ليبيا

مجلس الأمن يعقد أولى اجتماعاته لبحث الأزمة الليبية ..أبرز أحداث المشهد الليبي اليوم الاثنين

القاهرة تستضيف اجتماعاً تنسيقياً الأربعاء المقبل، ويضم وزراء خارجية كل من فرنسا وإيطاليا واليونان وقبرص، لبحث التطورات في ليبيا، وبحسب بيان الخارجية المصرية، فإن الاجتماع سيركز على بحث مجمل التطورات المتسارعة التي شهدتها ليبيا مؤخراً، وسبل دفع جهود التوصل إلى تسوية شاملة تتناول كافة أوجه الأزمة الليبية، والتصدي إلى كل ما يعرقل تلك الجهود.

ومن المقرر أن يتناول اجتماع وزراء الخارجية في القاهرة مجمل الأوضاع في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.

وفي سياق جهود الخارجية المصرية لاحتواء الأزمة، واصل وزير الخارجية سامح شكري اتصالاته بالأمس مع نظيريه الفرنسي والإيطالي، وشددوا على ضرورة دعم جهود إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في ليبيا، واعتبروا أن التصعيد التركي الأخير في ليبيا يمثل خطورة على أمن وسلامة المنطقة بأسرها، متفقين على رفض أي تدخل عسكري في ليبيا، وأكدت كل من مصر وفرنسا وإيطاليا، على أهمية الحفاظ على فرص التوصل إلى تسوية شاملة من خلال عملية برلين ودعم الجهود الأممية.

يذكر أن وزارة الخارجية المصرية عقدت اجتماعا أمس الأحد، مع سفراء الدول الأوروبية والولايات المتحدة لدى القاهرة لإحاطتهم بالموقف المصري من تطورات الأوضاع على الساحة الليبية، والتأكيد على الموقف المصري الذي يرى أن خطوة البرلمان التركي من انتهاك لمقررات الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ، لأنه يتعارض مع القرار (1970) لسنة 2011 الذي أنشأ لجنة عقوبات ليبيا وحظر توريد الأسلحة والتعاون العسكري معها إلا بموافقة لجنة العقوبات، فضلاً عن التحذير من تداعيات أي تدخل عسكري تركي في ليبيا على مسار التسوية الشاملة في ليبيا واستقرار منطقة البحر المتوسط.

ويتزامن موقف الخارجية المصرية في مواصلة جهودها الدولية لمناقشة الشأن الليبي مع إعلان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن بدء وحدات من الجيش التركي التحرك لدعم حكومة الوفاق في طرابلس برئاسة فائز السراج، وذلك خلال مقابلة مع محطة «سي إن إن ترك» التلفزيونية، مشيراً أن تركيا سترسل أيضاً كبار قادة الجيش، والتنسيق مع حكومة السراج للتنقيب عن البترول في المتوسط.

وكشفت تصريحات أردوغان أن الجنود التي سيرسلها عددهم قليل جداً، وأنهم خبراء وليسوا مجرد جنود عاديين، لكن عددهم سيزيد بالتدريج لاحقا”.

وكشف “المرصد السوري لحقوق الإنسان”،  مقتل أول سوري في المعارك الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس، مضيفا أن القتيل كان ضمن نحو ألف من الموالين لتركيا الذين وصلوا للقتال إلى جانب قوات حكومة الوفاق. كما أفادت مصادر سورية، بوصول قرابة ألف مقاتل إلى ليبيا، في حين يستعد 1700 آخرون للالتحاق بساحات القتال في طرابلس بدعم من أنقرة.

 مجلس الأمن الدولي يعقد اجتماعاً مغلقاً بشأن ليبيا، اليوم الاثنين بطلب من موسكو، في أول مناسبة ستتاح لأعضائه الخمسة عشر للبحث في الاتفاق المثير للجدل الذي أبرمته تركيا مع حكومة الوفاق، ويتعلق الاجتماع بعزم ألمانيا على عقد مؤتمر دولي في برلين في نهاية يناير الحالي لمناقشة الشأن الليبي، علماً بأنّه لم يتمّ إعلان أيّ موعد محدّد لهذا المؤتمر.

ومن المتوقع طبقاً لتصريحات مصادر دبلوماسية أن يتطرق الاجتماع للاتفاق العسكري والأمني الذي أبرمته تركيا مع حكومة الوفاق، والذي سمح لتركيا بإرسال جنود إلى ليبيا مما سيعمق الصراع الليبي، كما من غير المستبعد أن يطرح أحد أعضاء المجلس على طاولة المناقشات وجود مرتزقة روس منذ بضعة أشهر في ليبيا لدعم قوات حفتر، علماً بأنّ موسكو تنفي أيّ مسؤولية لها عن هؤلاء.

وتناثرت الأنباء حول وصول مقاتلين من جنسيات مختلفة إلى طرابلس قادمين من سوريا، وأكدت المصادر أن عناصر في الاستخبارات التركية وصلت إلى طرابلس تمهيدا لاستقبال القوات التركية القادمة، كما نقلت أن تركيا سلّمت الوفاق أجهزة رؤية ليلية وأجهزة كشف الألغام والمفرقعات وأسلحة تركية خفيفة ومتوسطة، كما أبرمت الوفاق اتفاقية سرية مع أنقرة للتكفل ماديا بضحايا تركيا، تضمن دفع الوفاق تعويضات لمصابين أو قتلى من الجانب التركي. كما أفادت بأن عبد الحكيم بلحاج اجتمع بقيادات من الإخوان وإخوان ليبيا في تركيا.

على صعيد الداخل الليبي، اتهم أبو زيد دوردة، رئيس جهاز الأمن الخارجي بالمخابرات الليبية في النظام السابق، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج، بتنفيذ ما يكلفه به “رئيس حزب الإخوان بتركيا رجب طيب أردوغان”، وجاء ذلك خلال كلمة تليفزيونية على قناة ليبيا. وتابع قائلاً إن تركيا أصبحت ملجأ لجميع الإخوان الفارين من كل مكان، وطالب جميع الليبيين بضرورة الاصطفاف لمواجهة “الخطر التركي واجتثاث ما يوجد منه في ليبيا”.

وعلى صعيد متصل، بعثت حكومة الوفاق الليبية رسالة موقعة من القائم بالأعمال الليبي لدى الأمم المتحدة المهدي المجربي، بالنيابة عن حكومة الوفاق الليبية، وجهها إلى رئيس مجلس الأمن لشهر يناير، وهو مندوب فيتنام الدائم السفير دانج دينه كيوي، وإلى أعضاء المجلس، يشجب فيها ما وصفه بـ”جرائم نفذها حفتر”، ولم تتطرق لموضوع القوات التركية المقرر قدومها إلى طرابلس، وإنما أكدت أن حكومة الوفاق هي السلطة الشرعية الوحيدة لدولة ليبيا.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى