
بعد أن كانت كل الطرق تؤدي إليها.. كيف أصبحت روما بعد أن عزلها “كورونا”

مع مطلع الأسبوع تداولت شائعات حول نية الحكومة الايطالية عزل المناطق الموبوءة في شمال ايطاليا مما أدى لحالة من القلق في الشارع الإيطالي.
وبدأ المواطنون في حجز تذاكر القطار للعودة لمقاطعاتهم خوفا من البقاء في الأقاليم المعزولة كما استمر للأسبوع الثالث غلق المدارس والجامعات والأماكن العامة خوفا من انتشار الفيروس.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي وعلى عكس الشائعات المنتشرة غلقا كاملا لجميع الأماكن العامة ومنع السفر بين كل مقاطعات البلاد.
ووفقا لتصريحات كونتي فخطة الحكومة تقضي بعدم خروج المواطنين خارج مقاطعاتهم لمقاطعات أخرى منعا لتفشي الفيروس واقتطاع جزء من ميزانية الدولة لمجابهة الانتشار السريع لفيروس كورونا في إيطاليا الأكثر تضررا من الفيروس خارج أسيا.
ووصل عدد الإصابات في أنحاء إيطاليا إلى 7375 حالة توفي منها 366 شخصا مما تسبب في ضغط على حكومة لاتخاذ إجراءات استثنائية و انتقادات واسعة للمنظومة الصحية برغم من تطورها بسبب الانتشار السريع للفيروس وتأثيره على مختلف مناحي الحياة المختلفة في إيطاليا.
ووعد رئيس الوزراء جوسيبي كونتي في حديث له مع صحيفة “لاريبوبليكا ” الإيطالية أن لدى حكومته خطة “حاسمة وضخمة” لمجابهة انتشار الفيروس ووعد بتخصيص ميزانية خاصة للتحسين وتوسيع دائرة الكشف والرعاية الصحية المقدمة للإيطاليين وتسهيل الحياة خلال فترة العزل.
كانت خطة الحكومة الأساسية تقضي بعزل 14 منطقة ومقاطعة داخل إقليمي لومبارديا وفينيتو في شمال إيطاليا يقطنها 16 مليون شخص وهي أقاليم ( بيرتونيكو- كسا لابوسترلينجو – كاستيل جروندو- كاستليون دي أدا – كودونو- فومكبيو- سان فيورانو- سوماليا-تيرانوفا ديل باسيريني-ماليو-فينيتو-بيرجامو-ميلانو-ريو أيمليا ) قبل أن يعدل جوسيبي كونتي خطته ويعلن يوم الاثنين في تصريحات نشرت على جميع وسائل الإعلام ” لن تكون هناك منطقة حمراء بعد الآن ستكون إيطاليا كلها منطقة محمية والسفر سيكون للضرورة أو العلاج فقط وستتوقف كل الأحداث الرياضية والمدارس والجامعات حتى 3 إبريل ، لن تتوقف وسائل النقل العام وستكون الإجراءات الجديدة سارية منذ صباح الثلاثاء وقد أبلغت رئيس الجمهورية سيرجيو ماتاريلا بذلك.
وبالرغم من محاولة الحكومة إخفاء تفاصيل خطتها لاحتواء انتشار الفيروس وعدم نشر الهلع بين المواطنين ومع تسرب الأخبار عن الخطة الحكومية منذ مطلع الأسبوع بدأ الإيطاليون في التنقل من المقاطعات المختلفة بسرعة جنونية ليسبقوا قرار الحكومة بمنع الخروج والدخول من المقاطعات المحددة مما يوحي بهول الأزمة في مختلف مقاطعات إيطاليا وحجم القلق الذي يعيشه الشعب الإيطالي قبل أن يعلن رئيس الوزراء أن العزل يشمل كل مقاطعات البلاد وليس المقاطعات الشمالية فقط، فماذا يحدث في إيطاليا؟
ما مدى خطورة الوضع في إيطاليا؟

وفقا لرئيس هيئة الحماية المدنية الإيطالية أنجلو بوريلي فقد أرتفع عدد الوفيات يوم الأحد إلى 366 عن يوم الاثنين حيث كان العدد الإجمالي للوفيات 233 أي بزيادة 133 حالة وفاة خلال يوم واحد أما عن الإصابات فقد سجل يوم الأحد ارتفاعا ملحوظاً حيث سجلت 1492 حالة جديدة ليصل إجمالي الإصابات في إيطاليا إلى 7375 حالة شفي منها 622 حالة مما يعني وجود 6387 حالة إصابة حتى الآن وفقا لتصريحات بوريلي ،ليكون بذلك معدل الوفاة في إيطاليا 3,8%.
وأشار مسؤولو الصحة في البلاد إلى أن كل حالات الإصابة التي توفت هي لأشخاص متقدمين في العمر وأغلبهم يعانون أمراضا مزمنة، وبرغم من أن الخطة الحكومية الأساسية كانت تقضي عزل المقاطعات والأقاليم المصابة فقط والتي تشتمل 14منطقة فقط في الشمال إلا أن جميع أقاليم البلاد العشرين أبلغت عن إصابات بفيروس كورونا مما زاد من حالة القلق في الشارع وهو ما استجابت له حكومة كونتي بتوسيعها نطاق العزل ليشمل كل أقاليم البلاد ومنع السفر بين الأقاليم وإلغاء كل الفعاليات في الدولة.
سجلت إيطاليا أكبر عدد وفيات بسبب الإصابة بالفيروس بعد الصين والثالث من حيث عدد الإصابات بعد الصين وكوريا الجنوبية.
هذا الانتشار السريع للفيروس في مختلف مقاطعات البلاد والمتابعة الإعلامية والتحذيرات أدت لحالة من الهلع في إيطاليا فمع بداية انتشار الفيروس بدأت شوارع في الخلو من روادها بالأخص في الأقاليم الشمالية كإقليم لومبارديا الذي ظهرت به أول حالة إصابة كذلك عدة أقاليم أصبحت شبه خاوية بسبب الخوف من الفيروس.

باتت أرفف المتاجر خاوية بسبب هجوم المواطنين لشراء ما يكفيهم خلال فترة بقائهم في المنازل التي لا أحد يعلم متى تنتهي ، كذلك ومع خروج الشائعات عن خطة الحكومة بعزل الأقاليم عن بعضها البعض ازدحمت أرصفة محطات القطارات والمطارات بسبب سعي المواطنين للخروج من الأقاليم الموبوءة وعدم الإطرار للبقاء فيها مما أجج حالة الخوف والقلق لدى المواطنين وتسبب في انتقاد للحكومة حيث يرى البعض أن ذلك وحده قد يتسبب في فشل خطة الحكومة بعزل المناطق الموبوءة قبل أن تبدأ.
التأثير الاقتصادي

ومع بدء الحكومة في تشديد إجراءات التحرك داخل إيطاليا ظهر تأثير انتشار الفيروس على حياة الإيطاليين في كل الأقاليم باختلاف أعداد الإصابات فيها، إيطاليا والتي بالأساس تعاني تباطؤا اقتصاديا وتراجعا في معدلات النمو ستزداد معاناتها بسبب انتشار الفيروس ، فإقليم لومبارديا و إقليم إيمليا رومانا أحد أهم الأقاليم الاقتصادية في البلاد هم الأكثر من حيث عدد الإصابات فقد سجلت 4190 حالة إصابة في لومبارديا الغنية و1180 حالة في إيمليا رومانا كما ميلان التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد ، المقاطعات والأقاليم الشمالية التي تعتبر محرك الاقتصاد الإيطالي لكثرة المصانع والإنتاج فيها حيث تشكل إنتاج الأقاليم الشمالية الأكثر تضرراً من الفيروس من 30 إلى 35% من الاقتصاد الإيطالي الكلي.

ستعاني هذه الأقاليم غلقا كاملا للمصانع والمعامل والمزارع مما يهدد اقتصاد البلاد كما أعلنت الحكومة عن غلق مطار مالبنسا وليناتي الواقعين بشمال البلاد، حتى الأقاليم التي لا تعاني عددا كبيرا من الإصابات أصبحت خالية وأغلقت عدد من المصانع فيها ، القطاع السياحي وهو أحد أهم القطاعات المغذية للاقتصاد الإيطالي تلقى خسائر كبيرة لذات الأسباب ، عدد كبير من السياح ألغوا رحلاتهم إلى إيطاليا مما يهدد القطاع السياحي والفندقي في البلاد حيث انخفض حجوزات الفنادق بميلان للربع تقريباً.
ويرى خبراء الاقتصاد أن الضرر سيطال معظم القطاعات التجارية وأسواق الأوراق المالية مما يستأدي لضرر بالغ للاقتصاد الإيطالي الذي يعاني بالأساس فوفقا لمؤسسة “كونفسرشنتي” المتخصصة في الحسابات فإنه في حال استمرار الأزمة في إيطاليا حتى شهر إبريل القادم سيكون هناك انخفاض في الاستهلاك المحلي والقطاع السياحي قدره 6,5 مليار يورو مما سيؤدي لانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي قدره 8 مليارات يورو أما في المجال الزراعي فقد تم إلغاء ربع طلبيات المحاصيل الزراعية من إيطاليا مما يعني انكماشا حادا في الاقتصاد وانخفاض أكبر للناتج المحلي سيزداد كلما امتدت فترة أزمة كورونا في إيطاليا.
شلل في الحياة



واستكمالا للإجراءات المتبعة مددت الحكومة غلق المدارس لأسبوع جديد في المقاطعات والأقاليم الموبوءة كما وبدأ غلق المدارس في باقي المقاطعات اليوم الثلاثاء كانت وزارة التعليم أصدرت بيان أنكرة فيه إغلاق المدارس في المناطق الغير موبوءة قبل أن تعود وتعلن إغلاق جميع المدارس بعد إعلان خطة الحكومة ، وخلال الأسبوع الماضي سجلت أعداد كبيرة لتغيب الطلاب في المدارس والجامعات الغير مغلقة كما أقام الفاتيكان صلاة أنجليوس الأب الأقدس يوم الأحد 8مارس في مكتبة القصر الرسولي وليس في الساحة من النافذة كما جرت العادة خوفاً من انتشار الإصابة بالفيروس بعد إعلان الفاتيكان عن وقوع أول حالة إصابة فيها.
ومع استمرار الوضع من سيء لأسوء وزيادة الخوف في الشارع بدأت مجموعات تطوعية شعبية في تقديم المساعدة لقاطني الأقاليم الموبوءة حيث أعلنت مجموعات شبابية عن استعدادها لمساعدة كبار السن في توصيل حاجتهم المنزلية لهم بسبب عدم قدرتهم على شرائها بأنفسهم.
وانتشرت في عدد من المدن الإيطالية ملصقات ورسومات على الجدران كتب عليها ” ander tutto beane” بمعنى ” كل شيء سيكون على ما يرام” يطمن بها الإيطاليون بعضهم ويشدون من أزر بعضهم البعض في مواجهة الفيروس الغامض الذي شل أغلب نواحي الحياة في إيطاليا.
القلق والخوف ترك شوارع المدن الرئيسية الإيطالية خالية تماما من المارة في مشهد غير معتدا في البلد السياحي ، القلق والخوف لم يكن بالشارع الإيطالي فقط فحتى في السجون حدثت أعمال شغب في 27 سجن بإيطاليا بسبب قلق المساجين ومنع الزيارة عنهم بسبب الفيروس والاكتفاء الاتصال الهاتفي ، وخلال الكشف الطبي على المساجين حدثت أعمال شغب في عدد من السجون بالأخص سجن سان فيتوري بمدينة ميلانو وسجن ريبيا في روما حيث أعتدى المساجين على الممرضات أثناء الكشف وتعمدوا أحراق غرفهم كما سجن مقاطعة لومبارديا حيث توفى سجين نتيجة للشغب ، أعمال الشغب في كانت بسبب الخوف والقلق الذي يسيطر على المساجين من أنهم لا يتلقون من الرعاية ما يحميهم من الإصابة بالفيروس كما وطالبوا بإفراج استثنائي عنهم بسبب إكتظاظ السجون والخوف من إصابتهم بالفيروس مما دعى رئيس جهاز مكافحة الإرهاب ألبيرتو نوبيلي والندعي العام جايتانو روتا لزيارة السجن وطمأنة المساجين .
عنصرية ضد الجالية الأسيوية في إيطاليا بسبب كورونا
بلدة إيطالية خالية تماما من المارة
شغب بالسجون بسبب القلق من فيروس كورونا
أرفف المتاجر خالية في ميلانو
مواطن إيطالي يبكي بسبب عدم قدرته على دفن أخته وينتقد الحكومة بسبب التقصير في التعامل مع حالتها وغياب الأطباء .
سياسيا
أما على الصعيد السياسي تحاول الحكومة الإيطالية تهدأ المواطنين والتأكيد على أنها تتخذ كافة الإجراءات الازمة لمنع أنتشار الفيروس لكن تلك التأكيدات لا تلقى قبول في الشارع مع استمرار وفاة المصابين وإصابة ما يقرب من الف شخص يومياً خلال الأيام القليلة الماضية ، الأحزاب السياسية الإيطالية دعت الحكومة لاتخاذ كافة الإجراءات الازمة وأعلنت عن تضامنها مع الحكومة لمجابهة الفيروس بكل الموارد الممكنة حتى أن وزير الخارجية والرئيس السابق لحركة الخمس نجوم التي أستقال منها بسبب انقسامات سياسية لويجي دي ماتيو دعى الجميع للهدوء وقال أن الحكومة ستتعامل مع الموقف “باحترافية” مؤكداً أنه وبرغم انتشاره فإن إيطاليا تمتلك من الموارد والكفاءات الطبية ما تمكنها من مجابهة فيروس كورونا ودعا الجميع للوحدة ودعم الجهود الحكومية، أما ماتيو سالفيني زعيم المعارضة ووزير الداخلية السابق المثير للجدل أكد في فيديو أنه بخير وغير مصاب بالفيروس بعد أنباء عن إصابة حارسه الشخصي بالفيروس وخلال الفيديو أنتقد الأداء الحكومي في مواجهة الأزمة.


ودعا رئيس الوزراء جوسيبي كونتي لتخصيص كل الموارد الاقتصادية والبشرية الممكنة لمجابهة الوباء واتهم الحكومة بالتسبب في زيادة حدة الأزمة بسبب التأخر في رد الفعل ، وعلى مستوى السياسيين فقد نشر عمدة مقاطعة لومبارديا اتيليو فونتانا فيديو له وهو ينصح المواطنين بالبقاء في منازلهم وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر كما أعلن أنه سيباشر عمله من الحجر الصحي حيث سيعزل بسبب شكوك حول إصابته بالفيروس ، ظهوره مرتدياً الكمامة الطبية أدى لانتقادات واسعة له بسبب عدم وجود جدوى لظهوره مرتديا القناع الطبي الأمر الذي زاد حالة الهلع بالأخص في مقاطعة لومبارديا، كذلك رئيس الأركان الإيطالي اللواء سالفاتوري فارينا أعلن عن تشخيصه إيجابياً بفيروس كورونا وقال أنه سيباشر عمله كذلك من معزله، كذلك أعلن رئيس الحزب الديمقراطي نيكولا زينجارتي عن إصابته بالفيروس وأكد من خلال بث مباشر عبر فيسبوك أنه سيظل قيد العزل حتى يشفى من الفيروس.
اما حول قرار الحكومة فترى الصحافة الإيطالية أن الحكومة أخطأت حين سربت قرار تمديد المنطقة الحمراء للصحافة لان أدى لتهافت الناس للخروج والسفر لأقاليمهم قبل بدأ تنفيذ القرار وهو ما يهدد بانتشار أكبر للعدوى مما دعى الحكومة لتطوير خطتها وإيضاح أن المسافرين من الأقاليم الشمالية يجب وضعهم تحت الحجر الصحي لمدة إسبوعين للحفاظ على سلامة بأقصى المقاطعات والأقاليم.
أمر أخر تسبب في نقد لخطة الحكومة هو إعلامها لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي أيه ) بخطتها ومد المنطقة الحمراء لتشمل كل البلاد قبل النقاش مع الأحزاب السياسية حول الأمر مما أدى لحالة من التشكك حول جدية الحكومة في التعامل مع الأزمة في الداخل الإيطالي
خطة الحكومة

رئيس الوزراء كونتي قال إن خطة حكومته ستكون حاسمة وقوية لمكافحة فيروس كورونا وتعمل على شقين الأول توسيع مناطق العزل الصحي ومنع السفر في كافة أرجاء البلاد إلا للضرورة للحد من أنتشار الفيروس وغلق جميع المدارس، الجامعات، الأماكن العامة وإلغاء كل الفاعليات بمختلف أنواعها ، أما الشق الثاني فهو العمل على إيجاد علاج للفيروس بالتعاون مع السلطات الطبية والعلمية المتخصصة والتي تتابع حالات المصابين ، وبالرغم من التأكيدات على أن الفيروس لا يزال غامض إلا أن شفاء أكثر من 600 إيطالي بعد الإصابة بالفيروس بعث الأمل في نفوس المتخصصين الذين يربطون بين الوفاة بسبب فيروس كورونا والتقدم في السن كما أن أول مصاب بالفيروس في إيطاليا والذي يبلغ من العمر 38 عاماً قد شفي تماما وعاد لمنزله مما يعطي السلطات أمل في إيجاد ترياق للفيروس الغامض وبالرغم من ذلك إلا أن الحكومة تجد تحدي حقيقي في توفير الأطباء والأماكن الكافية لعمل حجر صحي للمصابين حيث تعاني إيطاليا من أزمة واضحة في الأطباء بالأخص أطباء الأسر يوجد عجز في الأطباء لمتابعة الحالات المصابة بسبب تغيب بعضهم عن العمل وإصابة بغضهم بالفيروس نتيجة مخالطة المصابين ، ما زاد الطين بله هو عدم وجود أماكن كافية لإقامة حجر صحي وضمان عدم المخالطة بين المصابين والغير مصابين مما دعى الحكومة للبحث عن بديل والتفكير في استئجار مجموعة من الفنادق في مختلف المقاطعات للقيام بهذا الغرض لكن الظروف الاقتصادية قد تحول دون ذلك ، كونتي لم يكتفي فقط بالإعلان عن خطة حكومته بل دعى نظرائه الأوروبيين لاتخاذ خطوات حاسمة والتعاون الجاد ضد خطر انتشار الفيروس ، فخلال تصريحات له لصحيفة “لاريبوبليكا” الإيطالية دعى كونتي الاتحاد الأوروبي للعمل على خطة عاجلة لمكافحة الفيروس والتخفيف من أضراره على دول الاتحاد بالأخص الاقتصادية منها وطلب أن يقدم الاتحاد قروض دون فائدة ميسرة للدول لتتمكن من مجابهة الأضرار الناجمة عن الفيروس وشدد على أهمية أن يخرج اجتماع وزراء الاقتصاد الأوروبيين المقرر له هذا الأسبوع بخطة وإجراءات واضحة لمساعدة الدول على الخروج وتلافي أضرار الأزمة ، هذه الدعوة أكدت عليها عدد من الدول الأوروبية كفرنسا وألمانيا التان بدأ أنتشار الفيروس فيهما بشكل سريع حيث سجلت ألمانيا 900 حالة حتى الأن أما فرنسا فقد وصل عدد الحالات المصابة فيها ل500 شخص.
خطة أوروبية موحدة

وبالرغم من أنتشار الفيروس في كل أرجاء إيطاليا تقريباً إلا أن الدول الأوروبية لم تمنع الطيران من وإلى إيطاليا حتى الأن لكن وزير الخارجية الفرنسي نصح الفرنسين بعد الذهاب إلى إيطاليا البلد الأكثر تضرراً من فيروس كورونا في أوروبا، وبرغم ذلك أصبحت شوارع ومعالم ميلان السياحية شبه خالية كذلك الشوارع في المحافظات الشمالية بدت خالة تماماً من المارة والسياح.
شلل كامل تعاني منه مقاطعات بأكملها ، فهل ستنجح خطة الحكومة الإيطالية في تخفيف الضرر وأنقاد إيطاليا المنكمشة اقتصاديا أم يستمر الوضع في التدهور ؟ سؤال يطرحه الإيطاليون المحاصرون في منازلهم أمام شاشات التلفاز ولا يعلمون متى يمكنهم التحرك وممارسة حياتهم الطبيعية مجدداً
باحث ببرنامج السياسات العامة