
اللواء محمد إبراهيم لمجلة “المصور”: المشروع المصري يواجه المشروع “التركي-الإيراني” في المنطقة
في حوار أدلى به اللواء “محمد إبراهيم الدويري”، عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، لمجلة المصور، أجراه رئيس تحرير المجلة ” أحمد أيوب”، تم تناول الصراعات في الإقليم والمخاطر والأطماع التي تحيط به بما فيها الحزام المحاطة به مصر والمليء بالأزمات والتعقيدات وعوامل هدم فيه قادرة على أن تحول أي دولة إلى دولة فاشلة.
أكد اللواء محمد إبراهيم أن مصر قادرة على مواجهة هذه التحديات والمخاطر من خلال جهازها الأمني ” القوات المسلحة والشرطة”، فهما جهتان قادرتان على التعامل مع المتغيرات بحكمة شديدة، كما أكد على قدرة الشعب المصري على فهم الحقائق وتجاوز الأزمات حتى في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي اعتبرها البعض قاسية. وأكد اللواء أنه لا ينبغي الركون للأوضاع الحالية وخاصة أن مصر تمتلك حدود مع ثلاث جبهات غير مستقرة “غزة- إسرائيل- ليبيا”.
وحول تعامل مصر مع القضية الليبية، أشار عضو الهيئة الاستشارية بالمركز المصري، إلى إن الزاوية التي ينظر منها للأمور هي أنها مسألة أمن قومي، وعلى الرغم من ذلك تبقى المنطقة الغربية من أحد مهددات الأمن القومي، وأشار في نفس السياق إلى أنه لا يوجد تهديد حاليًا من الناحية الجنوبية “السودان” خصوصًا بعد إزاحة نظام البشير.
وأكد اللواء الدويري، في حديثه أن هناك ثلاث مشاريع في المنطقة و“المشروع التركي والإيراني” وأخيرًا “المشروع الإسرائيلي” الذي يسعى للاندماج في المنطقية سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وأمنيًا، ولذلك سعت إسرائيل إلى الاندماج من خلال ملف مكافحة الإرهاب وتغييب القضية الفلسطينية وهو مالم يتم السماح به، وهناك بالطبع “المشروع المصري” والذي لا نجد الكثيرين يتحدثون عنه. على الرغم من أنه الأكثر فائدة للإقليم وللعالم لأنه غير قائم على أية أطماع فضلًا على أنه يسعى لتفعيل سياسات حسن الجوار، ولذلك نجد الكثيرين من المعارضين له لأنه يناقض أهدافهم.
وحول وجود الأرضية اللازمة لاستقبال المشروع المصري، قال اللواء محمد إبراهيم أنه لا تتوافر أرضية له لأنه يناقض الكثير من المشاريع الحالية. وعلى أي حال فمصر تحاول أن تلعب دور مؤثر في حل القضايا الإقليمية والأزمات في فلسطين والسودان وغيرها من المناطق المتوترة وقد أصبح لمصر اليوم دور ريادي بالفعل.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد أن التصنيف الدولي والمؤسسات أصبحت تقيس الأداء الاقتصادي بالمناخ المستقر الجاذب للاستثمار داخل الدولة.
وحول تعامل مصر مع الأزمة الليبية أشار اللواء الدويري، إلى أنها قضية أمن قومي وأن مصر ترفض تدخل أية قوة أجنبية، كما تهدف للقضاء على الميليشيات والجماعات الإرهابية، وقد أكد الرئيس في الكاتدرائية أنه لن يستطيع أحد أن يجبرنا على الدخول في مناطق تهددنا أو تهدد استقرارنا كما أن لمصر تحركات دبلوماسية في الجزائر وغيرها وهو السبيل لتسوية الأزمة الليبية. وعن الدور التركي في المنطقة، نبه اللواء محمد إبراهيم إلى مدى خطورته وأنه قد يؤدي إلى اشتعال منطقة المتوسط بأكمله، لكن إذا وصل الأمر إلى مرحلة تهديد الأمن القومي المصري فإن مصر ستدافع عن حقوقها بكافة الطرق.
وحول الدور الأمريكي في الأزمة الليبية، أشار “الدويري” إلى أن دور واشنطن غامض فيما يخص الأزمة الليبية على العكس من وضوح موقفها تجاه إيران. وحول بقاء السراج طرفًا في المشهد الليبي فإن موقف الدولة المصرية لا يكترث بالأشخاص لأنه شأن داخلي.
أما بالنسبة لموقف الدولة المصرية من القضية الفلسطينية، فهو الثابت منذ عقود وهو وجود دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأهم دور يجب أن يقوم به الفلسطينيون هو التصالح بين كافة الأطراف وهناك دعم كبير للانتخابات التي دعا لها الرئيس محمود عباس.
وحول ملف سد النهضة، فإن مصر موقفها واضح من حق إثيوبيا في التنمية إلا أن ذلك لا يجب أن يكون على حساب الحقوق المصرية في مياه النيل، كما أن مصر اكتسبت تأييد الجانبين الأمريكي والأوروبي ومؤخرًا السوداني.
وحول منطقة البحر الأحمر قال اللواء محمد إبراهيم أنها منطقة استراتيجية نظرًا لمرور النفط من خلالها وقد تنبهت مصر إلى أهمية ذلك منذ عام 2017 عندما اجتمعت مع سبعة دول وفي 6 يناير من هذا العام حدث توافق مع الجانب السعودي لإنشاء مجلس للدول العربية والأفريقية المطلة على البحر الأحمر.
وأشار اللواء محمد إبراهيم إلى خطر الحكم الإخواني على مصر، وأنهم إذا كانوا استمروا في الحكم لأكثر من عام لكانت سيناء قد خرجت عن سيطرة الدولة المصرية.
وحول إقبال العالم على حرب في المرحلة المقبلة، أشار اللواء محمد إبراهيم إلى أن المنطقة غير مقبلة على حرب تقليدية لأنها قد انتهت بالفعل، وإنما مقبلة على مرحلة من التوترات، والإرهاب والاغتيالات.
باحث أول بالمرصد المصري