
قائد الحرس الثوري: سنستهدف كل المشاركين في مقتل سليماني .. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم الأحد
عرض – علي عاطف
تناولت الصحفُ الإيرانية الصادرة اليوم الأحد عددا من القضايا الدولية والمحلية كان من أبرزها تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني حول مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ورفض دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا) لإعادة فرض العقوبات على إيران، والقضية الحيوية التي تهم السياسة الخارجية الإيرانية وهي الانتخابات الأمريكية، وذلك إلى جانب عدد آخر من أهم القضايا التي تشغل الداخل الإيراني كتطورات فيروس كورونا.
وفيما يلي عرضٌ لأهم هذه الملفات:
قائد الحرس الثوري: سنستهدف كل المشاركين في مقتل قاسم سليماني

كان من بين أهم الملفات التي ألقت الصحفُ الإيرانية بظلالها عليها اليوم هي تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني الحالي، حسين سلامي، حول مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني في شهر يناير الماضي في العاصمة العراقية بغداد.
فتحْت عنوان “هذا التحذير جِدّيٌّ/سنضرب جميعَ المشاركين في اغتيال سليماني”،(*) تطرقت صحيفة “كيهان” المتشددة إلى تصريحات سلامي أمس فی لقاء متلفز له قال خلاله إن انتقام النظام الإيراني من الذين شاركوا في اغتيال سليماني بشكل مباشر أو غير مباشر “حتمي وجدي”.
وهاجم سلامي الولايات المتحدة مدعيا أنه “من الناحية السياسية، فإن الولايات المتحدة باتت اليوم معزولة” ولم تستطع، حسب زعمه، أن تجمع الحلفاء إلى جانبها في قضية حظر الأسلحة على إيران.
وهدد قائدُ الحرس الثوري الرئيسَ الأمريكي قائلاً إنه إذا “فُقدت شعرةٌ من رأس إيراني واحد”، فإنه سيتم تدمير أهداف للولايات المتحدة.
وتطرقت صحيفة “وطن امروز” المتشددة في مقال تحت عنوان “وعد الانتقام”(*) إلى التصريحات نفسها، مضيفة أن سلامي ذكّر بهجمات طهران في يناير الماضي على قاعدة “عين الأسد” الجوية الأمريكية في العراق، مشيراً إلى أنه يمكن تكرارُها وأن الأجهزة الأمنية الإيرانية تراقب تحركات ما اسماهم سلامي “الأعداء” في كل مكان.
إيران: “الترويكا” الأوروبية دخلت في صراع مع الولايات المتحدة

كانت القضية الأبرز التي تناولتها الصحف الإيرانية أيضا هي رفض دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، ألمانيا، وفرنسا) لرغبة الولايات المتحدة بإعادة العقوبات على إيران مرة أخرى بعد يوم 20 سبتمبر الجاري.
وتكاد صحف إيران تُجْمع على عنوان واحد لافتتاحياتها يشير إلى مفهوم الصدام الأوروبي مع الولايات المتحدة عند تناول قضية العقوبات على إيران.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية في مقال تحت عنوان “أوروبا ضد الولايات المتحدة”(*) إن واشنطن كانت تسعى خلال الأيام الماضية إلى إعادة فرض العقوبات على طهران من خلال “آلية الزناد” إلا أن أقرب الحلفاء لها لم يتقبلوا هذه الخطوة وكذلك هيئة الأمم المتحدة الدولية.
ووصفت “آرمان ملى” خطوة الترويكا الأخيرة بأنها “هزيمة ديبلوماسية لترامب”. وأضافت الصحيفة أن الدول الأوروبية من خلال هذه الخطوة لم ترض أن تواجه إيران مصاعب اقتصادية أكبر خلال الفترة المقبلة.
وحول هذا المفهوم، كتبت الصحفية الإيرانية “مريم سالاري” في صحيفة “ايران” المتشددة مقالاً بعنوان “يد الرفض الأوروبية”(*) أكدت فيه أن الولايات المتحدة تلقّت جوابا “واضحاً ومبرهِناً” من جانب الدول الأوروبية بشأن إعادة فرض العقوبات بعد 20 سبتمبر، مشيرة إلى أن المسؤولين الإيرانيين لم يكونوا وحدهم على يقين من عدم عودة العقوبات الأمريكية، ولكن كذلك كانت الدول الأوروبية الثلاث الأخرى المذكورة. ووصفت الكاتبة خطوة الترويكا الأخيرة بأنها “انفصالٌ” أوروبي عن واشنطن.
الانتخابات الأمريكية والسياسة الخارجية الإيرانية

تشكل الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر المقبل أهمية كبيرة لإيران من عدة زوايا، أهمها سياستها الخارجية ووضعها الاقتصادي. وتتخذ الصحف الإيرانية بشكل عام موقفاً مناهضاً لترامب ومؤيداً إلى حد ما لمنافسه الديمقراطي جو بايدن، على الرغم من أن بعضهم يقول إنه لا يوجد فرق بين المرشحين الاثنين.
وبهذا الشأن، قامت صحيفة “شرق” الإصلاحية بإجراء حوار حول مستقبل علاقات إيران مع الولايات المتحدة في ظل الانتخابات الجارية مع الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية برئاسة الجمهورية الإيرانية “دياكو حسيني” وذلك تحت عنوان “اختلاف بايدن وترامب يعطي فرصة للدبلوماسية بتنفس الصعداء”.(*) نفى الباحث الإيراني خلال اللقاء إمكان حدوث اختلاف كبير أو “تاريخي” في العلاقة بين أوروبا والولايات المتحدة إذا ما جرى إعادة انتخاب ترامب مرة أخرى، وأن الأوروبيين سيضطرون في هذه الحالة إلى اتخاذ قرار جديد حول علاقتهم مع واشنطن، مما سيضر في النهاية بإيران والاتفاق النووي.
وأكد الباحث الإيراني أن واشنطن تشكل “أكبر تحدٍ للسياسة الخارجية” الإيرانية؛ لأنها تؤثر على الأمن القومي الإيراني.
وأشار دياكو إلى أن انتخاب بايدن ربما يحسن من الوضع الاقتصادي في إيران، إلا أن “دياكو” توقع أن عودة بايدن إلى الاتفاق النووي لن يكون سهلاً وأن الأخير لن يستطيع أن يرفع جميع العقوبات المفروضة على إيران دفعة واحدة.
الموجة الثالثة من كورونا تضرب إيران

أفردت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم مساحة واسعة لتناول “الموجة الثالثة” من كورونا التي تضرب إيران. وحول ذلك، أكدت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية تحت عنوان “صعود كورونا للموجة الثالثة“(*) أن الموجة الثالثة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) باتت تضرب إيران، وأن السلطات الصحية فيها باتت تجزم بأن أية أعراض تنفسية ستكون في الغالب كورونا.
ونقلت الصحيفة عن رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى “مسيح دانشوري” الشهيرة في طهران، بيام طبرسي، تصريحات له بأن أن هناك ارتفاعاً في أعداد حالات الطوارئ الخاصة بكورونا إيران وأن على الحكومة الإيرانية أن تُوْلي اهتماماً أكبر بالأزمة وألا تنتظر حتى تتفاقم أكثر. ودعا طبرسي الإيرانيين إلى الالتزام بارتداء الأقنعة الطبية والتقليل من علميات السفر المحلية، مؤكداً أن هناك حاجة ملحة للاهتمام أكثر بعدم انتشار الفيروس بين الطلبة والتلاميذ في المدارس.
وحول المطالبات نفسها، ركّزت صحيفة “اطلاعات” شبه الرسمية على تصريحات الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بشأن تطورات كورونا وذلك تحت عنوان “روحاني: تراجع اهتمام الناس بكورونا مقلقٌ”.(*) حيث حذّر الرئيس الإيراني في تصريحاته أمس، خلال اجتماع لفريق مكافحة كورونا، من تراجع الاهتمام بكورونا بين الإيرانيين من حيث مكافحة انتشارها، وأنه مع بداية فصل الخريف ينبغي أن يتم تشديد الإجراءات لمواجهة المرض. وأكد روحاني أنه بالتزامن مع انتشار كورونا، فقد بدأت أمراض أخرى تظهر، مما يعزز الاهتمام بضرورة اتخاذ الإجراءات الصحية المناسبة.
باحث بالمرصد المصري



