الصحافة المصرية

ميدان التحرير” … بين عراقة الماضي ولمسات التطوير

جاء توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير ميدان التحرير أن يشمل إضافة لمسة حضارية من خلال نقل عدد من القطع الأثرية وعرضها للمواطنين بعد ترميمها ليكون على نحو يليق بسمعة ومكانة الحضارة المصرية القديمة، ويضاهى ما تذخر به أشهر الميادين في كبرى عواصم العالم من آثار فرعونية.

بدأت قصة تطوير ميدان التحرير عندما تقدم الدكتور وزير الاثار والسياحة خالد العناني بشرح لبرنامج الحكومة وكان من بينها هو نقل المومياوات  الملكية الموجودة في المتحف المصري في التحرير للمتحف القومي للحضارة  في الفسطاط وعندما وصل الأمر الى رئيس الجمهورية أمر السيسي بضرورة نقل المومياوات في موكب ملكي ضخم يشهده العالم كلة بداية من ميدان التحرير الى المتحف القومي للحضارة بمنطقة الفسطاط  مرورا بميدان التحرير وكورنيش النيل وتعاونت  وزارة الاسكان والصوت والضوء في تجهيز هذا الموكب الذى سينقل تلك المومياوات الملكية.

وأعلنت محافظة القاهرة ، أن أعمال التطوير في ميدان التحرير، تتم وفق جدول زمني محدد، وذلك بالتعاون المستمر بين وزارات الإسكان والآثار والثقافة.

وتتضمن أعمال التطوير، تزيين الميدان بمسلة الملك رمسيس الثاني، التى يتم ترميمها بطول 19 مترا، إضافة لأعمال الرصف، والإنارة، وتنسيق الموقع العام، كما تم تقسيم العمل بالميدان إلى 6 مناطق هي “صينية الميدان وعمر مكرم والمتحف والمجمع ووزارة الخارجية القديمة وجراج التحرير”.

بالإضافة إلى أن التطوير، سيشمل إزالة ساري العلم الضخم الذي كان موجودًا في قلب الميدان، مع إزالة الزراعات بالكامل والوصول بالحفر إلى منسوب محطة مترو السادات من أجل إنشاء القاعدة التي توضع عليها المسلة “وزن 600 طن” هذا إلى جانب العمل في تنفيذ 9 “كمرات” بطول 16متر وارتفاع 2.30 وعمل مشايات مكونة من بلاطات خرسانية وعلى جانبيها خرسانة ملونة وزراعة نخيل وعمل أماكن للجلوس، عبارة عن بلوكات خرسانية.

وسيتم كذلك في التطوير، عمل أنظمة إضاءة أرضية وأحواض بها شجيرات زيتون وتركيب أجهزة إضاءة بها لإضفاء شكل جمالي ينسجم مع الطابع الفرعوني وأعمال التطوير بالميدان.

أشجار عادية.. أشجار زيتون.. مسلة فرعونية.. هكذا ستطور الحكومة ميدان التحرير الذي يحتل موقعًا خاصًا في قلوب الشعب المصري، لما له من مكانة تاريخية عريقة، حيث تسعى الحكومة لجعله الميدان الأفضل في القاهرة بحلول 2020.

وسيظهر ميدان التحرير في أبهى صورة لوجود الآثارالفرعونية  مما يجعل الميدان شبيها بمتحف “ميت رهينة” المفتوح، الأمر الذي يساعد على ترويج الآثار المصرية وجذب لمحبي المصريات والآثار والتاريخ، لاستكشاف المزيد عن تلك التماثيل، والسعي خلف أصولها في مدينة الأقصر.

 ومن أجل ذلك جاءت العديد من الإجراءات وفقا لخطة تطوير القاهرة التاريخية والمدائن على نقل للميدان بعض الآثار المصرية الفرعونية المتمثلة  في مجموعة من تماثيل أبو الهول ذات رأس الكبش لتزين الميدان حول المسلة التي تم نقلها في سبتمبر الماضي من منطقة صان الحجر الاثرية بمحافظة الشرقية.

المسلة التي ستزين ميدان التحرير

وفقاً لخطة الدولة لإبراز حضارة مصر الفريدة للعالم، نقل في سبتمبر الماضي أجزاء أحد مسلات الملك رمسيس الثاني من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية إلى القاهرة وسوف تخضع أجزاء المسلة إلى أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممين وزارة الآثار بالقاهرة، تمهيدًا لإقامتها في القاهرة لتزين ميدان التحرير، فيما أوضح الدكتور مصطفي وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن عملية النقل تمت وسط إجراءات أمنية من قبل شرطة السياحة والآثار، بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية.

وكانت المسلة بمنطقة صان الحجر الأثرية مقسمة إلى 8 أجزاء، منها الجزء العلوي على شكل “بن بن” (هريم)، حيث سيبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها لأول مرة إلى حوالي 17 متر ويصل وزنها إلى حوالي 90 طن، و هي منحوته من حجر الجرانيت الوردي وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثاني واقفًا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة للملك.

وفي سبتمبر الماضي، انتهت وزارة الآثار من أعمال المرحلة الأولي من مشروع تطوير منطقة صان الحجر الأثرية حيث قامت بترميم وتجميع وإقامة مسلتين وعامودين وتمثالين بمعبد رمسيس الثاني وترميم ورفع بعض الأجزاء الأثرية الملقاة علي الأرض منذ اكتشافها على مصاطب لحمايتها. كما بدأت أيضا بالتمويل الذاتي أعمال المرحلة الثانية لترميم وتجميع وإقامة عدد آخر من المسلات والتماثيل والأعمدة بمنطقة صان الحجر الأثرية، والتي تعتبر أحد أهم المواقع الأثرية بالدلتا ومحافظة الشرقية.

وزارة الآثار ترد على شائعات “الكباش

أثارت تماثيل الكباش جدلًا حولها وذلك بعدما نُقل أربع منها من مكانها الحقيقي، حيث ظن بعض من أثار الجدال أنها من التماثيل الموجودة على جانبي طريق الكباش المعروف الذي يربط بين معبدي الاقصر والكرنك، أو من التماثيل الموجودة امام واجهة معبد الكرنك، مما يجعلهم يرون أن نقل التماثيل الآثارية يفقدها قيمتها التاريخية ويحولها إلى مجرد قطع فنية.

جاء رد وزارة الآثار على هذه الشائعات حيث صرح الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك أن تماثيل الكباش، التي سيتم وضعها في الميدان، ليس من بينها تلك الموجودة في طريق الكباش الرابط بين معبدي الأقصر والكرنك، ولكن اختيرت من بين تماثيل موجوده خلف واجهة المعبد (الصرح الاول) علي جانبي الفناء،  خلف مباني الطوب اللبن التي تركها المصري القديم أثناء أعمال بناء الصرح الأول. لما جعل العديد من المصريين يرحبون بالفكرة «تزيين» ميدان التحرير الذي يمثل أيقونة عبر التاريخ ، وكذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير القاهرة التاريخية والمدائن.

ويأتي في إطار الخطة الشاملة لترميم ودراسة التماثيل ضمن آثار معابد الكرنك، موافقة اللجنة الدائمة للآثار المصرية على أن وزارة الآثار تقوم بدراسة وتوثيق هذه التماثيل التي تتواجد في ميدان التحرير بشكل كامل، والقيام بكل أعمال الصيانة والترميم اللازمة للحفاظ على هذه التماثيل.

وقد انتهت وزارة السياحة و الآثار من اكثر من 90 ٪؜ من مشروع ترميم و إحياء طريق الكباش و سوف يتم افتتاحه امام الزائرين خلال عام 2020

ويعد معبد الكرنك أكبر وأفخم معابد مصر القديمة، ويعتبر أكبر دار عبادة في العالم، حيث ترجع شهرته إلى كونه مجمع معابد، ويضم الطريق المؤدي لهذا المجمع على “طريق الكباش”، الذي تتراص به على الجانبين تماثيل لحيوان “الكبش” الذي يرمز للقوة لدى الفراعنة. ويقع غربي طيبة إلى الشمال من معبد الأقصر بنحو 3 كيلو مترات. و يضم العديد من الآثار المهمة، بينها، “طريق الإله، الصرح، المسلات، بهو الأعمدة، قدس الأقداس، معبد آمون رع، وقاعات الملوك”.

 وترجع تسميته نسبة للكلمة العربية “الكرنك” التي تعني “القرية المحصنة”، أما المصريون القدماء أطلقوا عليه اسم “إبت سوت” الذي يعني “البقعة المختارة لعروش آمون”. استمر بناء “الكرنك” نحو 1500 عام، منذ عهد الأسرة الـ11، وحتى بداية العصر الروماني في الأقصر، عندما كانت طيبة مركزا للديانة المصرية. كما يُعد دليل كامل يظهر مراحل تطور الفنّ المصري القديم والهندسة المعمارية الفرعونية المميزة.

أما بالنسبة لـ “معبد الأقصر” الذي يعد صرحًا فرعونيًا عملاقًا مطلاً على كورنيش النيل مباشرة بوسط مدينة الأقصر، والذى بناه أمنحوتب الثالث فى الرابع عشر قبل الميلاد، ثم أضاف رمسيس الثانى فى الفناء الأعمدة والبيلون “المدخل” الأول، فأصبح يحتوى على مدخل وبرجين، كل برج فى شكل منحرف وأمامه تمثالان جالسان لرمسيس وبجانبهما أربعة تماثيل واقفة.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى