحايا. 

” التهديد الرابع: عزلة إسرائيل وفرض العقوبات والمقاطعه الدوليه عليها”

يقول المعهد الإسرائيلي في دراسته المنشورة على الرغم من وجود نقد دولي للسياسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، فإن هذا التهديد ليس مرجحًا على المدى القصير”.

قد يزداد هذا الاحتمال في المستقبل نتيجة لجهود ضم الضفة الغربية، ورفض إسرائيل المستمر لمبادرات السلام الدولية، بالإضافة إلى ذلك، قد تتضرر مكانة إسرائيل الدولية في حالة حدوث تحول جذري في موقف الولايات المتحدة تجاهها في مواجهة التطورات والعمليات التي تظهر بالفعل في السياسة الأمريكية.

بما أن تقويض العلاقات مع الولايات المتحدة هو العامل الرئيسي الذي قد يؤدي إلى عزلة إسرائيل في الساحة الدولية، فيجب أن تعمل اسرائيل بالطرق التالية لتعميق التحالف والتعاون مع واشنطن وذلك من خلال:

  1. تحسين العلاقة بين إسرائيل والجالية اليهودية في الولايات المتحدة.
  2. الامتناع عن التحركات التي تنتهك الوضع الراهن بين إسرائيل والفلسطينيين والتي تشير إلى نية ضم أجزاء من الضفه الغربيه 
  3. تعزيز العلاقات مع ممثلي الأقليات العرقية في الكونغرس الأمريكي
  4. الامتناع عن دعم مرشح أو آخر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
  5. الاستجابة لمبادرات السياسة الأمريكية المعقولة لدفع عملية السلام مع الفلسطينيين
  6. الحفاظ على الطابع الديمقراطي لإسرائيل من خلال تجنبها للتدابير القانونية التي تنتهك المساواة في الحقوق بين السكان غير اليهود

” التهديد الخامس: تفكك المجتمع الاسرائيلي و فقدان هويته كدوله يهوديه ديمقراطيه “

هذا التهديد تشكله العمليات الداخلية لإسرائيل والتي تقوض العناصر الأساسية لهويتها اليهودية والديمقراطية. يقول المعهد الإسرائيلي، أن هذه العمليات قد يكون قد يكون لها انعكاسات مباشرة على الطابع الديمقراطي لإسرائيل، وبالتالي ينبغي النظر في وجود تهديد وجودي لهوية الدولة.

علاوة على ذلك، فإن هذه العمليات لها أيضًا آثار غير مباشرة من شأنها تغيير في طبيعة الدولة. ويقصد بالعمليات الداخلية هنا العصف الذهني واستبعاد المستثمرين والسياح والتي من شأنها أن تسبب أضرارا جسيمة لاقتصاد البلاد، بالإضافة الي الانتفاضات المدنية واسعة النطاق على أساس وطني يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في السكان بسبب أنهم يشعرون بعدم الكفاءة أو يشعرون بالتهديد من قيم الدولة.

ولكي تتفادي إسرائيل هذا التهديد فعليها اتباع عدد من الخطوات وفقا للمعهد الإسرائيلي:

1- على المستوي الحكومي:

  • يجب على الحكومة الامتناع عن إيذاء مؤسسات الديمقراطية لحماية الديمقراطية والمساواة المدنية واحترام حقوق الأقليات.
  • السعي لتعزيز التعليم من أجل القيم الديمقراطية.

2- على المستوي السياسي:

  • يجب على إسرائيل أن تعمل على إيجاد حل يوقف أو يحد من سيطرتها على الفلسطينيين ويتجنب السياسات التي تحبط إمكانية التوصل إلى اتفاق تسوية في المستقبل.

3- فيما يتعلق بالهوية اليهودية للدولة:

  • يجب على إسرائيل الحفاظ على أغلبية يهودية فعالة من خلال تجنب السكان الفلسطينيين على نطاق واسع وتعزيز العلاقات مع يهود الشتات.

الخلاصة

انتهى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي لخلاصة مفادها أنه يمكن لسلسلة من العمليات الداخلية والإقليمية والدولية أن تؤدي إلى تآكل وتقويض برامج الأمن الإسرائيلية، وتحقيق التوازن السلبي بين ميزان القوى في إسرائيل والكيانات الحكومية وغير الحكومية في بيئتها الإقليمية، وزيادة احتمال وجود تهديدات وجودية محتملة في أوقات مختلفة في المستقبل.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى