ليبيا

رفض ليبي واسع لدعوة “السراج” نشر قوات أجنبية في ليبيا

منذ بدء التطورات الأخيرة على الساحة الليبية، اتخذت القبائل هناك عدة مواقف جاءت في مجملها مؤيدة للعمليات التي يقوم بها الجيش الوطني الليبي لتحرير الأراضي الليبية من براثن الإرهاب وسيطرة الميليشيات المسلحة، ورفض التدخل التركي واستعانة “السراج” بمرتزقة من ساحات القتال في سوريا، وجاء أخر هذه الردود عقب مطالبة “السراج” بنشر قوات دولية في البلاد. 

“السراج” يطالب بنشر قوات حماية دولية

قبل ساعات من انطلاق مؤتمر “برلين” الأحد 19 يناير حول الأزمة الليبية، أدلى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية “فايز السراج” بتصريحات لصحيفة “دي فيلت” الألمانية طالب فيها بنشر قوات دولية في ليبيا حل استمر الجيش الوطني في عملياته العسكرية لتحرير العاصمة طرابلس من المسلحين، وقال “السراج” “إذا لم ينه خليفة حفتر هجومه على العاصمة طرابلس، سيتعين على المجتمع الدولي التدخل عبر قوة دولية لحماية السكان المدنيين الليبيين”، وأضاف “سنرحب بقوة حماية ليس لأنه يجب أن نكون محميين بصفتنا حكومة، بل من أجل حماية السكان المدنيين الليبيين الذين يتعرضون باستمرار للقصف منذ تسعة أشهر”، وهو ما يعد إشارة على تدويل الأزمة. 

مشيرًا إلى أن تلك القوات يجب أن تكون برعاية “الأمم المتحدة” ويتوجب تحديد الجهة التي ستشاك فيها سواء كان “الاتحاد الأوروبي” أو “الاتحاد الإفريقي” أو “جامعة الدول العربية”.

ردود فعل واسعة

أكد الشيخ “سنوسي الحليق” شيخ مشايخ قبيلة “زوية” في تصريحات خاصة أدلى بها لوكالة “سبوتنيك” الروسية، أن الخيار الشعبي الآن أمام أي تدخل أجنبي هو حمل السلاح من جميع فئات الشعب ومواجهة أي تدخل أجنبي، وحول طلب “فايز السراج” رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق نشر قوات دولية في ليبيا حال استمرت عمليات الجيش الوطني، قال “السنوسي” “نحن من يحمي الحقول النفطي ونحن نمتلك 99% من الأراضي الليبي كما أن جميع الحقول النفطية والموانئ تحت أيدينا ونحن من يقرر حمايتها وإغلاقها أو فتحها”.

وأشار شيخ قبيلة “الزوية” إلى أن البعض كان يرغب في تدمير الحقول والأبار النفطية إلا أن القبائل دفعت دون ذلك والاكتفاء بالإغلاق فقط، مؤكدًا أن عمليات الاغلاق مستمرة بشكل تدريجي وأن عدد الابار التي أغلت حتى اليوم بلغت 372 بئر تابعين لشركة الخليج المنتجة للنفط، وأنه سيتم العمل حتى الوصول إلى الاغلاق النهائي. 

وأوضح أن القبائل الليبية سلمت رئيس مؤسسة النفط “مصطفى صنع الله” الحقول بعد الفترة التي كانت فيها الحقول مغلقة، وارتفع الإنتاج من 350 ألف برميل إلى مليون و300ألف برميل في الوقت الراهن، إلا أن الأموال تصرف على المليشيات وشراء المرتزقة، مهددا بإغلاق أنبوب الغاز المتجه إلى إيطاليا في إطار المرحلة الثانية بعد إغلاق كافة الحقول النفطية.

كما أكد “مفتاح أبو خليل” عميد المجلس البلدي الكفرة، أن جميع القبائل الليبية متفقة على رفض أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية، وأن هذه المطالب تعبر عن مطالب جماعة الإخوان التي شعب بأن الشعب الليبي لن يقبل بها مرة أخرى في المشهد، مشددًا على أن الشعب الليبي مستعد بشكل كامل لحمل السلاح وخوض معركة مفتوحة ضد أي قوات أجنبية تدخل إلى الأراضي الليبية.

بينما قال “بدر سبيق” عضو المجلس الأعلى لـ “حوض النفط والغاز والماء” بليبيا وهو “مجلس أهلي” معترف به من البرلمان وحكومة الشرق، أن جميع القبائل أعضاء المجلس اتفقوا بالإجماع على إغلاق حقول النفط باعتباره ملكا للشعب الليبي، ولا يحق لحكومة الوفاق صرف عائدات النفط على المليشيات، وشراء الأسلحة والذخائر لقتل الشعب الليبي.

وأكد “سبيق” أن عمليات الإغلاق تجرى بشكل متتالي، وأن المهندسين يقومون بعملية الإغلاق في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أنه حال جاءت مخرجات مؤتمر “برلين” لإعاقة تقدم قوات الجيش الوطني الليبي لمحاربة الإرهاب سيتم إغلاق كافة الحقول النفطية.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

صلاح وهبة

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى