
عبد المنعم سعيد: الربيع العربي أحدث خللا كبيرا في المنطقة
قيّم الدكتور عبد المنعم سعيد، المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، المشهد الراهن لما يتعلق بالسد الإثيوبي والتطورات بليبيا؛ والتحديات التي تواجه الدولة المصرية الآن، بأنه حدث خلل كبير في مطلع العقد المنصرم، نتيجة ما سُمي بالربيع العربي، فنتج عنه قلاقل كبيرة وتفكك عدد من دول المنطقة.
وأوضح سعيد خلال مداخلة عبر برنامج Skype ببرنامج رأي عام بقناة Ten التلفزيونية، أن عادة عند حدوث خلل كبير تحدث في دول مثل تونس، مصر، اليمن، ليبيا، ودول أخرى بأشكال مختلفة ودرجات مختلفة، مما يثير شهية دول بعينها لمحاولة تغيير النظام الإقليمي للدول التي تأثرت بالأحداث، لذا فتقريبا كل دول الجوار الجغرافي بدأت تمارس أطماعها في المنطقة. فإيران اقتحمت 4 عواصم عربية، تركيا الآن لها قوات في العراق، وسوريا، وليبيا.
وأضاف : ” كما بدأت إثيوبيا بناء السد بشكل يخالف ما تم الاتفاق عليه عام 2008، بأن تكون سعة السد الاجمالية 14 مليار متر مكعب، ليصبح السد بطاقة تخزينية 74 مليار متر مكعب، اما إسرائيل فبدأت أيضا ضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، لذا نرى أن هناك بعضا من هذه التدخلات تؤثر على الامن القومي المصري مباشرةً، ومعظمها الآخر يهدد الامن القومي العربي مضافًا إليه حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الإقليمي الذي سمح لقوى متطرفة متنوعة كـ(الاخوان المسلمين – القاعدة – داعش …) باتخاذ المنطقة نافذة للقيام بأعمالها المتطرفة.
كما وصف المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، بأن انعقاد مجلس الأمن الوطني هو في حد ذاته رسالة، تؤكد أن هناك قضايا بالغة الأهمية تمس الامن القومي المصري تشغل الدولة المصرية، وهي سد النهضة الاثيوبي، والتواجد التركي في ليبيا، وما له من أثر على الوضع العام، لأن انفجار ليبيا يعني انفجار إرهابي كبير بمصر والمنطقة العربية، وهو ما بدأت دول الجوار تبدي تخوفها منه، فقد قام وزير الدفاع التونسي، وأحد أعضاء مجلس السيادة السوداني بالتحذير من نزوح إرهابيين إلى تونس والسودان من ليبيا، مؤكدًا أن تدمير المنطقة حدث بالفعل، فليبيا انهارت تماما كما حدث مع العراق وسوريا من قبل، وبدأت أذناب الإرهاب تظهر بشكل متفرق بعضها بسبب الهجرة وبعضها إرهابي.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الوطني هو مجلس تشاوري بين القيادة الرئيسية في البلاد ممثلة في رئيس الجمهورية، والمخابرات العامة، والقوات المسلحة، والشرطة، وكافة الجهات المعنية بالأمن القومي المصري على كافة أبعاده وأشكاله سواء أمن قومي عسكري أو مائي أو اقتصادي، أو أيًا ما يخص المصالح المصرية.
فيما شدد الدكتور عبد المنعم سعيد على أن الدولة المصرية هدفها الأساسي هو بناء الدولة المصرية على مدار السبع سنوات الأخيرة، لكننا في الوقت ذاته، نقول للعالم اجمع لا تستغلوا انشغال الدولة المصرية بتدوير عجلة التنمية، لان الدولة المصرية دائمًا ما تحافظ على مصالحها الحيوية، ودائما تعمل على حمايتها بكل ما تستطيع من قوة.