
أردوغان يستبق مؤتمر برلين و”يهدد”: ليبيا مقر لـ “داعش والقاعدة” في حال سقوط حكومة الوفاق
هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاتحاد الأوروبي بتحول ليبيا كقاعدة لـ “داعش والقاعدة”، في حال سقطت حكومة الوفاق الليبية.
.جاء ذلك في مقالة له بمجلة ” بوليتيكو” الأمريكية. ويشير اختيار الصحيفة وتوقيت المقال إلى أن نوايا تركيا لا يمكن أخذها على محمل جيد، فالمحادثات غدًا تستضيفها برلين برعاية أوروبية، مما يجعل أنقرة مستاءة من خروج الأمر من يدها بعد فشل محادثات موسكو.
استباق مؤتمر برلين
قال الرئيس التركي في مقاله إن “الطريق المؤدي للسلام في ليبيا لابد أن يمر عبر تركيا“، في استباق لمحادثات برلين التي يأمل الكثيرون أن تشهد اتفاقًا للتسوية السياسية في ليبيا، وهي محاولة من أردوغان لفرض تركيا على الحل هناك، خصوصًا بعد فشل وساطته وروسيا في المحادثات الأخيرة التي عقدت في العاصمة موسكو.
أكد أردوغان أن “ترك ليبيا في أتون الحرب” سيكون خطأ جسيم. مشيرًا إلى أن تركيا ستقوم بتدريب قوات الأمن الليبية وتوفير البيئة المناسبة لها. ووجه انتقادات لاذعة للاتحاد الأوروبي، مطالبًا إياه بالاضطلاع بدور أكبر على الساحة الدولية، لافتًا إلى إن ” ليبيا تغرق في حرب أهلية منذ نحو عقد، فيما لم يف المجتمع الدولي بالتزاماته إزاء إنهاء العنف واستعادة السلام والاستقرار هناك”.
واعتبر الرئيس التركي أن ما تشهده ليبيا اليوم نتيجة “عدم الاكتراث الدولي بما يجري فيها”. وتجاهل ما تم التوصل إليه في اتفاق الصخيرات الذي نظم سير العملية السياسية في ليبيا، قائلًا إن المجتمع الدولي لم يقم بالجهد الكافي لدعم القوى المؤيدة للديمقراطية والحوار في ليبيا في إشارة إلى حكومة الوفاق التي يرأسها السراج وتدعمها الميليشيات المتطرفة.
باريس منحازة لحفتر
وفي مقاله كال الرئيس التركي الاتهامات لأوروبا ومواقفها تجاه الأزمة الليبية التي وصفها بالـ” منقسمة” مشددًا على أن القارة لم تتخذ الإجراءات اللازمة بشأن الجارة ” المتوسطية”، وبالغ في انتقاده لباريس عندما اتهمها بأنها منحازة للـ” انقلاب” في ليبيا بقيادة قوات حفتر حسب تعبيره. وذلك في إشارة إلى عملية “طوفان الكرامة” التي أطلقها الجيش الوطني في إبريل الماضي لتحرير طرابلس من الميليشيات الإرهابية، والتي تتلقى دعما كبير من أنقرة، تمثل خلال الأسابيع الأخيرة في شكل دعم عسكري ورحلات لمرتزقة من الشمال السوري لعناصر موالية لتركيا، لتساند ميليشيات طرابلس، وهو أمر يتناقض عن ما قاله أردوغان في مقالة بوصفه الدور الألماني بالداعم للحلول الدبلوماسية وهي التي تستضيف غدًا مؤتمر برلين.
واعتبر الرئيس التركي أن خذلان حكومة الوفاق يعد خيانة للقيم الأساسية التي أسس عليها الاتحاد الأوروبي ممثلة في الديمقراطية وحقوق الإنسان، وأضاف أنه في حال سقطت حكومة الوفاق ستتحول ليبيا إلى محطة للمنظمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة، وقد قام بنفسه وحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان بنقل 3600 مقاتل من الشمال السوري إلى ليبيا، وفي سخرية من الدور الأوروبي قال أن تغيير الواقع لا يكون بمجرد إبداء القلق وإنما يحتاج لما هو أكثر من ذلك وربما قصد بذلك الدعم العسكري المباشر للوفاق!
دعم الشرعية
وعن التدخل التركي العسكري في الملف الليبي، قال أردوغان أن تدخل أنقرة في ليبيا لا يحتاج إلى تبرير لأنها تدخلت وسط تراجع الدور الأوروبي والدولي مما اضطر تركيا إلى دعم الحكومة الشرعية هناك بعدما بدت أوروبا متخاذلة عن دعم الديمقراطية في ليبيا “عسكريًا”، إلا أن ما قاله الرئيس التركي يعد مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن حول حظر تصدير السلاح لليبيا، ومنع دعم الميليشيات الإرهابية في هذا البلد العربي. وعلى الرغم من كل انتقاداته للدول الأوروبية، فقد قال في مقاله بأن تركيا هى الصديق والحليف الذي يمكن أن تعتمد عليه أوروبا في ليبيا.
اختبار حقيقي
وأضاف الرئيس التركي أن ما وصفه بالـ “حرب الأهلية ” في ليبيا تعد بمثابة اختبار حقيقي للاتحاد الأوروبي حول ما إذا كان سيدعم النظام الليبرالي في مواجهة القوى الأخرى أم سيتنازل علن مسئولياته كما فعل مسبقًا في سوريا. وبالرغم من تجاوزات أنقرة للقانون والأعراف الدولية في العديد من الملفات كان آخرها الاتفاقين اللذين وقعا مع حكومة السراج واللذين يتيحا لأنقرة التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، قال الرئيس التركي في مقاله أن التاريخ علمنا أن أولئك الذين يديرون ظهورهم للدبلوماسية وللقوانين الدولية ينتهي بهم الحال إلى ما لا يحمد عقباه مؤكدًا أن ما يحدث في ليبيا يؤكد أن القادة الأوروبيين لم يتعلموا من دروس الماضي.
باحث أول بالمرصد المصري