حققت الدولة المصرية نجاحًا كبير في تطهير شمال ووسط سيناء من التنظيمات الإرهابية والإجرامية، كما استطاعت القيادة السياسية أن تتقدم بخطوات ثابتة نحو مستقبل أفضل يقوم على البناء والتعمير على أرض الفيروز مما يجعل من تنميتها ضرورة استراتيجية باعتبارها منطقة ممهدة أمنة لجذب الاستثمارات ومدخلًا للاقتصاد القومي، وأكبر ضامن لحماية حدود مصر الشرقية.
منذ عام 2014، بدأت خطط الإصلاح والتطوير لهذه المنطقة “سيناء ومدن القناة”، وستظل مشاريع التنمية قائمة حتى عام 2022، ووصل إجمالي عدد المشروعات المُنفذة والمُستهدفة خلال السنوات الست منذ عام 2014 إلى عام 2020، إلى 994 مشروعا، بتكلفة تقديرية 795 مليار جنيه، وقد تم منذ منتصف 2014 حتى مارس 2019 تنفيذ 751 مشروعا موزعة على 21 قطاعا، بإجمالي قيمة استثمارية 357.7 مليار جنيه، كما يجرى تنفيذ 243 مشروعا بإجمالي قيمة استثمارية 437 مليار جنيه، من المخطط الانتهاء منها في يونيو 2020.
في إطار خطة التنمية في سيناء، تم إنشاء الجهاز المركزي للتعمير، والذى يشغل تعمير سيناء الحيز الأكبر من عمله بجانب مدن القناة، وقد شملت حجم الإنجازات المنفذة في سيناء بواسطة وزارة الإسكان والمرافق والتنمية العمرانية مجالات متعددة، كمشروعات البنية الأساسية والصرف الصحي ومحطات تحلية المياه، فضلاً عن تشكيل هيئة قومية للمياه والصرف الصحي، وتنفيذ مشروعات الطرق والكهرباء والمجتمع البدوي. كما نفذ جهاز تعمير سيناء –هو أحد أجهزة الجهاز المركزي للتعمير التابع لوزارة الإسكان-، منذ إنشائه في 1975 في تنفيذ سلسلة من المشروعات القومية الكبرى باستثمارات تبلغ 400 مليار جنيه.
في عام 2015، خصص الرئيس “عبد الفتاح السيسي” 10 مليارات جنيه لإحداث التنمية ومن أجل ذلك أصدر قرار رقم 107 لسنة 2018 على تشكيل لجنة يرأسها المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، حيث وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار في 2018، بتولي وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، القيام بإعداد استراتيجية التنمية لشبه جزيرة سيناء، وتأسيس سلسلة من المجتمعات العمرانية الجديدة المتكاملة التي ستحقق الترابط بين سيناء والدلتا ، بالإضافة إلى عدد من المشروعات العملاقة في مجال الطرق والأنفاق والبنية الأساسية.
استراتيجية تنمية “سيناء”
وفقًا لقرار رقم 107 لسنة 2018، تم التنسيق بين كافة الوزارات والجهات المعنية ذات الصلة، وذلك من خلال تشكيل مجموعات عمل فنية في مجالات التنمية الاقتصادية، وتطوير البنية الأساسية، والتنمية الاجتماعية، والبناء المؤسسي، وإدارة التنمية وآليات التنفيذ، لكي تحقق رؤية القيادة السياسية في وضع استراتيجية تنمية لسيناء، وكذلك وضع خارطة للاستثمارات المتكاملة وتحقيق الاستثمار الأمثل للإمكانات الاقتصادية التي تزخر بها شبه جزيرة سيناء، وإيجاد قاعدة لجذب الاستثمارات في القطاعات الصناعية والزراعية والتعدينية والسياحية وغيرها.
وتهدف خطط المشاريع التنموية في سيناء إلى تحسين مناحي الحياة والظروف المعيشية لأهالي “سيناء” وأبناء محافظات الجمهورية حيث يتحقق ذلك من خلال إقامة مجتمعات زراعية وصناعية وعمرانية تجذب المواطنين من وادي النيل القديم للإقامة والعمل فيها وبذلك تتم إعادة توزيع خريطة مصر السكانية.
وتسعى الاستراتيجية إلى تعزيز دمجها في النسيج القومي المصري؛ لذا تم تنفيذ شبكة طرق كبرى وأنفاق؛ لربط شبه جزيرة سيناء بباقية المحافظات، وتدخل هذه المشروعات في إطار المنافسة على مستوى العالم، وذلك نظرًا لضخمتها من حيث الأطوال والأقطار وحجم الأعمال، والخطة الزمنية القياسية التي تم تنفيذها خلالها، حيث يعود كل ذلك على دعم البعد الأمني والسياسي للحدود الشرقية للدولة.
واعتمدت استراتيجية تنمية سيناء في إعدادها إلى الرجوع للمخطط الاستراتيجي للتنمية العمرانية 2052، وتستند القيادة السياسية وفقًا لرؤية مصر 2030، إلى إنشاء مشروعات كبيرة ومتوسطة وصغيرة، وخلق فرص عمل لجميع الموارد والإمكانيات المتاحة، بهدف رفع مستوى المعيشة، وتحسين المستوى الاجتماعي والثقافي لأبناء سيناء.
مشروعات المنفذة خلال 2014 حتى 2019
منذ منتصف 2014 حتى مارس 2019 تم تنفيذ 751 مشروعًا موزعة على 21 قطاعًا، بإجمالي قيمة استثمارية 357.7 مليار جنيه. ويجرى تنفيذ 243 مشروعًا بإجمالي 437 مليار جنيه، حيث من المخطط الانتهاء منها في يونيو 2020، ونتناول أهم المشروعات التي تم تنفيذها خلال هذه الفترة:
- تطوير محور قناة السويس.. ويُعد هذا المشروع من أبرز المشروعات التي تم تنفيذها، نظرًا لاعتبار أن هذا المحور مركز لوجيستي وصناعي عالمي، حيث تم إعطاء إشارة البدء في عمليات حفر قناة السويس الجديدة، في أغسطس 2014 والذي تم افتتاحه في أغسطس 2015.
- قطاع النقل.. لما يمثله هذا القطاع من أهمية باعتباره السبيل لتعزيز التنمية وفرص الاستثمار، حيث تم الانتهاء من 1397 كم شرق وغرب القناة، ومن المخطط الانتهاء من 435 كم بسيناء حتى عام 2020.
- أنفاق تحيا مصر.. ومن أبرز المشروعات في هذا القطاع أنفاق تحيا مصر (شمال الإسماعيلية) بعدد 2 نفق سيارات بطول 5820 متراً، بتكلفة 11.5 مليار جنيه، وطريق تحيا مصر الذي يربط بين الأنفاق وطريق (الاسماعيلية/ بورسعيد). وإنشاء رصيف بحري جديد بميناء السويس، بتكلفة 8.5 مليار جنيه، وتطوير ميناء “نويبع” البحري بمرحلتيه الأولى والثانية، بتكلفة 350 مليون جنيه، وتنفيذ ازدواج الطريق الدولي إلى شرم الشيخ، بطول 334 كم، بتكلفة 6.5 مليار جنيه الذي ينتهي في يونيو 2019. علاوة على ذلك طريق “هضبة الجلالة” بطول 114 كم، ويصعد إلى منسوب 700 متر فوق سطح المياه، بتكلفة 4.5 مليار جنيه.
- مدن جديدة بسيناء وإقليم القناة.. اتبعت الجهات المعنية على تنمية سيناء خطة استراتيجية لإقامة مجتمعات عمرانية جديدة ببنية أساسية متطورة للمساهمة في نقل الكثافة السكانية من الوادي والدلتا إلى سيناء. ومن بين هذه المدن مدينة “سلام” بشرق بورسعيد التي تستوعب 1.15 مليون نسمة، ومدينة الإسماعلية الجديدة التي تقام على مساحة 2828 فدانًا بإجمالي 52642 وحدة، لاستيعاب 250 ألف نسمة، بالإضافة عن مدينة “رفح الجديدة” حيث تضم 10016 وحدة سكنية و400 بيت بدوي ومنشآت خدمية، لاستيعاب 150 ألف نسمة، وكذا مدينة “بئر العبد الجديدة” على بحيرة البردويل وتتسع إلى 50 ألف نسمة، ومدينة الجلالة. فضلًا إلى تنفيذ مشروعات الإسكان الاجتماعي في كل محافظات سيناء والقناة، فضلاً عن تطوير العشوائيات في هذه المحافظات.
- مشروعات مياه الشرب والصرف الصحي.. من أجل رفع كفاءة وتحسين ومعالجة مستوى خدمات مياه الشرب والصرف الصحي في سيناء، لذا وضعت الحكومة المصرية خطة لتحقيق هذا الهدف، حيث تم استحداث محطات تحلية مياه جديدة. كما تم تنفيذ محطة تحلية مياه البحر بمدينة “الطور”، بطاقة 30 ألف م3/يوم، وتم الانتهاء من تنفيذها في يونيو 2018، وكذلك لـ “محطة تحلية مياه الجلالة”، بطاقة 150 ألف م3/يوم، انتهت في يونيو 2018، ومحطة تحلية مياه البحر بطابا، ومحطة تحلية مياه البحر “برأس ملعب”.
أما بالنسبة لمحطات معالجة مياه الصرف الصحي التي تم رفع كفاءتها، فمنها محطة معالجة الصرف الصحي في “بحر البقر”، وتنتهي في إبريل 2021، بطاقة 5 ملايين م3/يوم، ويتم استخدام المياه المنتجة منها لاستصلاح 330 ألف فدان تقريباً شرق قناة السويس، و2.5 مليار جنيه لأعمال نقل المياه المعالجة عبر 2 سحارة اسفل قناة السويس من الغرب الى الشرق، وتوسعات الصرف الصحي بمدينة الطور، ومحطة معالجة ورفع الصرف الصحي لمدينة الاسماعيلية الجديدة، بطاقة 60 ألف م/يوم إلى 120 الف م3/يوم، وتوسعات محطة تنقية مياه غرب النفق، لزيادة كمية إنتاج المياه من 35 ألف م3 إلى 70 ألف م3، ويتم تنفيذ سحارة “سرابيوم” اسفل قناة السويس الجديدة بتكلفة 722 مليون جنيه، تنتهي في يونيو 2020.
- قطاع الكهرباء.. تم إنشاء محطة توليد بشرم الشيخ بقدرة 288 ميجاوات، ومحطة السويس الحرارية، بقدرة 650 ميجاوات، ومحطة توليد كهرباء عتاقة، بعدد 4 وحدات قدرة الوحدة 160 ميجاوات، لتعزيز امدادات الطاقة للمنطقة، وتفعيل استراتيجية الطاقة وتنويع مصادر الوقود. وقد تم توصيل التيار الكهربي بمحطة تحلية مياه البحر، ومحطة الصرف الصحي ومستشفى “أبو رديس”، والوحدات السكنية بمشروع الاسكان الاجتماعي، والتجمعات البدوية بمدن المحافظة.
فضلًا عن تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية بمدن شرم الشيخ وأبورديس بتكلفة 107 ملايين جنيه، منها 5 ملايين جنيه كمشاركة مجتمعية، وإنشاء خط غاز لتغذية محطة كهرباء السويس الحرارية، كما تم الانتهاء من تحويل محطة كهرباء الشباب الغازية، للعمل بنظام الدورة المركبة وإضافة 500 ميجاوات، وتنفيذ محطة انتاج كهرباء بورسعيد بقدرة 96 ميجاوات، ومحطة إنتاج كهرباء العين السخنة بقدرة 1300 ميجاوات.
- قطاع الصحة.. إطلاق المرحلة الأولي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في مدن القناة؛ للارتقاء بالخدمات الصحية في هذه البقعة الغالية من أرض مصر، يتوافق مع استراتيجية بناء الإنسان المصري، ويسهم في تعزيز جهود التنمية وتبعًا لذلك يتم تطوير ورفع كفاءة مستشفى العريش، وتنفيذ مستشفى “بئر العبد المركزي الجديد”، وتطوير ورفع كفاءة مستشفى “شرم الشيخ الدولي”، وتطوير مستشفى “أبو رديس المركزي”، وتطوير مستشفى “سانت كاترين المركزي”.
- قطاع التعليم.. بذلت الدولة جهودا كبيرة لتحسين جودة التعليم في سيناء ومدن القناة، إضافة إلى إحداث نقلة نوعية للعملية التعليمية من خلال التوسع في انشاء المدارس اليابانية هناك. أما بالنسبة للتعليم قبل الجامعي فقد تم تنفيذ مدرسة “علي مبارك ” الابتدائية بجنوب سيناء، و”العريش” الثانوية الصناعية بنين بشمال سيناء، والمدرسة “المصرية اليابانية” بالإسماعيلية الجديدة وأخرى بالطور بجنوب سيناء. وفيما يتعلق بقطاع التعليم الجامعي، فيتم تنفيذ مشروع إقامة ثلاثة فروع لجامعة “الملك سلمان”، من المقرر الانتهاء منه في أكتوبر 2019، بشرم الشيخ والطور ورأس سدر، كما يتم تنفيذ عدد من الكليات بجامعة “الجلالة”.
- قطاع الزراعة.. وضعت الحكومة المصرية خطة شاملة من اجل تطوير البنية التحتية اللازمة لتطوير قطاعي الزراعة والري في سيناء ومدن القناة، واستغلال الموارد الزراعية الهائلة في هذه المنطقة، وتوفير مياه الري وتأمين وصولها من أسفل القناة للمزارعين في سيناء وشرق قناة السويس والاسماعيلية الجديدة لزيادة الرقعة الزراعية خاصة محاصيل الموالح والزيتون واستصلاح أراضٍ جديدة وإنشاء الصوب الزراعية، كما تم تخصيص مساحة 20 ألف فدان بمنطقة “سهل القاع” بمدينة طور سيناء، ضمن مشروع الـ 1.5 مليون فدان، اعتماداً على المياه الجوفية بهذه المنطقة، إلى جانب مشروع استصلاح 15 ألف فدان ببئر العبد بشمال سيناء، وإنشاء 7 تجمعات زراعية تنموية في جنوب سيناء، منها قرية “الامل” وتضم 500 قطعة أرض زراعية و514 صوبة زراعية، ومشروع الاستزراع السمكي بالإسماعيلية، والانتهاء من استزراع 1034 حوضا، ومشروع الاستصلاح الزراعي بترعة “الشيخ جابر” لزراعة 156 ألف فدان على ترعة “الشيخ جابر”.
- قطاع التجارة والصناعة.. تتمحور استراتيجية الدولة حول استغلال الموارد الطبيعية والبشرية لسيناء ومدن القناة ومد أذرع التنمية الصناعية إليها وتحويل المنطقة إلى تجمع صناعي هام لصناعات الأسمنت والسيراميك والزجاج والصناعات التعدينية والكيماوية وغيرها، لتوفير فرص العمل لأبناء سيناء ومدن القناة. وتم تنفيذ مجمع صناعي بجنوب الرسوة ببورسعيد يتضمن 118 مصنعًا لتشغيل الشباب، والمرحلة الثانية من مصنع أسمنت العريش وتضم إضافة خطين اضافيين، ومحطات طحن وتنظيم الأسمنت، والفرن، ومنطقة التعبئة، بتكلفة 270 مليون يورو، وكذا مصنع إنتاج وتجميع لمبات الليد بمدرسة أبو زنيمة الثانوية الصناعية بطاقة انتاجية 800 ألف لمبة سنوياً.
- قطاع السياحة.. قامت الحكومة المصرية على تطوير البنية التحتية لخدمات قطاع السياحة في سيناء ومدن القناة، واستهداف أنماط جديدة من السياحة كالسياحة العلاجية والسياحة الدينية وسياحة المؤتمرات والسياحة الرياضية وسياحة الاستشفاء، والترويج السياحي لسيناء ومدن القناة لما بها من مناطق سياحية هامة كما استخدمت إنارة الطرق بالطاقة الشمسية لتطوير السياحة بجنوب سيناء، فقد تم انارة طريق وادي قني بالطاقة الشمسية، وإنارة طرق شرم الشيخ، وتطوير مدينة طابا، وانشاء سور حول الشاطئ العام بطور سيناء، وتنفيذ المنتج السياحي بالجلالة.
فضلًا عن إنشاء مطار البردويل الدولي بشمال سيناء، أما في قطاع التموين تنفيذ صومعة القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية سعة 60 ألف طن، وصومعة عتاقة بالسويس بسعة 60 ألف طن لتوفير قدرة تخزينية عالية متطورة تصل إلى 9 ملايين طن قمح سنوياً، وفي قطاع رفع الوعي الأثري تم تنفيذ أعمال تطوير متحف الإسماعيلية.
