
193 مصابًا بكورونا في إسرائيل … حكومة طوارئ قريبة؟
وصل اليوم عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد في إسرائيل إلى 193 مصابًا، من بينهم 165 حالة خفيفة، و26 حالة متوسطة، وحالتين خطيرتين. العدد الإجمالي المسجل لهذا اليوم، يزيد بنحو 50 مصابًا عن الحصيلة الإجمالية السابقة للمصابين التي تم تسجيلها أمس. يُضاف إلى ما سبق وصول إجمالي من تم وضعهم ضمن الحجر الصحي الوقائي إلى نحو 40 ألف شخص. وعلى الرغم من عدم تسجيل وفيات ضمن المصابين بهذا الفيروس حتى الآن في إسرائيل، إلا أن تماثل أربعة حالات فقط للشفاء من ضمن إجمالي المصابين، يضع وزارة الصحة الإسرائيلية تحت ضغوط متزايدة، مع استمرار تصاعد أعداد المصابين بالفيروس بشكل تدريجي.
من ضمن المصابين، تم نقل 124 مصابًا إلى المستشفيات الإسرائيلية، في حين تم البدء في علاج العدد المتبقي في منازلهم. وبحسب أرقام وزارة الصحة الإسرائيلية، فقد تم وضع نحو 2500 عامل بالقطاع الصحي في العزل الطبي الوقائي، من بينهم ما يقرب من 1000 طبيب، وأكثر من 600 ممرضة، و 170 معاونًا طبيًا، و 80 صيدليًا. وتم إجراء اختبارات على نحو 6800 شخص، اُشتبه سابقًا في إصابتهم بهذا الفيروس.
تم الكشف عن أول مصاب بهذا الفيروس في إسرائيل، في 21 فبراير الماضي، في مدينة رامات جان شمالي تل أبيب، وكانت الحالة هي لسيدة إسرائيلية قادمة من اليابان، تم عزلها سابقًا على متن السفينة السياحية (دايموند برنسيس). ظل معدل المصابين بهذا الفيروس يتزايد بشكل بطيء خلال شهر فبراير وأوائل مارس، إلى أن بدء في التصاعد بشكل أكبر بداية من الثامن من الشهر الجاري.
على مستوى الإجراءات الحكومية، التي بدأت بشكل فعلي في التاسع من الشهر الجاري، أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، فرض الحجر الصحي الإلزامي لمدة أربعة عشر يومًا، على جميع الأشخاص الذين يدخلون إسرائيل، وقد بدأ بشكل فوري تطبيق هذا القرار على المواطنين الإسرائيليين، وبدأ أمس تطبيقه على أي أجنبي يصل إلى الموانئ والمطارات الإسرائيلية، ولا يتم السماح له بدخول البلاد، إلا بعد إثباته العزم على البقاء في إسرائيل طيلة فترة الحجر الصحي.
كذلك فرضت الحكومة الإسرائيلية منذ أوائل الشهر الجاري عدة إجراءات للحد من انتشار الفيروس، منها: حظر احتشاد مجموعات كبيرة من الأشخاص في مكان واحد. وفي حالة ضرورة إجراء مثل هذه الفعاليات، يجب تقليص عدد المشاركين، بحيث لا يتجاوز مائة شخص، وهذا يشمل المسارح ودور السينما وقاعات الأفراح وغيرها. ويتقلص هذا العدد إلى نحو 15 شخصًا فقط، في حالات اجتماعات الطواقم الطبية سواء في غرف العمليات أو خارجها.
وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية أعلنت أمس، أن جميع الأحداث الرياضية في البلاد ستتوقف حتى إشعار آخر، على أن يتم اتباع عدة إجراءات في حالة عودة النشاط الرياضي، منها إقامة الفعاليات الرياضية بدون حضور جمهور. بدورها، بدأت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بالتعاون مع وزارة الصحة، في إعادة تقييم الوضع الحالي لبعثاتها الدبلوماسية في الخارج، بعد أن تم اكتشاف إصابة موظف في السفارة الإسرائيلية في اليونان بالفيروس، ونقله العدوى إلى اثنين من أفراد أسرته، مما دفع وزارة الخارجية إلى إعلان إغلاق السفارة بشكل مؤقت.
في الثالث عشر من الشهر الجاري، أعلنت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، عن أن عطلة عيد الفصح اليهودي ستبدأ اليوم السبت، وذلك للصفوف الدراسية من الصف الأول وحتى الصف الثاني عشر، وكذلك إيقاف كافة الرحلات المدرسية، على أن تستمر الدراسة في المراحل الدراسية الأخرى خلال ما سبق ذكره. إلا أن كافة المدراس والجامعات تم إغلاقها بشكل تام منذ صباح أمس، انتظارًا لحزمة القرارات الحكومية الجديدة التي تم إعلانها اليوم. ويتوقع أن يتم تأخير بدء العام الدراسي الجديد في إسرائيل، نظرًا لأن وزارة التربية والتعليم بدأت بالتعاون مع وزارة الصحة، في بحث إمكانية جعل الدراسة في العام الجديد عن بُعد وليس داخل الصفوف الدراسية.
اليوم شهد إجراءات إسرائيلية أكثر صرامة حيال انتشار هذا الفيروس، وزارة الدفاع الإسرائيلية أمرت بالاستعداد لاحتمالية فرض حالة الطوارئ، وصدر بيان عن الوزارة، أكد على أن وزير الدفاع نفتالي بينيت بدأ مناقشات لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها في حالة فرض الحكومة لحالة الطوارئ، وعلى رأس هذه الإجراءات، نشر وإنشاء نقاط العزل الطبي في جميع أنحاء البلاد، بالتنسيق مع وزارة الصحة وقيادة الجبهة الداخلية. في نفس الإطار، أمر وزير الدفاع نفتالي بينيت، بإنشاء ثلاثة مرافق لإيواء المصابين الذين مازالوا في المراحل الأولى لإصابتهم، وذلك بهدف إفساح الأماكن داخل المستشفيات، لاستقبال المصابين بهذا الفيروس، ممن باتوا في حالة الخطر.
سياسيًا، بدأت بعض الأطراف الإسرائيلية، في محاولة استغلال الظرف الحالي من أجل تسجيل نقاط سياسية، خاصة فيما يتعلق بتشكيل الحكومة المرتقبة. رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، دعا بني جانتس رئيس الأركان، لتشكيل حكومة وحدة وطنية طارئة، خاصة وأن هذه هي نفس وجهة نظر جانتس، فيما يتعلق بالتعامل مع أزمة الفيروس. زعيم حزب (إسرائيل بيتنا) أفيجدور ليبرمان دعا اليوم إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، تتألف من أكبر حزبين (حزب الليكود وحزب أزرق أبيض)، بجانب بعض الوزراء من حزبه، بهدف تسهيل عملية صنع القرار في هذه الظروف.
منذ قليل، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بياناً أعلن فيه عدة قرارات، من بينها أن إغلاق المؤسسات الثقافية، كما قدم طلبًا لوزارة العدل من أجل الموافقة على تفعيل بعض الإجراءات الإلكترونية، من أجل تعقب الأشخاص الذين تواصلوا سابقًا مع مصابين مؤكدين بالفيروس. نتنياهو علق أيضًا على الهلع الذي انتاب سكان بعض المدن الإسرائيلية، من احتمالية إغلاق المتاجر ومحال السوبر ماركت، ودفعهم للتدفق على هذه المحال من أجل شراء وتخزين السلع الضرورية، مؤكدًا أن السلع الضرورية متوفرة، ولن يتم إغلاق المحال التجارية في الوقت الحالي.
في نفس الإطار، شرعت الحكومة الإسرائيلية في مناقشة بعض الاقتراحات المطروحة للتعامل مع الوضع القائم، من بينها الطلب من العمال غير الأساسيين في المؤسسات الحكومية والخاصة، العمل من منازلهم، وفرض بعض القيود على وسائل النقل العام، وإغلاق المدارس التمهيدية والحضانات، وإطلاق سراح بعض السجناء المدانين بأحكام خفيفة للحد من ازدحام السجون.
جدير بالذكر أن من ضمن إجمالي عدد المصابين في إسرائيل، 38 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس في الضفة الغربية المحتلة، أما قطاع غزة فلم يتم تسجيل أية إصابات في سكانه حتى الآن، لكن مساء اليوم أغلقت سلطات القطاع كافة المعابر الحدودية مع إسرائيل ومصر، كإجراء احترازي.
باحث أول بالمرصد المصري