أفريقيا

“دويتش فيله” الألماني: “هل تسرعت لجنة “نوبل” في منح فرع الجائزة للسلام لأبي أحمد

عرض – محمد هيكل 

أكد موقع “دويتش فيله” الألماني أن الأزمة التي تشهدها إثيوبيا حاليا تشبه إلى حد كبير أزمات الدول التي تقودها الأنظمة الاستبدادية.

وذكر الموقع الألماني – في تقرير نشره بعنوان التجربة الديمقراطية الإثيوبية في خطر –  أنه :”في ضوء التغيرات والتطورات الحالية على الساحة الإثيوبية هل كان قرار لجنة جائزة نوبل  بمنح فرع الجائزة  للسلام لرئيس الوزراء أبي أحمد متسرعا بعض الشيء؟

وأضاف أن أديس أبابا كان ينظر لها العالم كمثال للتجربة الديمقراطية في إفريقيا ومع قدوم رئيس الوزراء الجديد حينها والذي عقد اتفاقا للسلام مع إريتريا ووضع أليات للحفاظ على الحقوق المدنية مثل حرية التعبير مما أوحى للعالم بأن التجربة الديمقراطية في إثيوبيا تمشي في الاتجاه الصحيح.

وأشار الموقع إلى المظاهرات والاشتباكات الجارية منذ اغتيال المغني والناشط السياسي المعروف والمحبب لدى الأورومو هكالو هونديسا وهو ما تسبب في مظاهرات واحتجاجات عارمة ضد الحكومة الإثيوبية ، لافتة إلى أنه وحتى الأن راح 166 شخصا ضحية لأعمال العنف المصاحبة للمظاهرات وألقي القبض على أكثر من 2300 شخص.

وأوضح أن انقطاع خدمة الإنترنت في البلاد يستمر منذ ما يقرب من أسبوع بالتزامن مع جولات سلطات الأمن وأفراد الشرطة في العاصمة أديس أبابا وفي الأماكن الحيوية في البلاد للقبض على المتظاهرين وفض مظاهراتهم بالقوة.

وذكر الباحث والخبير في شؤون القرن الأفريقي أحمد سليمان الباحث في مركز ” شذام هوس” بلندن حول التطورات في إثيوبيا ومستقبل أبي أحمد  ، في تصريح للموقع ، تعليقاً على الأحداث الراهنة  ” أبي أحمد  بحاجة ماسة لتهدئة الوضع قبل حله وهو التحدي الأكبر الذي يواجهه ، الوضع الآن يشبه الوضع قبل مجيئه عليه معرفة كيفية ( غزل كل الخيوط معا)”.

وأضاف أن هناك علاقة واضحة بين رد الفعل الحكومي على أعمال العنف والوضع السياسي في البلاد ، مشيرا إلى  أن “المشهد السياسي الإثيوبي ممزق” فالمشكلة الحقيقية لا تكمن في الصراع بين اثنين للسيطرة على حكم البلاد أو بين سياسيين مختلفين في التوجه بل هي أعمق من ذلك.

ولفت إلى اعتقال الناشط السياسي البارز من الأورومو جوهر محمد والذي يستغل شهرته للترويج والسعي خلف مصلح قومية الأورومو كدلالة على القمع غير المبرر، واصفا جوهر محمد بالمنافس السياسي الصريح لرئيس الوزراء أبي أحمد.

وذكر الموقع أن قرار أبي أحمد بتأجيل الانتخابات البرلمانية التي كان من المقرر لها أغسطس المقبل لعام أخر بسبب جائحة كورونا أكد لدى منتقديه محاولته للتمسك بالسلطة كما يرون أنه سيعيد تقديم التكتيكات القمعية والاستبدادية بشكل جديد على العكس من وعوده الإصلاحية بخصوص نفس الشأن مع بداية ولايته.

بدوره، ذكر مدير وحدة دراسات القرن الأفريقي في مركز أبحاث “كريسيس جروب”  موريثي موتيجا أنه وبرغم من هدوء الوضع حالياً في أديس أبابا و أجزاء من أوراميا إلا أن الأسبوع الماضي يمثل أكبر تحدي للتحول الديمقراطي في إثيوبيا، محذرا  من أن موجة العنف الموسع والدمار الذي يمكن مشاهدته في كل مكان وعدم الاستقرار  لا تزال عند مستوى عال.

+ posts

باحث ببرنامج السياسات العامة

محمد هيكل

باحث ببرنامج السياسات العامة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى