
محمد مرعي : قيادات “الإخوان” بإسطنبول حشدت خلاياها النائمة في الداخل لصناعة ” لقطة” مفبركة
أكد محمد مرعي الإعلامي والخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن جهود الإخوان تعتمد اليوم على صناعة “اللقطة” المفبركة للبناء عليها مستقبلًا، مشيرًا -خلال لقائه ببرنامج آخر النهار على قناة النهار الذي يقدمه الإعلامي محمد الباز- إلى أن قيادات الإخوان في الخارج حركوا بشكل جزئي خلاياهم النائمة في الداخل ليقوموا بالبناء عليها بمعلومات وحقائق مزيفة؛ حيث إن كل القنوات المعادية عملت طوال الوقت على تصدير صورة أن هناك حالة من الغضب في الشارع المصري، ومحاولة الإيهام بأن هذه الحالة مرتبطة بإجراءات تم اتخاذها وبعيدة عن الإخوان، وهذا ما حاول تصديره طلعت فهمي المتحدث باسم الجماعة والمحسوب على جناح إبراهيم منير عبر قوله إن “الإخوان غير موجودين في المشهد الحالي ولكن لو جد جديد سيظهرون في الصورة فورًا”.
وذكر مرعي أن التنظيم الإرهابي عمل في هذا الإطار على تضخيم الأمور بشكل كبير للحصول على اللقطة التي يمكن البناء عليها مستقبلًا. فضلًا عن توظيف لقطات مفبركة لمظاهرات منذ ست سنوات مع وضع تاريخ ومكان مختلف عليها وتركيب هتاف ملائم للموقف.
وأوضح الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن فبركة اللقطة تتم من خلال تدير لقطة أن الغضب هو غضب شعبي، مشددًا على أن هذه الكذبة جزء من الاستراتيجية التي يعمل بها الإخوان طوال الوقت ويعمل على تأكيدها من هم أمثال طلعت فهمي ومحمد ناصر وغيرهم في القنوات المعادية التي تعمل وفق الأجندتين القطرية والتركية.
وأضاف أنه نشر فيديو عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس يوك” يحتوي على ما يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن قيادات التنظيم في تركيا قامت بتحريك جزء من عناصرها الخاملة في الداخل وهي العناصر التي تورطت في أعمال عنف خلال الفترة من 2014 وحتى 2015 وتم القبض عليهم، وعندما خرجوا من السجون بعد قضاء المدة القانونية وضعوا أمام اختيار التنصل من التنظيم والقيادات أو الاتصال بقيادات التنظيم في الخارج، ولا شك أن بعضهم اختار البقاء كعضو في الجماعة.
وحول مسألة الدعم والتمويل أفاد محمد مرعي أن المجموعة الإخوانية في تركيا يتم تمويلها عبر قطر، أما الداعم وصاحب الاستراتيجية فهم الأتراك إذ إن القطريين اليوم أصبحوا مجرد جزء تابع لاستراتيجية تركيا التي تحمي قطر الآن بوجود قاعدتها العسكرية هناك، بينما توفر تركيا الملاذ والحماية، بالإضافة إلى توظيف الأموال القطرية وتوزيعها.
وفي سياق آخر، أوضح الخبير بالمركز المصري ملكية وإدارة قنوات الإخوان المعادية في تركيا وغيرها، مفيدًا أن قناة الحوار التي تبث من لندن يترأسها الفلسطيني عزام التميمي عضو التنظيم الدولي للإخوان، بينما يترأس قناة التلفزيون العربي عزمي بشارة والتي تقدم برنامج “جو شو” والذي ادعى في وقت من الأوقات أنه على خلاف مع محمد ناصر بسبب عدائه للجيش المصري وهو أمر مغلوط لأنه يعمل في قناة تمول من قطر وتدعم خطة هدم الدولة المصرية.
وأضاف أن قناة وطن يرأسها مدحت الحداد وهو عضو التنظيم الدولي وشديد القرب من إبراهيم منير؛ حيث يحسب على جناحه، وهي تعتبر المنبر الرسمي للقناة، لافتًا إلى أن قناة الشرق يرأسها أيمن نور وهو ليس له علاقة بالتيار المدني وإنما هو مجرد سمسار للإخوان وأداة طيعة في أيديهم، موضحًا أن قناة مكملين يترأسها أحمد الشناف، مؤكدًا أن التعامل مع هذه القنوات لا يتم باعتبارها منابر إعلامية أو تستند إلى أي منهج سليم في الإعلام.
وبيّن “مرعي” في نفس السياق أن “حمد بن ثامر آل ثاني” يترأس قناة الجزيرة وهو جزء من الصراع داخل أسرة آل ثاني حول حكم قطر، وهو يدين بالولاء الظاهري للشيخ تميم بن حمد حاكم قطر ووالدته الشيخة موزة، ولكن فعليًا فإن ولاءه لحمد بن جاسم. وجميعهم يعملون مع المجموعة في إسطنبول والدليل أن محمد ناصر خرج من فترة وهاجم الشيخ تميم، والكل يدور في فلك الأتراك وهم في النهاية مجرد أدوات بعدما أصبح أردوغان مسيطرًا على كل أنشطة التنظيم الإرهابي.
وحول الآلية التي يجب أن يواجه بها المجتمع المصري هذه الدعوات للفوضى أكد الخبير بالمركز المصري أن مصر دولة كبيرة وقوية وقادرة على امتلاك نفس الأدوات التي يوظفها الإعلام المعادي، وعلينا أن ندرك في الداخل سواء مواطنين أو مؤسسات أن تنظيم الإخوان الإرهابي لن يكون يومًا جزءًا من الحياة السياسية في مصر ولا على المستوى الاجتماعي. “مع الوضع بالاعتبار أننا نمتلك مشروعًا كبيرًا جدًا لإصلاح اجتماعي واقتصادي وسياسي وأخذنا خطوات كبيرة وطوال الطريق سنجد مقاومة ومطبات ولذلك فنحن مطالبون بالعمل بشفافية شديدة طول الوقت”.
وذكر أن الغضب في الأطراف والقرى حقيقي لأن هناك ضعف في التواصل الحكومي بشكل عام؛ فالحكومة قد يكون لها قرارات منطقية ولكنها غير قادرة على إيصالها إلى الناس في القرى والنجوع وأطراف الأقاليم وهو يتطلب وجود المسؤولين بشكل دائم، مشيرًا إلى الحاجة إلى رؤية الطريقة التي يعمل بها رئيس الجمهورية على مستوى المحافظين والمحليات. مفيدًا أن الوجود في هذه المناطق يمكن أن يكون كذلك عن طريق تنسيقية الأحزاب وشباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب والذي قدم مبادة “هنساعدك تتصالح” فوجود المجتمع الأهلي في الصورة مهم جدًا. وفي النهاية فإن قضية التصالح تجاوبت معها الحكومة بشكل جيد واستجابت لمتطلبات المواطنين.
وختم محمد مرعي الخبير بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية حديثه قائلًا “إننا لا نستطيع أن ننكر أن هناك قطاعًا ليس بالكبير من المواطنين تأثر بالدعاية المضللة لمنصات الإعلام المعادي، ولكن القطاع العريض من الشعب المصري أصبح قادرًا على أن يفرق جيدًا بين ما هو حقيقي وبين ما هو كاذب وملفق”.