
كيف تواجه الحكومة الروسية فيروس كورونا؟
قامت سلطات مدينة موسكو، بوضع خطة مفصلة لمكافحة انتشار فيروس “كورونا”.. بحيث تنقسم خطة مكافحته الى ثلاث مراحل: (أ)، و (ب)، و(ج). وتبدأ المرحلة الأولى (أ) فيما قبل ظهور المريض الأول، وتتلخص هذه المرحلة في اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة. بينما تبدأ المرحلة الثانية (ب): عند ظهور أول الحالات، فيما تبدأ المرحلة الثالثة (ج): بعد تفشي المرض وفي هذه المرحلة يتم اعلان حالة الطوارئ في البلاد. وكان عمدة مدينة موسكو سيرجي سوبيانين هو من وجه بوضع هذه الخطة بتاريخ 20 فبراير، وفي 28 فبراير كان تم اعتمادها.
في المرحلة الأولى (أ):

تتخذ الدولة تدابير مكافحة الفيروس من خلال الوقاية، على غرار قياس درجات حرارة جميع الركاب على جميع الرحلات الجوية في جميع المطارات الروسية. كما ينبغي اخضاع جميع الركاب المصابون بالحمى لاختبارات فيروس كورونا، وملء الاستبيان المخصص لهذا الغرض.
كما يندرج تحت الإجراءات المتخذة في نفس المرحلة، اخضاع الأطفال في مرحلة رياض الأطفال والمدارس والكليات إلى نفس الإجراءات السابقة، ولا ينبغي السماح للأطفال المصابون بارتفاع درجات الحرارة الذهاب إلى المدرسة. ولأجل مكافحة الفيروس واحتوائه، تم إصدار تعليمات الى وزارة النقل لأجل وضع “خارطة طريق” لملامح الإجراءات التي ينبغي اتخاذها لأجل قياس درجات حرارة ركاب مترو الأنفاق.
وفي إطار إجراءات المرحلة (أ): يتم تطهير واجهات المنازل والشوارع ومداخلها. كما ينبغي إلغاء فاعليات جميع الأنشطة الرياضية والثقافية والعلمية الدولية في موسكو بدءً من 28 فبراير. إلا أن وزارة الرياضة الروسية قد ذكرت أنه لم يتم تطبيق هذا النوع من الحظر، بحيث يتم تنفيذ جميع الفعاليات الرياضية المخطط لها في المدينة، بما في ذلك الفاعليات ذات الطابع الدولي، مع مراعاة تنفيذ التدابير الوقائية من الأمراض الموسمية. واشتملت الخطة على صنع منطقة عزل للمرضى داخل معهد أبحاث سليفوسوفسكي لطب الطوارئ، بالإضافة الى مستشفى سيتي كلينيكال رقم 52، ومستشفى كوموناركا كذلك.
كما صدرت تعليمات الى وزارة التجارة لأجل الموافقة على وضع خارطة طريق من شأنها أن تضمن الحفاظ على وصول الامدادات الاستراتيجية الرئيسية للمواد الغذائية الى وجهاتها، في الوقت الذي تقوم فيه وزارة الصحة بالعمل على ضمان وصول الإمدادات الاستراتيجية للمنتجات الطبية والأدوية ومعدات الوقاية الشخصية. بالإضافة الى كل ما سلف ذكره، تشتمل هذه الخطة على إعداد حملة إعلامية للتوعية بالفيروس وطرق تجنب الإصابة به.
تفاصيل المرحلة (ب):
تبدأ هذه المرحلة بعد ظهور المريض الأول، يتم من خلالها تعزيز تدابير مكافحة الفيروس. وتشتمل هذه الخطة على أن يقوم المختصون الحكوميون في مجال تكنولوجيا المعلومات بالعمل على تطوير وصيانة قواعد البيانات التي توضح خارطة مناطق وانتشار فيروس كورونا عبر البلاد. بحيث تشتمل على بيانات أماكن إقامة وأماكن عمل المرضى وجدول زياراتهم، ثم التحرك لأجل التقصي حول قائمة الأشخاص اللذين كانوا مخالطين للمرضى المؤكدين على مدار الـ 14 يومًا السابقة لظهور الأعراض عليهم.
وبمجرد دخولهم الى المستشفيات، يتم التحرك على الفور لأجل تطهير جميع شققهم السكنية. كما يتم منع جيرانهم من مغادرة منازلهم لمدة 14 يومًا. ولأجل تحقيق هذا الأمر، يتم وضع تمركز أمني عند بوابة المباني السكنية التي ثبت وجود حالات مصابة بها. كما يتم إجبار جميع أصدقاء ومعارف المصابون ممن كانوا على تواصل معهم خلال الـ 14 يومًا السابقة، قيد الحجر الطبي المنزلي. كما سيتم تخصيص مناطق داخل مدارس التي ظهرت بها إصابات لأجل تنفيذ الحجر الصحي.
وتتزامن هذه الإجراءات مع عملية اجراء عمليات تطهير كاملة لجميع المقاهي ومراكز التسوق وصالات الألعاب الرياضية التي يزورها المرضى وأسرهم. كما يتم وضع المدينة بأسرها قيد الحجر الصحي، وفي هذه الحالة يتم اغلاق جميع المؤسسات التعليمية والمتاحف والمسارح وقاعات المعارض ودور السينما وغيرها من المؤسسات، بما يشتمل على حظر كافة الفاعليات الرياضية واغلاق جميع الملاعب.
ويتم تحويل العمل في المدينة الى خاصية العمل من المنزل، وسوف يتم توصية أصحاب الأعمال التجارية الخاصة إلى تطبيق الأمر ذاته على موظفيهم. كما يتم اخضاع عربات قطار الأنفاق الى عمليات تطهير لمدة أربع مرات يوميًا، ويطبق الأمر ذاته على الحافلات والعربات نفسها. كما يتم تظهير مواقع القمامة وتطهير الحاويات المخصصة لها كذلك، بالإضافة الى عزل الحيوانات الأليفة.
وسوف تتحرك “الدوريات الاجتماعية” لأجل التأكد من استخدام أجهزة قياس الحرارة عن بعد على الأشخاص “المشردون” أو هؤلاء من لا يملكون مسكن ثابت. كما سيتم منعهم من استخدام محطات القطارات العادية وقطارات الأنفاق كـ “مسكن” لهم. ومن المرجح أن يتم حظر التجوال في مدينة موسكو بمجرد تفشي المرض بشكل كبير، إلا أن هذا أمرًا غير مؤكد حتى هذه اللحظة.
المرحلة الثالثة (ج): إعلان حالة الطوارئ

يتم الانتقال إلى هذه المرحلة في حالة عدم كفاية الإجراءات السابق ذكرها، وقدرتها على احتواء المرض بفاعلية. وفي هذه الحالة تدرس سلطات موسكو بالوقت الحالي خيار التحول الى وضع الطوارئ. وفي هذه الحالة يتم اغلاق جميع مؤسسات المدينة باستثناء المسئولين عن خدمات الطوارئ بكافة أشكالها. وسوف يكون من المستحيل على أي شخص مغادرة المدينة أو دخولها باستخدام وسائل النقل الشخصية، وسوف يتم فرض حظر التجول، ولن يسمح للمواطنين التجول دون الحصول على إذن خاص، وسوف تقوم الشرطة الروسية بعمل دوريات في الشوارع لأجل اعتقال منتهكي نظام مكافحة الأوبئة.
وتجدر الإشارة إلى أن هناك بعض المناطق في روسيا، قد دخلت بالفعل حيز الطوارئ، وهذه الحالة تنطبق تحديدًا على المناطق الحدودية مع دولة الصين، على غرار قرية زابايكالسك الواقعة على الحدود الروسية الصينية، كما تم اتخاذ تدابير الحجر الصحي في إقليم ترانبايكال. وتم فرض وضع الطوارئ في مقاطعتي اوكتايابسكي وخازانسكي.
معدلات انتشار فيروس كورونا في روسيا

في 31 يناير، تم اكتشاف اول إصابتين بفيروس كورونا في روسيا، وكلاهما كانا مواطنين صينيين. وبحلول منتصف فبراير كانت الحالتين قد تعافا بسلام. وفي 22 فبراير، تم التأكد من إصابة ثلاثة مواطنين روس بفيروس كورونا، بعد أن تم اجلائهم من سفينة دايموند برينسس، وتم بعد ذلك عزلهم في مستشفى كازان للأمراض المعدية. وبتاريخ 3 مارس، تم اكتشاف إصابتين بين مواطنين روس، ولكنهم يعيشون في دولة الإمارات العربية المتحدة. بالإضافة الى مواطن روسي تم التأكد من اصابته وكان عائدًا لتوه من إيطاليا، وطالب أجنبي دخل الى الأراضي الروسية عائدًا من إيطاليا حتى يستكمل دراسته في مدينة سانت بطرسبرج. ووفقًا لموقع الخدمات الفيدرالية للإشراف على الرعاية الإنسانية وحماية حقوق المستهلك، إنه وحتى الأمس تاريخ الأمس -6 مارس- لم يتم اكتشاف أي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا في روسيا.
وكانت آنستازيا راكوفا، نائبة عمدة مدينة موسكو للتنمية الاجتماعية، قد أعلنت بالأمس عن أول شخص يصاب بفيروس كورونا في موسكو، قد تماثل بالفعل للشفاء.
لماذا لم تُقدم شركة “إيروفلوت” الروسية على إلغاء جميع الرحلات الى الصين؟
صرح فيتالي سافيلييف، المدير العام لأكبر شركات الطيران الروسية إيروفلوت، “إن إلغاء الرحلات الجوية الى الصين لن يحقق العزل للحاملين المحتملين للفيروس”. موضحًا “أن إلغاء الرحلات الجوية بالكامل الى الصين لن يحقق العزل التام لحاملي الفيروس، إذ أنه لايزال هناك أمام السياح فرصة سانحة لأجل دخول البلاد من خلال دول الجوار. وفي هذه الحالة سوف يتعين علينا التفكير بجدية في إغلاق جميع الحدود أمام السياح الراغبون في الحضور الى روسيا. وهذا الأمر يشكل تهديد حقيقي بالإفلاس لكل العاملين في صناعة السياحة الوطنية”.
وفي هذا السياق، تجدر الإشارة الى أن السلطات الروسية قد اتخذت إجراءات تقييدية احترازية بحق القادمون من الدول المصنفة على أنها دول مُصدرة بكثافة للوباء، مثل الصين وإيطاليا، وكوريا الجنوبية وإيران. بحيث يتم استقبال الرحلات القادمة من هذه البلدان في المبنى رقم (F) مطار شيرميتوفو في موسكو، وهناك تم انشاء منطقة خاضعة لأداء إجراءات فحص مشددة.
باحث أول بالمرصد المصري



