كورونا

استراتيجية التلقيح المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه الأخير الذي عقده الأسبوع الماضي مع ممثلي الحكومة المصرية لاستعراض “جهود الدولة في احتواء تداعيات جائحة فيروس كورونا، وكذلك مستجدات توفير اللقاحات” بقيام صندوق “تحيا مصر” بدعم توفير لقاح كورونا للفئات المستحقة ذات الأولوية المتقدمة، خاصة من الكوادر الطبية، والحالات الحرجة والمزمنة، والحالات المصابة وكبار السن من الفئات الأكثر احتياجاً تحت مظلة برامج الحماية الاجتماعية.

وشدد الرئيس علي ضرورة الحصول على أفضل العروض من الشركات العالمية لأكثر اللقاحات فاعلية وبأكبر كمية ممكنة وفي أسرع وقت، مع الحفاظ على المسار المتوازن الذي انتهجته الدولة خلال الموجة الأولى لفيروس كورونا العام الماضي، وتكثيف برامج التوعية لكافة فئات المجتمع بشأن الوقاية من الإصابة بالفيروس بناءً على التجارب السابقة والدروس المستفادة في هذا الصدد.

ومؤخرًا، أعلنت وزارة الصحة رسميًا أن اللقاحات التي جرى التعاقد عليها تضم 40 مليون جرعة من لقاح سينوفارم الصيني و20 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا قابلة للزيادة و40 مليون جرعة من تحالف جافي؛ وهو ما سيكون كافيًا لنحو 50 مليون مواطن، أي نصف عدد السكان تقريبًا.

الموقف الحالي لخطة التلقيح

تعتمد خطة التلقيح المصرية على لقاحين أساسيين؛ اللقاح الأول هو لقاح سينوفارم الصيني، والذي تعتمد تقنيته على فيروس غير نشط يثير استجابة مناعية لدي متلقيه، وتمكنه من مقاومة الفيروس. تم تجربة هذا اللقاح سريريًا في مصر بمشاركة 3000 متطوع، ضمن تجربة عالمية أُطلق عليها “من أجل الإنسانية” بالتعاون مع الحكومة الصينية، وشركة G42 الإماراتية، ولكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن نتائج فاعلية اللقاح الصيني في التجارب المصرية، ولكن تم الإعلان عن نتائج الفاعلية في الإمارات (86.5%)، وفي الصين (79.6%)، فيما أصدرت هيئة الدواء المصرية الحكومية الترخيص الرسمي للقاح سينوفارم في 3 يناير 2021. 

وصلت الشحنة الأولى من لقاح سينوفارم إلى مصر في ديسمبر 2020، كهدية من دولة الإمارات الشقيقة، وتشمل 50 ألف جرعة، وأعلنت وزيرة الصحة أن التطعيم سيبدأ عند وصول الدفعة الثانية. وستشمل الدفعة الثانية 50 ألف جرعة إضافية، ومن المتوقع وصولها “بين الأسبوع الثاني والأسبوع الثالث من يناير الحالي”، كما وقعت وزارة الصحة المصرية اتفاقية مع السفير الصيني بالقاهرة لتوريد 40 مليون جرعة من لقاح سينوفارم، فضلًا عن التفاوض على بدء تصنيعه محليًا عبر شركة فاكسيرا.

أما اللقاح الثاني، فهو لقاح أكسفورد/أسترازينيكا، والذي تعتمد تقنيته على النواقل الفيروسية، والتي يتم فيها استخدام نسخة معدلة وراثيًا من الفيروس المسبب لنزلات البرد العادية (الفيروسات الغدية) لنقل بروتين الأشواك أو ما يطلق عليه “سبايك” من فيروس كورونا إلى داخل الخلايا، بما يساعد على تحفيز الاستجابة المناعية وإنتاج اجسام مضادة تلتصق فورًا بفيروس كورونا عند دخوله الجسم. وستحصل مصر على 20 مليون جرعة قابلة للزيادة من لقاح أكسفورد/أسترازينيكا في إطار مبادرة كوفاكس العالمية، والتي أطلقتها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع ائتلاف اللقاحات “جافي”، كذلك أعلنت وزيرة الصحة المصرية عن أن وصول أول شحنة من لقاح أكسفورد /أسترازينيكا سيتم في الأسبوع الثالث أو الرابع من يناير. 

وعن إمكانية الاتفاق مع شركة فايزر لاستخدام لقاحها في مصر، أوضحت وزارة الصحة في بيانٍ رسمي، أنها لا تزال تتفاوض مع شركة فايزر العالمية على لقاحها، وأُجريت عدة اجتماعات مع ممثلين لشركة فايرز أميركا ودبي ومصر، بحضور اللجنة العلمية المشرفة على مكافحة فيروس كورونا وممثلين لهيئة الدواء والشراء للتشاور حول توريد لقاحات الشركة، وهو ما سيتم اتخاذ خطوات بشأنه بعد تقديم الشركة عرضها المالي. 

فيما تم تجهيز الاعتمادات المالية لشراء اللقاحات التي تم الاتفاق عليها، لتوفيرها في أسرع وقت ممكن، على أن يقوم صندوق تحيا مصر بتحمل التكلفة عن الأشخاص غير القادرين، وسيتم ربطه بأنظمة تكافل وكرامة، أما القادرون على شراء اللقاح سيدفعون ثمنه طالما توافرت لهم القدرة على شرائه.

إجراءات عملية التلقيح

تم اتخاذ عدد من الإجراءات لتنفيذ الخطة المتوقعة لعملية التلقيح الشامل في مصر؛ حيث تم إطلاق موقع إلكتروني لتسجيل الراغبين في تلقي اللقاح، علمًا بأن الاولوية ستكون للعاملين في القطاع الطبي، ولكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي والأورام، اعتمادًا على مبادرة الكشف عن الأمراض غير السارية من خلال مستشفيات ومراكز العلاج الخاصة بهم. 

سيستمر التسجيل عبر الموقع الإلكتروني لمدة أسبوع للأطباء، وسيقدم الموقع كل المعلومات عن اللقاح بشكل تفصيلي، وسيقوم الطاقم الطبي بملء الاستمارة التي تتطلب أماكن عملهم. وبعد ذلك سيقوم الموقع بإرسال رسالة للطبيب أو الممرض أو الممرضة، عن طريق الهاتف المحمول، بمكان وموعد التلقيح، وفقا للاستمارة التي قام بملئها أول مرة.

وبعد الانتهاء من استيفاء استمارات الأطقم الطبية، ستكون هناك استمارة أخرى ولكنها خاصة بأصحاب الأمراض المزمنة. حيث سيتم تصنيف أصحاب الأمراض المزمنة وفقًا للحالة المرضية؛ فهناك أمراض تضعف المناعة وعليه فهذا الشخص سيكون مهددًا بالإصابة بفيروس كورونا، وسيكون من أصحاب الأولوية للاستحقاق للحصول على اللقاح، على سبيل المثال، حساسية الصدر والربو والسكر وارتفاع ضغط الدم من الأمراض التي تضعف المناعة، كما ستخصص وزارة الصحة خطًا ساخنًا لتلقي الشكاوى في حالة حدوث بعض المضاعفات بعد أخذ الجرعة الأولى أو الثانية من اللقاح.

كذلك تم تحديد مركز ووحدة صحية بكل محافظة يتم تقديم خدمة التلقيح من خلالها، وتم التنسيق بين وزارة الصحة ووزارة الداخلية لتأمين الاماكن المقترح تقديم الخدمة بها، مثل مركز طبي القطامية، والمركز الطبي العام بالنزهة الجديدة. سيضم مركز تلقي اللقاح (4) غرف منها غرفة تسجيل ومراجعة البيانات، وغرفة لإتمام استمارة الموافقة المستنيرة، وغرفة للتطعيم، وعيادة المتابعة الصحية بعد التطعيم. على أن يتسلم الفرد كارت المتابعة الصحية الذي يتضمن ميعاد تلقي الجرعة الثانية. كما سيتضمن المركز ايضًا أطباء لشرح الموافقة المستنيرة لمتلقي اللقاح ومتابعة حالته الصحية بعد التطعيم، بالإضافة إلى فريق طبي يضم صيادلة وتمريض، ومدخلي البيانات والإداريين.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى