إيران

مقتل “زاده” يُحدث انقساما عميقا بين المتشددين والإصلاحيين.. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم الأربعاء

عرض-علي عاطف

 ترکزت اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء حول تصويت البرلمان الإيراني أمس الثلاثاء لصالح إلغاء البروتوكول الإضافي المتعلق بالاتفاق النووي لعام 2015؛ وذلك في أعقاب اغتيال العالم النووي البارز محسن فخرى زاده يوم 27 نوفمبر الماضي، وما نتج عنه من نشوب صراع بين الأصوليين في البرلمان والإصلاحيين في الحكومة التي يترأسها حسن روحاني.

وإلى جانب ذلك، سلّطت هذه الصحف اليوم الضوء على خيارات الرد الإيراني على مقتل فخرى زاده، وبعض القضايا المحلية الأخرى كهروب الاستثمارات من البلاد.

الإصلاحيون: الأصوليون يستغلون مقتل فخرى زاده لصالحهم السياسي

 أبرزت الصحف الإيرانية في أعدادها الصادرة اليوم الخلاف ما بين الأصوليين، الذين يسيطرون على البرلمان الإيراني، والإصلاحيين، الذين يترأسون حكومة حسن روحاني، وذلك بشأن ما يُطلق عليه “الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات“، وهو مشروع قانون يهدف إلى اتخاذ خطوات تصعيدية نووية خطيرة، من بينها إنهاء التفتيش الأممي للمنشآت النووية الإيرانية.

“آرمان ملى”: بعض المسؤولين الإيرانيين “يصطادون في الماء العكر” بعد مقتل فخرى زاده

  أجْرت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية حواراً مع النائب العام الإيراني السابق في بداية الثورة عام 1979 “سيد حسين موسوى تبريزي” تطرقا خلاله إلى مقتل رئيس منظمة البحث والتطوير الإيرانية السابق “محسن فخرى زاده” وتداعيات ذلك على الداخل الإيراني والعلاقات مع الإدارة الأمريكية المقبلة.

 يقول تبريزي، في الحوار الذي عنونته الصحيفة بـ”الاستغلال السياسي لاغتيال فخرى زاده خطأ”،(*) إن البعض في الداخل الإيراني يحاول الحصول على منفعة سياسية من مقتل فخرى زاده ويرغبون تبعاً لذلك في الخروج من اتفاقيات إيرانية دولية.

 وانتقد تبريزي هذه الدعوات التي تأتي من المتشددين الإيرانيين، قائلاً إن ذلك “يُظهر إيران على أنها غير متوازنة على الساحة الدولية” وهو ما سيكون له تأثيرات كبيرة عليها.

 وأشار تبريزي إلى أن الإجراء الصحيح في مثل هذه الظروف هو القبض على مرتكبي الحادث ومعاقبتهم بشدة. وحول احتمال الرد الإيراني على مقتل زاده، وصف تبريزى طبيعة الرد الإيراني بأنه ينبغي أن يكون “مقنعاً وحازماً”.

“كيهان”: مشروع قانون الإجراء الإستراتيجي لإلغاء العقوبات ينص على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20%

 أبرزت صحيفة “كيهان” التابعة للتيار المتشدد في إيران دعماً لمشروع القانون الذي تمت الموافقة عليه أمس ورفضته حكومة روحاني.

 أوضحت کیهان في افتتاحيتها تحت عنوان “مشروع قانون البرلمان يهدف لإنهاء العقوبات/ لماذا تغضبون؟”(*) أنه طبقاً لمشروع القانون الذي يتكون بالأساس من 9 مواد، فإن الحكومة ستعمل على تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وسوف تسعى منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إلى استخدام أجهزة الطرد المركزي من الجيل الـ 6  والـ 8، بناء مفاعل ماء ثقيل شبيه بمفاعل “آراك” السابق، وبناء معمل يورانيوم معدني.

 وهاجمت الصحيفة الإيرانية الإصلاحيين الرافضين لهذه الخطوات، واصفة إياهم بـ”مدعيي الإصلاحات” وأن “هذا الانزعاج والغضب مريب بشكل كامل”، مضيفة أن الاتفاق النووي ليس له أي انجاز لإيران، حسب “كيهان”.

 وفي الصحيفة نفسها، انتقد “حسين شريعتمداري”، الذي يشغل منصب رئيس تحرير كيهان، في مقالٍ له تحت عنوان “يتحدثون الفارسية ويعملون بالعبرية”(*) جميع من ينادون بالتفاوض مع الخارج وانتظار مجئ إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.

