كورونا

في خطوات.. كيف تواجه روسيا فيروس كورونا؟

ثمن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين،خلال اجتماع له  مع أعضاء الحكومة، الجهود التي بذلتها بلاده لاحتواء انتشار فيروس كورونا ، مؤكدا أن الفيروسات لا تعترف بحدود الدول.

وقال بوتين ” لقد نجحنا بفضل الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها مسبقا وخلال الأسابيع الأولى من انتشار الوباء حول العالم، من احتواء آثاره الضخمة، ومن منع اختراقه للبلاد وانتشاره بها بشكل كبير”. مؤكدا أن الوضع الوبائي العام في البلاد لا يزال تحت السيطرة، متمنيا النجاح لنظرائه الأجانب في مهمة وضع حد لانتشار الفيروس حول العالم.

وخلال جهودها في مكافحة الفيروس، أطلقت السلطات الروسية بوابة الكترونية رسمية يمكن من خلالها الاطلاع على مستجدات انتشار فيروس كورونا داخل حدود البلاد. كما أرفقت هذا الموقع بخط ساخن، يمكن للمواطن الاتصال من خلاله للاطلاع على ما يرغب من معلومات متعلقة بالفيروس. وكما موضح على الصفحة الرئيسية للموقع، بلغ عدد الإصابات –اليوم الأربعاء 18 مارس- 147 حالة في روسيا.

كما تعافى عدد 5 حالات، بالإضافة الى وجود عدد 122854 حالة قيد التقصي. وعلى الرغم من تردد الشائعات التي تفيد بوقوع وفيات بفيروس كورونا في روسيا، إلا أن السلطات تواصل النفي وتستمر في التأكيد على أنه حتى اللحظة لا يوجد أي وفيات نتجت عن الإصابة بالفيروس.

كما اتخذت الحكومة الروسية قرارا بتقييد دخول الأجانب الى أراضي البلاد اعتبارًا من 18 مارس الجاري حتى 1 مايو. بينما يستثنى من هذا القرار موظفي البعثات الدبلوماسية والقنصليات وسائقي الشاحنات وطواقم الطائرات والسفن والقطارات، وأعضاء الوفود الرسمية، وحملة الإقامة الدائمة في روسيا، ومن حصلوا على تأشيرات دخول دبلوماسية أو تأشيرات عمل أو التأشيرات الممنوحة لأصحاب الأعذار القاهرة، والمتوجهين إلى دول ثالثة عبر روسيا.

وأصدر رئيس الوزراء ميخائيل ميشوستين تعليمات بفرض قيود مؤقتة على الرحلات الجوية الى المملكة المتحدة والولايات المتحدة والإمارات العربية، وفقًا للموقع الرسمي للحكومة.

ويدخل هذا القرار حيز التنفيذ بدءا من منتصف ليل 20 مارس، حيث يتعلق بنقل الركاب من الأراضي الروسية وفي الاتجاه المعاكس، باستثناء الرحلات المنتظمة من مطار شيرميتييفو بموسكو إلى لندن ونيويورك وأبو ظبي والعكس.

يذكر في هذا السياق، أن روسيا قيدت في وقت سابق حركة النقل الجوي مع الصين وإيران وكوريا الجنوبية ودول الاتحاد الأوروبي، بما يشتمل على إيطاليا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وكذلك النرويج وسويسرا.

 وعن القيود المفروضة على حركة القطارات، أصدرت هيئة السكك الحديدية الروسية بيانًا –اليوم الأربعاء 18 مارس- يتم بموجبه تعليق الرحلات مع فنلندا.

وعلى جانب آخر، أعلن وزير التعليم الروسي سيرجي كرافتسوف إن طلاب روسيا سوف يحصلون على عطلة بدءا من تاريخ 23 مارس وصولاً الى 12 إبريل، في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا. مضيفًا أنه سوف يتم العمل على تنظيم عملية التعليم عن بعد.

كما تقرر أن الانتهاء المبكر من أداء الامتحانات الموحدة بالدولة سوف يتم تأجيله للفترة ما بين “مايو – يونيو”، أما بالنسبة لبقية أعمال المدارس، ففي هذه الحالة سوف يترك الأمر لكل مدرسة أن تقرر بنفسها كيفية صياغة جدولها الزمني.

وتجدر الإشارة الى أن روسيا تواجه مشكلة يمكن أن يطلق عليها –الأرفف الفارغة- ويقصد بها الفراغ الذي أصبحت المتاجر الروسية تعاني منه بسبب تكالب المواطنون على شراء السلع الغذائية ومستحضرات النظافة بكثافة. وتعليقًا على هذا الأمر، صرحت إيليا فلاسينكو –المتحدث الرسمي باسم رابطة شركات البيع بالتجزئة- أن هذه المشكلة لا علاقة لها بنقص البضائع، وشرحت الأمر بأن تجار التجزئة يقومون بإعادة بناء جميع الخطط اللوجستية من أجل تسريع عملية تسليم البضائع واعادتها مرة أخرى الى أماكنها على الرفوف. ولهذا السبب تقول المتحدثة للمواطنين الروس، إذا لم تجد البضائع على الرف عليك أن تتأكد أنها إما في الطريق اليه أو في المستودع بانتظار أن يتم نقلها.

وكانت وزارة الصناعة والتجارة قد أوصت في وقتٍ سابق، تجار التجزئة بضرورة الاحتفاظ بمخزون ثابت من السلع الضرورية في المتاجر، بالإضافة الى تطهير مقابض عربات وسلات التسوق، ومقابض الأبواب وغيرها من العناصر التي غالبا ما يتلامس معها الزوار. كما أوصت بأن تقوم المتاجر بالعمل على التقليل من قوائم وصفوف الانتظار أمام المحاسبين، كما شددت على ضرورة اخطار العملاء باستمرار بضرورة الحفاظ على مسافة متر على الأقل بين كل عميل وآخر.

وعن التأثيرات الاقتصادية المتوقعة عن انتشار فيروس كورونا في روسيا، صرح جيرمان جريف رئيس “سبير بنك”، إن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة لمدى انعكاس الأحداث على تطور الاقتصاد الروس. يعد أكثرها صعوبة هو انخفاض أسعار النفط وصولاً الى 20 دولار للبرميل الواحد، وانخفاض قيمة الروبل الى ما يعادل مائة روبل لكل دولار، وما يرافق هذه المتغيرات من تحولات وانعكاسات على مؤشرات الاقتصاد الكلي. كما أوضح المسئول أنه في حالة الاتجاه نحو تنفيذ أصعب السيناريوهات، فإن البنك في هذه الحالة سوف يضطر لئلا يخترق متطلبات رأس المال للبنك المركزي، مما يعني أن الأزمة سوف تمر دون دعم خارجي.

ويقول جيرمان أن البنك حتى اللحظة لم يصل الى الحد الأدنى من معايير كفاية رأس المال، ولايزال محافظًا على الربحية مضيفًا أن تنفيذ السيناريو الأسوأ سوف يؤدي الى الضغط على رأس المال. مشيرا الى أن الأزمة عميقة للغاية بالفعل، ولكن حكومات جميع البلدان تساهم في مكافحتها. تجدر الإشارة الى أن منظمة الصحة العالمية قد اثنت –في وقت سابق- على الجهود والخطوات التي اتخذتها روسيا في إطار مكافحة انتشار فيروس كورونا. حيث صرح بذلك تيدروس جيبرييسوس رئيس المنظمة خلال مؤتمرٍ صحفي له –بتاريخ 27 مارس- حيث كانت الحكومة الروسية بذلك الوقت قد منعت بالفعل الصينيين من دخول البلاد وأغلقت المناطق الحدودية في الشرق الأقصى، كما ألغت تأشيرات العمل القادمة من مقاطعة هوبي بالصين، بعد أن تم اجلاء المواطنين الروس الموجودون بها.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

داليا يسري

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى