
الأزهر الشريف يعلن : الانضمام لجماعة الإخوان حرام شرعاً
يستمر الأزهر الشريف في ممارسة دوره الحيوي والرئيسي في مواجهة كافة أشكال التطرف والإرهاب، حيث تتالت في الفترة الأخيرة المواقف والتصريحات الصادرة عن أقطابه، وعلى رأسهم فضيلة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، التي تؤكد على ضرورة التصدي بشكل صارم لكافة التنظيمات الإرهابية، التي تتخذ من الإسلام ستاراً لتحقيق مطامع سياسية، لا تتوانى من أجل تحقيقها عن استخدام كافة الوسائل بما فيها العنف والإرهاب وإسالة الدماء.
أخر مواقف الأزهر جاءت في سياق رد من مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على سؤال أوردته صحيفة (الوطن) المصرية، بشأن حكم الدين في الانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية، وما يماثلها من تنظيمات وجماعات إرهابية وتكفيرية، وقد أكد المركز في رده على هذا السؤال، على أن الانضمام لهذه الجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية حرام شرعًا، وذلك لأن الله تعالى قد أمر المسلمين بالاعتصام والاجتماع على كلمة واحدة، ونهاهم عن التفرق والتشرذم والاختلاف، فقال سبحانه في محكم تنزيله «واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا» وقال أيضاً «إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعًا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون».
تضمن رد مركز الأزهر للفتوى الألكترونية، العديد من البنود التي تفند حجج من يدعو إلى الأنضمام لهذه الجماعات التي لا هدف لها سوى بث الفرقة بين المسلمين، وإشاعة التخريب والإرهاب، وتصوير هذه التوجهات على أنها جهاد في سبيل الله، وإعادة لخلافته في الأرض. قال المركز في رده، أن الله تعالى أمر عباده باتباع صراطه المستقيم، ونهاهم الله عن الابتعاد عن أي طريق يصرف الناس عن اتباع الحق، فقال في محكم آياته «وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون». الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم أرشد المسلمين إلى الطرق والسبل التي لابد من تفادي سلوكها، من أجل ضمان الفلاح في الدنيا والآخرة، فعن عبدالله بن مسعود قال “خط رسول الله خطًا بيده ثم قال: هذا سبيل الله مستقيمًا، ثم خط عن يمينه وشماله خطوطًا، ثم قال: هذه السبل ليس منها سبيل إلا عليه شيطان يدعو إليه، ثم قرأ «وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله»”.
حتى الصحابة والتابعين، وردت على ألسنتهم توجيهات ونصائح تدعو المسلمين إلى التوحد وعدم التفرق في جماعات، فقد قال الصحابي عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما- في تفسير قول الله عز وجل «فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله»، وقوله تعالى «شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه»، أن الله أمر المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة، وأخبرهم أنه إنما هلك من كان قبلهم، بسبب تناحرهم وتخاصمهم في دين الله تعالى.
واختمم مركز الأزهر رده على هذا السؤال، بالتأكيد على أن الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله، والفهم الصحيح لهما وفق مقاصد الشريعة وأساس اجتماع الكلمة، ووحدة الصف والابتعاد عن الفتن وأسبابها، هو السبيل الوحيد للوصول إلى رضا الله وتوفيقه ورحمته، وأضاف المركز “بات واضحًا جليًا للعامة والخاصة والصغير والكبير، ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص الدينية، واقتطاعها من سياقها واستخدامها لتحقيق أهداف أو مآرب شخصية وإفساد في الأرض بعد إصلاحها، من خلال غرس الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمي المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل. من خلال كل ماسبق عرضه، يُحرم الانضمام لهذه الجماعات، وبناء على ما تقدم من أدلة، فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة يُعد حرامًا شرعًا».