 ووصف شريعتمداري هؤلاء بالمندسين والاتفاق النووي بأنه “كارثة”، داعياً إلى عدم التفاوض وانتظار ما أسماه “كارثة أخرى شبيهة بالاتفاق النووي”.

المتحدث باسم الحكومة الإيرانية: عدم وقوعنا في “فخ الأعداء” نقصد به إستراتيجية إيرانية دائمة وغير مرتبطة بحادثة معينة

 أشارت صحيفة “كيهان” في عددها اليوم إلى تصريحات المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أمس الثلاثاء، بشأن طبيعة الرد الإيراني على مقتل فخرى زاده.

 يقول ربيعي، حسبما نقلت الصحيفة تحت عنوان “سنرد بالتأكيد على اغتيال فخرى زاده”،(*) إن إشارة المسؤولين إلى تجنب التصعيد والتوتر أوالوقوع في “فخ الأعداء” يُقصد به إستراتيجية كلية، فهي لا ترتبط بحادثة فردية معينة، أي أنه ينفي عدم احتمالية رد إيران على الحادث الأخير.  

 وأضاف ربيعي “بالتأكيد لا يجب أن يكون ردنا حسبما يريد العدو”، مشيراً إلى أن بلاده سوف تعاقب مرتكبي الحادث وترد على من قام به.

إيران: فقدنا حوالي 3 مليار دولار استثمارات خلال 3 أشهر

أوضحت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية تحت عنوان “خروج 3 مليارات دولار استثمارات من إيران”(*) أن إيران فقدت خلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الفارسي الحالي 1399 (الذي بدأ في شهر مارس الماضي) مليارات الدولارات بعد أن أصبح  حساب رأس المال الصافي للبلاد سالب 2.9 مليار دولار.

 وطبقاً لبيانات البنك المركزي الإيراني، حسبما نقلت”اعتماد”، فإن 2 مليار و903 مليون دولار استثمارات خرجت من إيران خلال الفترة من مارس إلى يونيو العام الحالي، وهو ما فسّرته الصحيفة بعدم ثقة الأفراد بمستقبل الاقتصادي الإيراني وسياسات طهران وقراراتها.

 أكثر من 60 ألف مصاب بالإيدز في إيران

بالتزامن مع اليوم العالمي للإيدز الذي وافق أمس الثلاثاء الأول من ديسمبر، ألقت صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية اليوم الضوء على أعداد المصابين بهذا المرض في الداخل الإيراني.

 تقول الصحيفة، تحت عنوان “أكثر من 60 ألف مصاب بالإيدز في البلاد”،(*) إن 60% من المصابين بالإيدز في إيران لم يتم اكتشافهم حتى الآن، أي أن 40% فقط هم من جرى تشخيص حالاتهم.

 وأكدت الصحيفة أن هذا يتزامن مع عدم القدرة على توفير الاختبار الطبي الخاص بفيروس الإيدز في إيران، وعدم إمكان علاج وتوفير الدواء للمصابين بهذا المرض.

 وتطرقت الصحيفة إلى أعداد المصابين بهذا الفيروس في إيران، قائلة إن مجموعهم يبلغ 60 ألفاً و431 شخص، من بينهم 22 ألف و406 تم تشخيص حالاتهم، أي أقل من 40% فقط.

وأضافت الصحيفة أنه وحتى اللحظة تم تشخيص إصابة 41 ألف و876 فرد بالمرض “بشكل عام” توفّي 19 ألف و469 منهم. 

دعوة لإعادة النظر في الدستور الإيراني

 دعت صحيفة “صداى اصلاحات” فی عددها اليوم بمناسبة مرور ما يُطلق عليه “يوم الدستور الإيراني” الموافق لـ12 آذر من التقويم الإيراني، 2 ديسمبر الجاري، إلى إجراء مراجعة للدستور الإيراني وذلك بعد 3 عقود من إدخال آخر إصلاحات وتعديلاته عليه.

 وأشارت الصحيفة، تحت عنوان “مراجعة الدستور مطلب الشعب”،(*) إلى أن “مراجعة الدستور عمل عقلاني وعرفي وأخلاقي”.

 وعللت “صداى اصلاحات” دعوتها هذه بالحاجة إلى إجراء تقييم مستمر لكفاءة وقوة المؤسسات السياسية والتخلص من عناصر الخلل والفشل، خاصة بعد تراجع نسبة الرضاء العام عن الحكومة في طهران، وهو ما وصفته الصحيفة بالأمر “الخطير والحرج”.

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى