السد الإثيوبي

شكري: وزير الخارجية الروسي أبدى استعداد بلاده التنسيق مع مصر للتوصل إلى اتفاق بشأن “سد النهضة”

أكد وزير الخارجية سامح شكري أنه بحث مع نظيره الروسي سيرجي لافروف قضية “سد النهضة” والمباحثات الجارية والمسار الأفريقي والمباحثات الأخيرة التي جرت في كنشاسا.

وذكر شكري، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي اليوم الاثنين، أن لافروف تفهم أهمية تلك القضية بالنسبة للشعب المصري، مبديًا استعداد بلاده استمرار التنسيق مع مصر في إطار التوصل على اتفاق يحقق مصالح الدول الثلاث؛ مصر والسودان وإثيوبيا، وينزع فتيل الأزمة ويعفي من أي عواقب ناتجة عن إجراءات أحادية يكون لها تأثير ضار على المصالح المائية لدولتي المصب مصر والسودان.

وقال إن التنسيق الوثيق مع روسيا مستمر كونها لها دور مركزي باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن، ودولة لها إمكانياتها الدبلوماسية وتأثيرها على الساحة الدولية، حيث جرى الاتفاق على استمرار كل أطر التنسيق والتعاون بين البلدين على المستوى الوزاري ودون الوزاري وسوف يتم تحديد موعد لعقد المشاورات على مستوى 2+2، والاستمرار في التنسيق الوثيق عبر العديد من القضايا سواء ما يتعلق بالتطورات في سوريا وليبيا.

وأوضح شكري أن الوزير الروسي التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم، ثم عقد معه جولتي مشاورات إحداهما مغلقة والأخرى موسعة مع الوفود، وذلك في إطار الحرص المشترك لتكثيف التشاور والتفاعل بين وزراتي الخارجية وأجهزة الدولتين بشأن القضايا المشتركة وتدعيم العلاقة التي تعد من العلاقات الهامة التي تحرص مصر على استمرار دعمها واستكشاف أفاق جديدة لتنميتها.

من جهته، أوضح وزير الخارجية الروسي أن مباحثاته مع شكري تناولت التعاون بين البلدين في إطار اتفاقية التعاون الاستراتيجي التي تم توقيعها عام 2018 أثناء زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى روسيا، كما تم بحث العلاقات الثنائية بشكل مفصل في كافة المجالات.

وقال إنه “تم التشديد على أنه بالرغم من المعوقات التي تفرضها جائحة فيروس كورونا المستجد إلا أن العلاقات بين البلدين تشهد تطورا، بالإضافة إلى استمرار الاتصالات بين الجانبين لتنفيذ المشروعات المشتركة في كافة المجالات”.

وأشاد بجهود اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني، والتي ستعقد اجتماعها الدوري في روسيا خلال العام الجاري، مشيرا إلى أنه تم استعراض سير تنفيذ المشروعات المشتركة الكبيرة، وفي مقدمتها مشروع بناء المحطة النووية بالضبعة، وإقامة المنطقة الصناعية الروسية في مصر بالإضافة إلى المشاريع التي يتم العمل عليها في مجال بنية التحتية للنقل ومشاركة الشركات الروسية في تطوير بعض القطاعات للبنية التحتية للسكك الحديدية فى مصر.

وقال لافروف إنه يتم إعداد دورة جديدة للمفاوضات بين الاتحاد الأوراسي ومصر إذ أن موسكو تدعم انضمام القاهرة للاتحاد، مشيرا إلى أن البلدين تعملان على تعزيز التبادلات الثقافية والعلمية حيث سيتم إطلاق عام التعاون الثقافي بين البلدين.

وأوضح أنه تم الاتفاق خلال المباحثات على تطوير آلية التعاون “٢ زائد ٢” التي تجمع وزراء الخارجية والدفاع للبلدين، كما تم الاتفاق على مواصلة الاتصالات بين الشعبين المصري والروسي.

وأضاف لافروف أنه تم أيضا خلال المباحثات التأكيد على أهمية التنسيق المشترك في المحافل الدولية بين مصر وروسيا، لافتا إلى أن الاجتماعات عكست تقارب المواقف بين مصر وروسيا حيال القضايا الدولية حيث ندعم تسوية الخلافات والقضايا في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقا للقانون الدولي.

وأشار لافروف إلى أن المباحثات تطرقت إلى القضية الفلسطينية حيث رحبت روسيا بتطبيع العلاقات بين بعض الدول العربية وإسرائيل ونأمل ألا يؤدى ذلك إلى تهميش القضية الفلسطينية، فالموقف الروسي ثابت ونصر على أهمية الشراك في عمل الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وممثلي العالم العربي.

وأكد أهمية تهيئة المناخ لاستئناف المفاوضات بين الجانبين.. مشيرا الى ان مباحثاته مع شكري تناولت ايضا الملف الليبي حيث تم التأكيد أن هناك نوعا من استقرار الاوضاع ميدانيا بما يشكل البيئة الخصبة لضمان تحقيق الاستقرار السياسي.

وأوضح أن بلاده كما الشركاء في مصر تعتبر أنه من الأهمية مواصلة تنفيذ اتفاقيات ومقررات لجنة خمسة زائد خمسة، مضيفا أنه فيما يخص الملف السوري فإن موقفنا موحد ويتعلق بحتمية الالتزام الثابت ببنود قرار ٢٤٥٢ لمجلس الأمن وضرورة الحفاظ على وحدة واستقلالية الأراضي السورية وحق الشعب السوري في تقرير مصيره.

وقال لافروف إن بلاده اطلعت الشركاء في مصر على العمل في مسار “آستانا” بهدف تأمين فعالية أكبر للجنة الدستورية.

وأضاف أن المباحثات ناقشت تطورات المناقشات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا فيما يخص مفاوضات سد النهضة حيث أن موقف روسيا معروف ونحن مقتنعون بأن الحل المنسق من قبل كل الأطراف المعنية والذي يضمن المصالح الشرعية لهذه البلدان هو فقط الحل الذي يوفر ظروفا للتسوية.

وذكر لافروف أنه تم تبادل الآراء حول تطوير العلاقات بين روسيا والدول العربية حيث يتم الإعداد على عقد دورة جديدة لملتقى التعاون بين الجانبين بالإضافة إلى العمل على تنفيذ مخرجات القمة الإفريقية الروسية التي عقدت بسوتشى عام ٢٠١٩ ومن المفترض عقد الدورة الجديدة للقمة ٢٠٢٢.

وردا على سؤال عما إذا كان لدى روسيا تصور ما لتشجيع البلدان الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) لتوقيع اتفاق فيما يتعلق بأزمة سد النهضة، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن بلاده مهتمة بهذا الموضوع الذي يحل عبر الحوار الثلاثي، وفيما يتعلق بالأطراف الأخرى (الوسيط) فإن دورها هو فقط تهيئة الظروف الجيدة لهذا الحوار، والقيادة الروسية اقترحت خبرتنا لتحريك الموضوع وموسكو لا تسعى للعب أي أدوار أخرى ولم يتم الدعوة لنا للقيام بدور الوساطة، مضيفا أن بلاده تولي أهمية كبرى لدور الاتحاد الإفريقي في هذه العملية لحل المشاكل الإفريقية إفريقيا.

وفيما يتعلق بجهود مصر لدفع عملية السلام.. أكد وزير الخارجية سامح شكري أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية في العالم العربي وتظل موضوع اهتمام مصر وعلى رأس أولويات السياسة الخارجية المصرية ونبذل كافة الجهود بالتنسيق مع الشركاء لافتا إلى أن المقترح الخاص بتفعيل الرباعية الدولية وإضافة أطرافا إقليمية من شأنه أن تسهم في تحريك القضية الفلسطينية واستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوضح شكري أن الجهود المصرية في إطار المصالحة الفلسطينية والتنسيق اتصالا بالانتخابات الفلسطينية تصب في وجود المؤسسات الفلسطينية القادرة على مواصلة المفاوضات والعمل على إقامة الدولة الفلسطينية وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لافتا إلى أن مصر تنسق مع الشريك الروسي في هذا الصدد.

وتابع أننا نسعى إلى أن نتخطى العقبات التي ربما لم توفر الفرصة الكافية لاستئناف المفاوضات سواء ذلك يتعلق بالأوضاع السياسية داخل إسرائيل في ضوء الانتخابات وتشكيل الحكومة والانتخابات الفلسطينية ولكن فور الانتهاء من هذه الدورات الانتخابية لابد من أن تتضافر الجهود الدولية من خلال الرباعية أو الآليات الأخرى والتنسيق القائم بين مصر والأردن وفرنسا وألمانيا أو الاتحاد الأوروبي أو الشريك الأمريكي.

وحول عودة سوريا للجامعة العربية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أنه من المهم عودة سوريا للعائلة العربية واستئناف عضويتها بالجامعة العربية، وهناك ردود فعل إيجابية لعودة سوريا وهي استنتاجاتنا أثناء جولتي الخليجية الأخيرة.

وأضاف أنه بحث هذا الموضوع اليوم في مصر و الأمر متروك للدبلوماسية العربية المعروفة فاعليتها و نأمل سرعة حل هذا الموضوع.

من جانبه قال وزير الخارجية سامح شكري، إن سوريا تشكل جزءا عزيزا من الكيان العربي وتربطها بمصر علاقات تاريخية وثيقة، ومصر تألمت على المستويين الحكومي والشعبي لما عانى منه الشعب السوري الشقيق على مدى الأعوام الماضية سواء من نزوح أو قتل أو تعرضهم لهذا الصراع والتدخلات التي تمت والاستهداف التي تمت من قبل تنظيمات إرهابية وأطراف خارج النطاق العربي.

وأكد أن مصر ترى أهمية لاستعادة سوريا إلى الحاضنة العربية لتأخذ مركزها التاريخي وتسهم في الحفاظ على الأمن القومي العربي خاصة إزاء محاولات دول اقليمية من خارج النطاق العربي للانتقاص من سيادة سوريا ووحدة أراضيها والتواجد على الأراضي السورية بشكل غير مشروع.

وأوضح أن أول عنصر يرتبط بهذا الأمر يتمثل في التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن ٢٢٥٤ والتفاعل من قبل الحكومة السورية مع المبعوث الأممي ومسار جنيف.

وحول جهود مصر وروسيا لحل الأزمتين في ليبيا ولبنان، أشار شكري إلى التوافق مع روسيا فيما يتعلق بليبيا حيث ندعم المسار السياسي الذي تم اعتماده في جنيف وما تلى ذلك من تصديق البرلمان الليبي باعتباره الجهة التشريعية الشرعية ولكن المسار السياسي لا يرتبط فقط بتشكيل المجلس الرئاسي والحكومة الليبية ولكن أيضا بالتنفيذ الكامل لمقررات اللجنة العسكرية (٥+٥) ومن ضمن ذلك خروج كافة القوى الأجنبية من الأراضي الليبية والتعامل مع قضية المقاتلين الأجانب وتفكيك الميليشيات وتوحيد القوات المسلحة الليبية بالإضافة إلى التوزيع العادل للثروة الليبية والوصول إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية في ٢٤ ديسمبر، وتلك هى الشرعية المستمدة لهذه الحكومة متصلة بالمسار السياسي الذي تم اعتماده من خلال الأمم المتحدة وكل مكوناته ولا يمكن أن تأخذ جملة واحدة وأن يتم تنفيذها بكل دقة.

وأضاف أنه ليس هناك مجال للخروج عن أي من هذه العناصر، وعندما تعقد الانتخابات ويتم تشكيل حكومة تعبر عن الشعب الليبي بإرادة حرة فسوف تحترم مصر والمجتمع الدولي هذه الإرادة حفاظا على وحدة وسيادة ومقدرات ليبيا بعيدا عن التهديدات من قبل التنظيمات الإرهابية والميليشيات التابعة لها.

وشدد على أن مصر سوف تستمر في توفير كل الدعم والرعاية الواجبة لتحقيق هذه الأهداف بحكم العلاقات الوثيقة التي تربط الشعبين وبحكم أن هذه القصية لها تأثيرا مباشرا على الأمن القومي المصري ومن هنا سوف تستمر جهود القاهرة للحفاظ على الهدوء العسكري وعدم عودة أي طرف للعمل العسكري حتى يتسنى التنفيذ الكامل للمسار السياسي، وسوف نرصد هذه السياسات التي تقود إلى تنفيذ كل العناصر ومتباعتها بدقة.

وفيما يتعلق بلبنان.. قال شكري إنه بعد الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى بيروت ونقل رسالة الرئيس السيسي إلى القيادات اللبنانية نأمل أن يكون هناك تشكيل سريع لحكومة تخصصية وأن تستطيع أن تضع السياسات الكفيلة بتلبية احتياجات الشعب اللبناني الشقيق وتنهي المشاكل الاقتصادية ووضع الخطة الإصلاحية لخروج لبنان من أزمته، وهذا الأمر معلق منذ تفجير مرفأ بيروت وحان الوقت لوضع مصلحة لبنان فوق أي مصالح سياسية أو حزبية والعمل على تدعيم استقرار لبنان.

من ناحيته، أكد وزير خارجية روسيا أن الأزمة السياسية لن يتم حلها إلا عبر جهود الشعب اللبناني بمشاركة كافة القوى السياسية والدينية كما كان الحال دائما في تاريخ لبنان بغض النظر عن بعض التوصيات من الخارج بما فيها تقديم الدعم المالي، موضحا نحن بانتظار زيارة سعد الحريري الأسبوع القادم و عدد من زعماء لبنان في موسكو للعمل على تجاوز هذه الأزمة.

وفيما يخص موقف موسكو من دعوات إخراج المرتزقة من ليبيا، قال لافروف إننا ندعم التفاهمات التي تم التوصل إليها وانتخاب القيادات في الحكومة الليبية ومخرجات ٥+٥ .

وردا على سؤال حول مخططات واشنطن لتسيير سفن حربية في البحر الأسود الذي يعد بمثابة وضع الزيت على النار وزيارة الرئيس الأوكراني زيلانسكي لتركيا للحصول على أسلحة، أشار لافروف إلى الخطابات المشجعة والمحركة للحرب الآتية من كييف منذ ٢٠١٧ حيث قامت السلطات في كييف بمعاداة جزء من شعبها، والآن ممثلو إدارة زيلانسكي يعلنون أن كييف يستحيل أن تحارب شعبها و هى تصريحات عارية من الصحة بل إن كييف حاربت بالفعل شعبها بحجة أن جزءا منه إرهابيون برغم أن هؤلاء لم يعتدوا على أي جزء من الأراضي الأوكرانية بل طالبوا فقط بالتحقيق و لهذا أرجو أن يتذكر ذلك جيدا قيادات الدول الأخرى الذين يريدون نقل الأسلحة لأوكرانيا.

وأضاف أنه يرد على من يسألون ماذا تفعل روسيا فى البحر الأسود بالقول إن روسيا تعيش في منطقة البحر الأسود و على الحدود مع أوكرانيا و لكن السؤال المضاد هو ماذا تفعل الولايات المتحدة هناك رغم أنها تبعد آلاف الكيلومترات عن أوكرانيا.

وأوضح أنه لا يوجد رد مقنع و علينا أن نستنتج استنتاجات من دروس الماضي وأن نرى تأكيدا لتحريك الأجواء المضادة لروسيا و أوكرانيا، وهناك تجاهل وعدم رغبة من الحكومة الأوكرانية لتنفيذ مقررات مينسك، محذرا من أن ذلك من الممكن أن يأتي بنتائج عكسية وكارثية وأن ينتج موجة جديدة من العنف.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى