أفريقيا

هجوم حركة شباب الإرهابية على القاعدة الأمريكية في كينيا

أعلنت جماعة شباب الصومالية الإرهابية عن مسئووليتها عن الهجوم الذي استهدف قاعدة عسكرية في كينيا، وصفها الجيش الأمريكي والذي أكد العملية بأنها كانت تضم بعض الأفراد العسكريين الأمريكيين، في الوقت الذي قالت فيه السلطات الكينية إنه تم صده من خلال مقتل أربعة مسلحين في القتال.
وصرح ويليام جايلر اللواء في الجيش الأمريكي في بيان له إن “القيادة الأفريقية تقر بوجود هجوم على مطار “ماندا باي” في مقاطعة “لامو” القريبة من الحدود الصومالية في كينيا وتراقب الوضع”، مضيفاً أن ” حركة الشباب تلجأ إلى الأكاذيب والإكراه وممارسة القوة لتعزيز سمعتها لخلق عناوين زائفة … وأوضح أنه من الهام مواجهتها لمنع تمدد الحركة”. ؛ فيما لم يقدم جايلر أي معلومان حول الخسائر المحتملة في القاعدة العسكرية “الكينية” كما وصفها موقع “ABC” الإخباري التي تأوي أفراداً عسكريين أمريكيين منذ سنوات، ووصفها بأنها كانت موقعاً لقوات العمليات الخاصة الأمريكية العاملة في الصومال.
وتابع البيان قائلاً: “الوضع الأمني ​​في خليج ماندا غير جيد، وحركة الشباب هي جماعة إرهابية أبلغت مرارًا عن نيتها لمهاجمة المصالح الأمريكية، وهي نفس الجماعة الإرهابية التي أودت بحياة أكثر من 80 شخصًا بريئًا في مقديشو الأسبوع الماضي. “
ووصف جايلر حركة الشباب الإرهابية بـ “الوحشية”، وقال إنها إحدى أذرع تنظيم القاعدة التي تسعى إلى إنشاء منطقة تتمتع بالحكم الذاتي في شرق إفريقيا تخضع لسيطرتها، موضحاً أن التواجد الأمريكي هام في في إفريقيا لمكافحة الإرهاب”.
وتناولت الإندبندت البريطانية أنه لم توجد بيانات حول أعداد الوفيات، ولكن يوجد في المعسكر ما لا يقل عن 100 جندي أمريكي ، حسب أرقام البنتاجون، كما ذكر تقرير داخلي للشرطة الكينية أن طائرتين ثابتتي الجناحين من طراز سيسنا وطائرة كينية تم تدميرهما إلى جانب طائرتين مروحيتين أمريكيتين ومركبات أمريكية متعددة في مهبط الطائرات الجوي في خليج ماندا.

تصريحات رسمية لدحض نجاح العمليات الإرهابية

صرحت قوات الدفاع الكينية إن محاولة جرت في حوالي الساعة 5:30 صباحًا بالتوقيت المحلي هذا الصباح لانتهاك الأمن في “ماندا اير ستريب” وأنه تم إيقافها بنجاح وأن قطاع الطيران آمن.

وذلك تعليقاً على بيان حركة الشباب في وقت سابق حول إن بعض مقاتليها شنوا “غارة على قاعدة بحرية أمريكية معروفة باسم” معسكر سيمبا “في مقاطعة لامو ، كينيا.” وأشارت التقارير الأمريكية أن حركة الشباب المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة زعمت أن مقاتليها سيطروا على جزء من القاعدة العسكرية، ولكن لم يتم التحقق منه حتى الآن.
وقام بنيامين ستريك ، محقق مستقل الذي يحلل صور الأقمار الصناعية لمواقع التحقيق مفتوحة المصدر مثل بيلينكات بمطابقة الصور التي نشرتها المجموعة مع صور الأقمار الصناعية حول المطار خارج القاعدة التي تستخدمها الطائرات العسكرية، ولكن لم يكن هناك ما يشير إلى أن المسلحين تمكنوا من دخول القاعدة. وقال إن الصور تتطابق مع صور الأقمار الصناعية للمباني ومئزر الطائرات المميز المجاور للقاعدة ولكنه خارج محيطها.
كما نشرت الحركة الإرهابية صوراً لمسلحين ملثمين يقفون بجوار طائرة مشتعلة، وقالت في بيان أنها “دمرت سبع طائرات وثلاث مركبات عسكرية في الهجوم.”

والتي أعقبها إعلان قيادة الجيش الأمريكي في إفريقيا «أفريكوم» عن قتل ثلاثة من مسلحي حركة الشباب الصومالية والتي أشارت إلى انتماءها إلى تنظيم “القاعدة” في غارة جوية أميركية هي الأولى في العام الجديد، في هجوم جوي في منطقة بإقليم شبيلي السفلي المجاور للعاصمة مقديشو.

القوات الأجنبية في الصومال


يتزامن هذا الهجوم مع تأكيد ممثل رئيس الاتحاد الإفريقي في الصومال ورئيس بعثة الاتحاد السفير “فرانسيسكو ماديرا” ، انسحاب 1000 من جنود بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال “أميصوم” عن البلاد في شهر فبراير المقبل، وإحلال بديل عنهم من قوات الحكومة الصومالية، لتطبيق اتفاقية التي تنتهي مهام القوات بحلول 2021، وهو ما لقي معارضة من بعض الدول المشاركة في القوات بدافع ضرورة مواجهة حركة شباب.

أما عن القوات الأمريكية في القرن الإفريقي، فأوضحت التقارير أنه يوجد حوالي 500 جندي أمريكي يتمركز داخل الصومال لمساعدة وتقديم المشورة للجيش في الصومال لمساعدتها في قتالها ضد الجماعة الإرهابية.
أرسلت كينيا قوات إلى الصومال في عام 2011 بعد سلسلة من الهجمات وعمليات الاختطاف عبر الحدود. وتم استيعابهم فيما بعد في قوة حفظ سلام التابعة للاتحاد الأفريقي، ويبلغ قوامها الآن 21000 فرد ، لدعم الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب، وتحارب حركة الشباب منذ أكثر من عقد من الزمن للإطاحة بالحكومة.
وتناول موقع فرانس 24 نقلاً عن معهد للدراسات الأمنية، أوضح أن الولايات المتحدة تمتلك 34 قاعدة عسكرية معروفة في إفريقيا ، حيث تجري خلالها “عمليات الطائرات بدون طيار والتدريب والتمارين العسكرية والعمل المباشر والأنشطة الإنسانية”، وارتفعت الضربات العسكرية الأمريكية في الصومال بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب أن جنوب البلاد “منطقة أعمال عدائية نشطة”.

ويعد هذا الهجوم هو ليس الأول الذي تشنه حركة شباب ضد التواجد العسكري الأمريكي في الصومال، بل جاء عقب غارة مماثلة في سبتمبر على قاعدة “باليدوجل” في الصومال، والتي تستخدمها كل من القوات الخاصة الصومالية والقوات الأمريكية. وتم قتل جميع المهاجمين ولم تنتهك القاعدة. هذا إلى جانب الهجوم الذي تشنه الحركة على كينيا لمعاقبتها على إرسال قوات لمساعدة الحكومة الصومالية ضدها ، ويأتي الهجوم الأخير عقب الإعلان عن سحب قوات أميصوم الإفريقية وإحلالها بجنود صومالية، وهو ما يتناقض مع سبب محاربتها للدول التي تساعد في القضاء عليها، بل هي ذراع جديد للتدخل في الصومال.

+ posts

باحثة بالمرصد المصري

رحمة حسن

باحثة بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى