
الرئيس الفلسطيني: لن يسجل التاريخ أني بعت القدس أو تنازلت عنها
أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الأساسي لوعد بلفور، وهي من أصرت على وضعه في عصبة الأمم المتحدة، فهو وعد بريطاني أمريكي وكان هناك تنسيق كامل بين بريطانيا العظمى في ذلك الوقت وأمريكا على كل كلمة في هذا الوعد والولايات المتحدة هي الراعي الأساس لوعد بلفور.
وقال عباس خلال كلمته أمام الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسام تمنح إسرائيل السيطرة الأمنية الكاملة على كل ما هو غرب نهر الأردن، موضحًا أن ترامب تراجع عن عدد من وعوده للفلسطينيين، وتمت الخطة الأمريكية للسلام بدون وجود دولة فلسطين، مشددًا على أنه رفض اتصال ترامب للحديث حول خطة السلام، وكذلك رفض حصوله على خطة السلام أو الاتصالات أو الرسائل التي يرغب في إرسالها.
وأضاف أنه التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب 4 مرات، مضيفا: “كان الأول في واشنطن وكان مبشرا، لأنه كان مقبلا وعندما أتحدث معه في شيء كان يستمع جيدا ويثني على ما أقول، وفي اللقاء الثاني كان في بيت لحم والثالث كان في المملكة العربية السعودية، والرابع كان في نيويورك”.
وأكد أنه لا يؤمن باستخدام السلاح في العصر الحالي فهو بلا جدوى، مضيفا: “نحن لا نريد السلاح.. نريد أن نبني دولتنا وأن يعيش شعبنا في أمن وأمان واستقرار، وقولت له هذا الكلام، وقولت له سأسعى أن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح، قد لا توافقوني على هذا ولكن أنا مؤمن بهذا، ومؤمن أننا لا نستطيع أن نعيش في الوقت الحالي وفي السنوات الحالية والمقبلة بالسلاح، وأن يفيدينا السلاح.. فقال ترامب لي أنت رجل عظيم.. ليش بيقولو عنك إرهابي.. أنت رجل عظيم رجل سلام.. إحنا متفقين، وكنت متفائل جدا من أن نعقد مع هذا الرجل اتفاقية سلام”.
وذكر أبو مازن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لا يؤمن بالسلام وهو من رفض خطة اتفاق أوسلو، ولم يحدث أي تقدم في عملية السلام، بعد قتل رابين الذي وافق على السلام، مشيرًا إلى أنه عندما جاء أولمرت الذي حقق تقدمًا كبيرًا في مفاوضات السلام وقضايا الحل النهائي وصل إلى 70% من القضايا، مشددًا على أن المرة الوحيدة التي تمت فيها المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، كانت خلال مفاوضات أوسلو، حيث تمت هذه المفاوضات بدون علم الولايات المتحدة الأمريكية، ولو كانت تعلم واشنطن بهذه المفاوضات لأفشلتها.
وأوضح أنه رفض التواصل بأي شكل مع ترامب حول خطة السلام الأمريكية، حتى لا يقال إن الدولة الفلسطينية موافقة على هذه الخطة، مثلما حدث من قبل مع نقل السفارة إلى القدس، قائلًا “أنا صاحب القضية، ولو أحد يريد إتمام صفقة، لابد وأن أكون الشريك الأول بها”، محمّلا الولايات المتحدة مسؤولية ما آلت إليه القضية الفلسطينية، معلنًا رفضه المطلق للخطة الأمريكية للسلام، مؤكدًا “لن يسجل التاريخ أني بعت القدس أو تنازلت عنها، ولن نقبل بأي حل يقوم بضم القدس لإسرائيل ونحن حراسها والمسؤولون عنها”.