
رفضا للتدخلات التركية.. قبائل ليبية تغلق الموانئ والحقول النفطية
أخذت ردود الفعل الشعبية الليبية منحى جديدًا وتطورا خطيرًا تجاه التدخل التركي في ليبيا، إذ أعلنت قبائل المنطقة الشرقية في الزويتينة عن اغلاق كافة الحقول والموانئ النفطية في شرق ليبيا، بسبب استخدام حكومة الوفاق برئاسة “فايز السراج” لعوائد النفط في دفع أجور المرتزقة المقاتلين القادمين من سوريا، في إطار الدعم التركي لحكومة السراج لصد لحملة الجيش الوطني الليبي.
ملتقى القبائل والمدن الليبية يؤكد دعم الجيش الوطني الليبي
اجتمع أمس الجمعة أعيان وقبائل المنطقة الشرقية في الزويتينة لدعم الجيش الوطني ولرفض التدخل التركي، وقالت القبائل في بيانها الصادر عقب الملتقى أن عائدات النفط الليبية يستخدمها “فايز السراج” رئيس حكومة الوفاق في جلب مرتزقة من إدلب السورية ودفع أجور لهم للوقوف ضد تقدم قوات الجيش الوطني الليبي نحو تحرير المدن الليبية من العصابات الإجرامية.
وأعلنت القبائل في بيانها عن إيقاف تصدير النفط الليبي من جميع الموانئ النفطية بدًء من ميناء “الزويتينة” النفطي ومطالبة جهات الاختصاص والمجتمع الدولي بفتح حساب لإيداع إيرادات النفط حتى يتم تشكيل حكومة تمثل كافة الليبيين، كما أكدت القبائل دعمها الكامل والغير محدود لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير “خليفة حفتر”، ورفضها التام للاتفاقية الموقعة بين حكومة “فايز السراج” وتركيا، مطالبين المجتمع الدولي بإلغاء الاعتراف بحكومة “السراج” كحكومة شرعية تمثل ليبيا.
وأعقب صدور البيان دخول القبائل وأهالي منطقة الزويتينة لـ”ميناء الزويتينة” النفطي وتعطيل العمل به، وأصدر اللواء “ناجي أحمد المغربي” رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية، والعقيد “علي الجيلاني” بغرفة عمليات سرت الكبرى، تعليمات إلى مراقبي الموانئ والشركات المشغلة لموانئ “الزويتينة – السدرة – البريقة – رأس لانوف – الحريقة” بإغلاق تلك الموانئ وتعطيل التصدير منها.
وهو ما أكده الوكيل الملاحي بمينائي “زويتينة والبريقة” “أحمد بشير” في تصريحات لصحيفة “العين” الإماراتية، إذ قال إنه تم إيقاف تصدير النفط عن طريق الميناء، وإقفاله، وإلى أن إغلاق الميناء سيلحقه إقفال ميناء البريقة، وتابع أن سبب إقفال الموانئ يرجع لتمويل حكومة طرابلس للحرب، حيث تجرى حاليا اجتماعات لتحديد مصير هذه الموانئ، وأعرب مراقب مصفاة طبرق ومرسي الحريقة النفطي “رجب سحنون” في تصريحات لذات الصحيفة، عن تفهمه لموقف القبائل، قائلا “إننا نعلم أن النفط هو رزق الليبيين، وندرك موقف القبائل، ونعمل من أجل الشعب ونحترم مطالبه”، مطالبًا القبائل بعدم التعدي على المؤسسات النفطية في المدينة أو المساس بها لأنها حق لجميع الليبيين، هذا وقد انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها مشايخ وأعيان القبائل الليبية من داخل غرفة التحكم بالميناء.
ردود أفعال متعددة على إيقاف تصدير النفط
وقال اللواء “أحمد المسماري”، المتحدث باسم قوات الجيش الوطني الليبي في مؤتمر صحفي مساء أمس الجمعة، أن ما حدث من وقف لتصدير النفط، هو عمل جماهيري، مؤكدا التزام القيادة العامة بحماية إرادة الشعب الليبي، مؤكدا احتفاظ القيادة العامة بحقها في الرد على خرق المليشيات وتركيا لاتفاق وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن أنقرة استغلت مفاوضات موسكو وأرسلت عتادا وعسكريين ومرتزقة إلى طرابلس.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق إزاء ما يجري من تعطيل أو وقف لإنتاج النفط في ليبيا، وأوضحت البعثة الأممية في بيان لها أن هذه الخطوة ستكون لها عواقب وخيمة أولاً وقبل كل شيء على الشعب الليبي الذي يعتمد كلياً على التدفق الدائم للنفط. كما سيكون لهذه الخطوة أيضاً تداعياتها الهائلة التي ستنعكس على الوضع الاقتصادي والمالي المتدهور أصلاً في البلاد، وحثت البعثة جميع الليبيين على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس بينما تستمر المفاوضات الدولية في التوسط لإنهاء الأزمة الليبية التي طال أمدها، بما في ذلك التوصية باتخاذ تدابير لضمان الشفافية في تخصيص موارد الدولة، وجددت البعثة الأممية التأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة وحيادية المؤسسة الوطنية للنفط.
كما أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط ومقرها طرابلس برئاسة “مصطفى صنع الله” حالة القوة القاهرة بعد إيقاف صادرات النفط من قبل القيادة العامة من موانئ البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة والسدرة، وأشار البيان إلى أن القيادة العامة وجهاز حرس المنشآت النفطية في المناطق الوسطى والشرقية أصدر تعليمات إلى إدارات كلّ من شركة سرت للنفط، وشركة الهروج للعمليات النفطية، وشركة الواحة للنفط، وشركة الزويتينة للنفط، وشركة الخليج العربي للنفط -وهي شركات تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط- بإيقاف صادرات النفط، وهو ما سيؤدي إلى خسائر بمقدار 800 ألف برميل يوميا، وخسائر مالية تقدر بحوالي 55 مليون دولار في اليوم الواحد، كذلك أرسلت المؤسسة خطابًا إلى رئيس مجلس النواب الليبي “عقيلة صالح”، أفادت فيه بتبعات اغلاق ما يزيد عن خمسون حقل ومحطة منتشرة بحوض سرت النفطي، على محطات الكهرباء في بنغازي والزويتينة.
والجدير بالذكر أن الهلال النفطي الليبي يمتد لمسافة 205 كم بداية من طبرق شرقًا إلى السدرة غربا على ساحل البحر المتوسط ويشكل قرابة 60% من الاحتياطي النفطي الليبي، وتبلغ السعة التخزينية لميناء “الزويتينة” 6.5 مليون برميل وطاقته الإنتاجية 100 ألف برميل يوميا، وميناء “السدرة” سعته التخزينية 6 ملايين برميل ينتج 400 ألف برميل يوميًا، كما تبلغ السعة التخزينية لميناء “رأس لانوف” 6 ملايين برميل بطاقة إنتاجية 220 الف برميل يوميا، بالإضافة إلى ميناء “البريقة” الذي تبلغ سعته التخزينية 4.5 برميل بطاقة انتاج تصل الى 120 الف برميل في اليوم.
باحث أول بالمرصد المصري