
ماذا قال “أردوغان” و”كونتي” حول ليبيا في أنقرة اليوم؟
عقد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مؤتمراً صحفيا مع رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” في أنقرة، حول الأزمة الليبية، وأشار “أردوغان” خلال المؤتمر إلى أن الاجتماعات التي تتم في موسكو بين حفتر والسراج مع القيادة الروسية من المتوقع أن تنتهي مع ساعات المساء، وأن اللقاءات تسير بشكل إيجابي، وأنه من المتوقع أن تنتهي الاجتماعات بنتيجة جيدة تمثل أسس قوية لحل الأزمة مستقبلاً وبشكل دائم.
مضيفاً أن تلك الاجتماعات تشكل أرضية لمؤتمر برلين، الذي ستشارك فيه تركيا مشاركة قوية لمحاولة التوصل إلى نتيجة وقرار مشترك حول ليبيا وهو الأمر الذي تمت مناقشته في اجتماع اليوم، مؤكداً أنه هناك دعماً تركياً للمسار السياسي في ليبيا وهو ما تم تناوله في اللقاء مع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” من كافة الجوانب، وأشار إلى أن لقاءاته مع الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو جوتيريش” حول ليبيا تهدف إلى استمرار التهدئة ووقف اطلاق النار، وأن تدخل الأمم المتحدة هو أمر صحيح وصائب، مؤكداً اشتراك بلاده في مؤتمر برلين، وأعرب “أردوغان” عن تمنياته بأن تنتهي التطورات الأخيرة ويسود السلام أرجاء ليبيا.
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء الإيطالي “جوزيبي كونتي” على أهمية وقف إطلاق النار بين طرفي الأزمة في ليبيا، وأن الاتفاق التركي – الروسي هو ما أتاح الفرصة للوصول إلى هذا الاتفاق الذي يأمل أن يكون أرضية لسلام دائم هناك، وأنه أثناء التباحث مع “أردوغان” وصلت معلومات تفيد بقرب توقيع الطرفين على وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن هناك رغبة إيطالية للتوصل إلى حل دائم للأزمة في ليبيا، لأنه في حال عدم التوصل إلى حل سلمي لا يمكن الحديث عن الاستقرار في المنطقة، وأكد على أن مؤتمر برلين سيشكل نقطة تحول مهمة للغاية في حل الأزمة وانهاء الصراع، موضحاً أن المواقف الإيطالية في هذا الشأن واضحة للغاية، وأن الحل السياسي تعنى إيطاليا بأن تكون ليبيا دولة مستقرة وغير مجتزأة وأراضيها موحدة وعقد انتخابات نزيهة، وهو ما سيحتاج لوقت وجهد وتعب من الأطراف المعنية بليبيا كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا والليبيون أنفسهم حتى الوصول إلى نتيجة.
ونوه “كونتي” إلى أن أي خطوة تتخذها أي جهة من أطراف النزاع ستحدد مستقبل بلادهم، فإذا كان الليبيون يرغبون الحياة برفاهية ومستوى معيشي جيد واستقرار فعليهم التوصل لاتفاق سلام، وهو ما سيفتح الباب أمام اعتماد إيطاليا على ليبيا في المستقبل كشريك لها لأن الاستقرار والاستقلالية نقاط مهمة لا يمكن التنازل عنها، وأنه يجب تكثيف المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة للوصول إلى استقرار دائم في المنطقة، وأن إيطاليا لا تكتفي بالتصريحات الدبلوماسية فقط وإنما تخطو خطوات عملية على الأرض، مثال مؤتمر “باليرمو” الذي سعت إيطاليا لتمثيل جميع الأطراف وطرح أرائهم على الطاولة بشكل مباشر.
وأضاف أن المرحلة الحالية هي مرحلة حساسة ومهمة للغاية، لأن هناك العديد من المشاكل التي تواجه البلدين كمشكلة الإرهاب والأوضاع في شرق المتوسط وهو ما تتأثر به تركيا بشكل مباشر، وهو ما يستدعي أن تكون هناك لقاءات دائمة وفتح قنوات الحوار وتبادل معلوماتي بين البلدين حول الأهداف المشتركة. كما أكد الجانبان على عمق العلاقات التركية – الإيطالية ، وأن علاقات البلدين متجذرة وليست وليدة اليوم، وأنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون في المجال العسكري والتكنولوجي وصناعة السيارات والسياحي بشكل خاص، والسعي لزيادة حجم التجارة بين البلدين إلى 30 مليار دولار، وأن حالة الاقتصاد التركي مطمئنة لأصحاب الشركات الإيطاليين العاملين في تركيا، وهو ما سيشكل أرضاً خصبة لتقدم كلا البلدين وشعوبهما.
باحث أول بالمرصد المصري