
عزت إبراهيم: الدعم المصري للفلسطينيين أمر لا يمكن التشكيك فيه ولا يمكن أن يساوم عليه أحد
تعليقاً على ما جاء في بيان وزارة الخارجية المصرية حول خطة السلام الأمريكية والثوابت المصرية تجاه القضية الفلسطينية وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المسقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية. أكد عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلي، أن الدعم المصري للفلسطينيين أمر لا يمكن التشكيك فيه ولا يمكن أن يساوم عليه أحد، وأن بيان الخارجية المصرية متوازن، ولابد من دراسة متأنية للرؤية الأمريكية ومنح الفرصة للطرفين للتفاوض وطرح الرؤى الخاصة بهم، والوقوف على أبعاد ما طرحته الولايات المتحدة الأمريكية في وثيقة أكثر من 181 صفحة، وبالتالي فإن هناك حاجة ماسة للقراء المتأنية، وأن تكون قنوات الحوار قادرة على توفير بيئة ومناخ لاستئناف المفاوضات.

كما يرى عزت أن هناك أولوية لمصر للتوصل إلى تسوية لاستعادة الحقوق وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وفقاً للشرعية الدولية. وأشار إلى أن العنوان العريض هنا أن مصر تريد أن تقول أن كل ما تم استنزافه من جهود في الفترات السابقة وفترات التوقف عن التفاوض لفترة طويلة أدت إلى مزيد من إهدار الحقوق الفلسطينية وبالتالي اليوم تعاملوا مع الطرح الأمريكي بأنه مجرد رؤية ليس هناك اتفاق ملزم ولكن لابد من منح الفرصة للجلوس على مائدة التفاوض واستئناف حوار انقطع منذ فترات طويلة، خاصة أن المرة الأخيرة التي جلس فيها الفلسطينيون مع الرئيس الأمريكي كانت من فترة طويلة، وبالتالي هناك حاجة إلى تقريب المسافات، وحتى إذا كانت السلطة الفلسطينة ترى أن لا هناك حاجة للجلوس مع الإسرائيليين برعاية أمريكية فإن هذه الأمور في حاجة إلى مراجعة.
وفيما يتعلق بالدعم المصري والوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية، أشار عزت أن القيادة المصرية على مدى تاريخها ترى أن دعم الفلسطينيين أولوية قصوى، وممارسة الضغوط من أجل تنفيذ رؤية بعينها كانت مصر بعيدة عنها تماماً، وقد دعت مصر منذ بداية عملية السلام في المنطقة الجميع للجلوس على مائدة التفاوض. وهناك من تذكر المشهد الشهير عندما كان الرئيس الراحل أنور السادات يتفاوض باسم الفلسطينيين ويدعوهم للجلوس إلى مائدة التفاوض، واليوم نرى أنه لا يوجد سوى الرئيس الأمريكي ورئيس الوزاء الأسرائيلي وبالتالي فإن الغياب التام كثيراً ما يؤدي إلى إهدار الحقوق والأراضي.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الفسطينية حول خطة السلام الأمريكية، أشار رئيس تحرير الأهرام ويكلي، أن ردود الأفعال الأولية بعيد عن الموقف المصري وليست مواتية تماماً للتعامل بجدية مع الطرح الأمريكي، فهناك هجوم من كافة الفصائل الفلسطينية على هذا الطرح، حتى الإعلام الأمريكي يرى أن الطرح الأمريكي يقف إلى جانب إسرائيل واقتناص مزيد من الأراضي في وادي الأردن لمصلحة إسرائيل، وبالتالي هناك فجوة واسعة وعنصر جديد يجب التعامل معه بجدية وهو أن إسرائيل وأمريكا يريدان بالفعل أن يضعوا المسألة قيد التنفيذ. واتفق نتنياهو مع ترامب على وقف كافة الأنشطة الاستيطانية للأراضي التي ستمنح للفلسطينين كدولة لمدة أربع سنوات، كبادرة حسن نية من أجل أن يجلس الفلسطينيين ويأخذوا أراضيهم، في المقابل يرفض الفلسطينيين هذا الطرح ويرفضون الطرح الخاص بالقدس. وفي النهاية الوثيقة أصبحت تاريخية وأمر واقع يجب التعامل معه بجدية.