
التايمز البريطانية: شركات إسكتلندية “تدير الحرب في ليبيا” وتمول حزب الله اللبناني
حلقة أخرى من حلقات التدخل الأجنبي في ليبيا ” تكشفت” ، فقد نشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً للكاتب” دايفيد ليسك” الذي أزاح الستار عن قيام أحد تجار الأسلحة ” المدانين” بتمويل الحرب في ليبيا. وحسب الصحيفة فإن المدعو ” رامي غانم” قام بتزويد المرتزقة في إحدى الميليشيات في ليبيا بمستلزمات الطيران ومستلزمات صيانة ” قاذفات القنابل” من خلال شركة ” إسكتلندية” .
وقد تمكن تحقيق تابع للأمم المتحدة من الكشف عن أن طاقم عمل غانم كان يتقاضى راتبه من خلال شركتين محدوديتين اسكتلنديتين ،والشركتان من الشركات التي تمكن أصحابها من عدم الكشف عن هويتهم ، كما تمكنوا من التهرب الضريبي وإخفاء حساباتهم. ولقد حكم على غانم ، وهو أمريكي من أصل عربي ، العام الماضي بالسجن لمدة 30 عامًا في الولايات المتحدة العام لبيعه صواريخ مضادة للطائرات للإرهابيين في الشرق الأوسط وتشغيل أسلحة في مناطق النزاع.
عل الجانب الآخر فإن الأدلة الموجودة والتي تشير إلى أن المرتزقة في مناطق الحرب في ليبيا كانوا يتلقون رواتبهم من خلال شركات الاسكتلندية ” لا وجود لها على الورق فعليًا” – قد تسببت في مخاوف من إساءة استخدام النظام المتراخي في المملكة المتحدة لحوكمة الشركات.
ولا يخفى أنه كان من غير القانوني للشركات البريطانية تقديم أي خدمة أو منتج عسكري إلى ليبيا منذ سقوط نظام العقيد القذافي في عام 2011. وقد ظل “”دنكان هامز ، مدير السياسات في مجموعة الشفافية الدولية في المملكة المتحدة لمكافحة الفساد ، يحذر منذ سنوات من أن الطبيعة غير الشفافة للشركتين المتورطتين سهلت قيامهما بتوريد الأسلحة،وحسب الصحيفة فقد سهلت الشركات تهريب الأسلحة وتحويل الأموال لسياسيين فاسدين مما ترتب عليه عواقب وخيمة في مناطق التوترات.
وطبقًا لتقرير التايمز فإن فريق العمل الخاص بـ” غانم” تقاضى شهريًا حوالي 10آلاف دولار، أما الطيارين فقد حصلوا على 20 ألف دولار شهريًا وقد تم إرسال الأموال من حسابات بنكية باسم Irework Trading و Deal Logic Dox، وذلك فقًا لتقرير الأمم المتحدة. وقد توقفت الأموال عن التدفق عندما تم القبض عل غانم. حيث تم حل الشركة اثناء سير القضية وتشير الإيداعات المحدودة إلى سجل الشركات البريطانية إلى أن الشركات كانت تعمل في تجارة الجملة.
وحول فريق غانم فقد كان يحتفظ بمقاتلات نفاثة من طراز ميراج إف -1 الفرنسية الصنع والتي تعمل انطلاقا من قاعدة في مصراتة ، وهي المدينة الساحلية التي تسيطر عليها ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق. ومن المفهوم بطبيعة الحال أن الميراج قد استخدمت لمهاجمة الجيش الليبي ، ومؤخرًا كشفت السلطات الأمريكية عن صفقة عرض بموجبها غانم توفير أسلحة بقيمة 250 مليون دولار لفصيل متشدد في ليبيا. كما تم الكشف عن أنه قام بتسليح جماعة حزب الله الإرهابية وجماعات أخرى في العراق.
باحث أول بالمرصد المصري