
“انتخابات الرئاسة الأمريكية” …من منظور الإعلام الروسي
عرض – داليا يسري
حرصت وسائل الإعلام الروسية على تقديم متابعة مستمرة لتطورات الوضع، فيما يتعلق بعمليات الاقتراع على اختيار الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يلي، نستعرض أبرز العناوين التي تناولتها وسائل الإعلام الروسية في هذا الصدد، خلال الساعات الأخيرة.
وكالة “ريا نوفوستي”
نشر تقرير تحت عنوان “الكرملين يدعو لتوضيح حقيقة ما يحدث في الولايات المتحدة“، تناولت الوكالة من خلاله تصريحات، “ديميتري بيسكوف”، المتحدث الرسمي للكرملين، والذي قال، “إن الكرملين يفضل الحصول على قسط من الراحة قبل التعليق على ملخص الانتخابات الأمريكية”. وتابع “بيسكوف”، مؤكدًا أنه يصعب التعليق على ما يدور الآن، نظرًا لأن تطور الأوضاع لا يمنح أي طرف فرصة للتعليق، ولهذا السبب يفضل الكرملين أخذ قسط من الراحة وانتظار بعض الوضوح حول حقيقة ما يحدث.
وفي تقريرٍ آخر لها، تناولت الوكالة فيه المزيد من تصريحات “بيسكوف” في نفس السياق. أوضحت الوكالة، أن “بيسكوف”، قال، “أن أي حالة من عدم اليقين لدى أقوى اقتصاد في العالم، سوف يكون لها عواقب سلبية على الشؤون العالمية ولاسيما بالنسبة للاقتصاد العالمي”. وتحت عنوان “السماح للعُملاء الاتحاديين المُسلحين بالتواجد في مواقع الاقتراع في البلاد.. للتحقيق في مزاعم حول عمليات احتيال محتملة“. نشرت الوكالة تقرير، أوضحت من خلاله وزارة العدل الأمريكية سمحت للعملاء الاتحاديون المسلحون بالتواجد في مراكز الاقتراع ومواقع احتساب الأصوات، بغرض التحقيق في مزاعم حول عمليات احتيال محتملة. وذكرت الوكالة، أنه وفقًا لما ينص عليه القانون الأمريكي، يُحظر على ضباط إنفاذ القانون الفيدرالي المُسلحين التواجد في مراكز الاقتراع، ولكن وزارة العدل الأمريكية تجاوزت عن هذا البند وأمرت بإرسالهم إلى هناك.
كما نقلت الوكالة عن وسائل إعلام أمريكية، تصريحات “ريتشارد دونوجيو”، المتحدث الرسمي باسم وزارة العدل الأمريكية، والذي صرح، “القانون لا يمنع قوات إنفاذ القانون الفيدرالي المسلحين من التحقيق في الجرائم الفيدرالية، أو منعها، أو التعامل معها في مراكز الاقتراع المغلقة، أو غيرها من الأماكن التي يتم فيها فرز الأصوات”. فيما يرى موظفون مدنيون إنه لا يجوز لوزارة العدل أن تتدخل في عملية فرز الأصوات، كما أنه لا يجوز لموظفي الوزارة الولوج إلى أماكن الفرز أو الاقتراع، حتى أثناء عملية تحقيق رسمية. وعبر هؤلاء عن مخاوفهم من احتماليات أن تكون الحكومة تحاول ترهيب مسؤولي الانتخابات المحليين أو التدخل بطريقة أو بأخرى في عملية فرز الأصوات.
وتحت عنوان “كوساتشييف يدعو إلى ضرورة استقرار العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية“، نشرت الوكالة تقرير، سلطت من خلاله الضوء على أبرز تصريحات “كونستانتين كوساتشييف”، رئيس اللجنة الدولية لدى مجلس الاتحاد الروسي، حول مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. ومن ناحيته، علق “كوساتشييف” على هذا الأمر، قائلاً، “إن تراجع الحديث عن مسألة التدخل الروسي في الانتخابات من أجندة السياسة الأمريكية، قد يكون أمر إن لم يكن يحمل دلالات إيجابية، فإنه حتمًا سوف يضمن على الأقل وجود استقرار في العلاقات بين موسكو وواشنطن”. كما تابع “كوساتشييف”، مشيرًا إلى أنه لا يتوقع حدوث أي تغييرات جادة في مجال السياسة الخارجية الأمريكية تجاه روسيا.
وكالة “سبوتنيك”
تحت عنوان “لا يوجد أسوأ من ذلك.. توقعات بوزنر حول عواقب الانتخابات الأمريكية على روسيا“، نشر موقع الوكالة، تقرير تناول من خلاله تصريحات “فلاديمير بوزنر”، مقدم البرامج الروسي حول العواقب المحتملة لنتائج الانتخابات الأمريكية على روسيا. بحيث يرى “بوزنر”، أنه لا يوجد مكان أسوأ يمكن الوصول اليه، وأنه ليس من المهم هوية الشخص الذي يشغل منصب الرئيس الأمريكي في الوقت الراهن، نظرًا لأن العلاقات بين واشنطن وموسكو سيئة بالفعل ولا يوجد مرحلة أسوأ من ذلك يمكن التدني إليها. وأضاف “بوزنر”، “إن إعادة انتخاب ترامب لولاية جديدة سوف تمنحه فرصة التصرف بحرية واستقلالية وجرأة أكبر، بالشكل الذي قد ينتج عنه بعض الخطوات المُرضية بالنسبة لروسيا”. ولكن في الوقت نفسه أكد “بوزنر”، أنه لا يمكن انتظار توقعات إيجابية عن نتائج الانتخابات الأمريكية.
صحيفة “راسيسكايا جازيتا”
نشرت الصحيفة تقرير، تحت عنوان “كوساتشييف: أظهرت الانتخابات الأمريكية انقسامًا عميقًا في المجتمع الأمريكي“، تناولت من خلاله تصريحات “كونستانتين كوساتشييف”، رئيس اللجنة الدولية لدى مجلس الاتحاد الروسي، والذي يرى أن أهم ما تم ابرازه بوضوح خلال الانتخابات الأمريكية، هو مدى الانقسام العميق في المجتمع الأمريكي. وتابع “كوساتشييف”، موضحًا أن هذا الانقسام لا يطال النخبة والسياسيين فحسب، ولكن بالنظر إلى مدى الإقبال على المشاركة في عمليات الاقتراع، يبدو أن هذا الانقسام يطال-حرفيًا- كل الأمريكيون.
واستطرد “كوساتشييف”، موضحًا أن الخاسر الأكبر من العملية الانتخابية، سوف يكون هو الانتخابات نفسها، ثم الديموقراطية. وأكد أن الفضائح وتزييف الأصوات وموقف وسائل الإعلام الأمريكية، قد كشفت جميعها الوجه السيئ للانتخابات الحالية. ويرى “كوساتشييف”، أن الأمريكيون أنفسهم كانوا سيتعاملون مع مثل هذه الأحداث بشكل قاسي للغاية، لو كانت قد حدثت في بلدان أخرى، إلى الحد الذي قد يصل معه الأمر إلى درجة عدم الاعتراف بشرعية النتائج. ويقول “كوساتشييف”، كذلك أن غالبية الخبراء –وهو نفسه يتفق معهم في هذا الرأي- يعتقدون أنه لن تحدث أي تغييرات جادة في السياسة الأمريكية تجاه روسيا، أو على الأقل نحو الأفضل.
صحيفة “آرجومنتي.إي.فاكتي”
نشرت الصحيفة مقال، تحت عنوان “نهاية العالم الديموقراطي.. كيف تحولت الانتخابات الأمريكية إلى مهزلة؟!”، لكاتبه “أندريه سيدورتشيك”، استهل الكاتب مقاله بالتهكم على ما يجري في الانتخابات الأمريكية ووصفه لما يحدث بأنه أمر كوميدي. وأخذ الكاتب يُعيد الى الأذهان ما حدث في الاتحاد السوفيتي، عندما كان منتقدو الاتحاد يتوجهون باللوم لقيادات بلادهم، ويستشهدون بالنظام السياسي الأمريكي كمثال على النظام، الذي يشتمل على منافسة عادلة بين الأحزاب المختلفة بالشكل الذي يضمن تغيير منتظم للسلطة. وذكر الكاتب، أن مثقفو الاتحاد السوفيتي، اللذين سئموا من نظام بريجينيف الذي استمر لمدة 18 عامًا، اعتقدوا أن كل شيء سوف يكون على ما يرام بمجرد تبني الممارسات الأمريكية، وتخيلوا أن حياتهم سوف تكون رائعة بهذه الطريقة.
وقال الكاتب، إنه على الرغم من ذلك، كان هناك دائما أمر غير مفهوم يحدث. خاصة عندما أدى النظام الانتخابي المعقد الذي يتألف من مستويين إلى خسارة المشرح الديموقراطي آل جور في انتخابات عام 2000، على الرغم من أنه كان قد حظي بأصوات تفوق أصوات منافسه جورج دبليو بوش! لكن مع ذلك، بطريقة أو بأخرى، انتشرت في روسيا قناعة بأن النظام الانتخابي الأمريكي هو تقريبًا المعيار الحقيقي. فيما ناشد مؤيدو الولايات المتحدة داخل روسيا هذه التجربة، وترددوا على الولايات المتحدة من وقتٍ إلى آخر، لأجل طرح شكواهم من النظام الروسي، والمطالبة بفرض المزيد من العقوبات على روسيا فقط تحت شعار “من أجل الديموقراطية!
وتهكم الكاتب على النظام الأمريكي، متذكرًا ما حدث في عام 2016 عندما رشحت هيلاري كلينتون نفسها للرئاسة. وقال الكاتب، “يا له من تجديد، يا لها من طاقة جديدة ومتجددة تهب في الولايات المتحدة!”. ثم أكد أن المكاسب السياسية لدى الولايات المتحدة عادة ما يتم تقسيمها بين عدد صغير للغاية من أعضاء النخب المؤثرة، بالدرجة التي يبدو معها أنه من المستحيل لشخص من خارج هذه الدوائر أن يتجاوز هذه النخب.
وفيما يتعلق برأيه في الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”، قال الكاتب أن هذا الملياردير لم يكن يومًا عاملاً عاديًا في الضواحي، ولم يتعرض للمشقات، لهذا السبب لا يُعد وجوده في البيت الأبيض لمدة أربع سنوات متتالية بمثابة نسخة جديدة عن قصة سندريلا. ومع ذلك، أثار وجوده في الحكم وتصرفاته الغير منهجية إلى حد كبير، مستنقع السياسة الأمريكية، بالشكل الذي دفع سُكان هذا المستنقع إلى اتخاذ قرار بشأن ضرورة التخلص من الرئيس الوقح بأي ثمن.
ومن الواضح، أنه لا يوجد رئيس أمريكي تعرض من قبل لنفس الضغوط الإعلامية التي تعرض لها ترامب. فقد تم اتهامه بإقامة علاقات مع روسيا، والتحرش بالنساء، وممارسة ضغوطات على الرئيس الأوكراني. كما نجا ترامب من محاولات لعزله، بالشكل الذي يجعل من مجرد وصوله إلى نهاية ولايته الأولى بحد ذاتها، نجاح مدوي.
باحث أول بالمرصد المصري