إيران

متشددو إيران: رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% جاء رداً على هجوم نطنز … أبرز ما جاء في الصحف الإيرانية الأربعاء

عرض – علي عاطف 

نال إعلان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية ورئيس فريق المفاوضين الإيرانيين في فيينا، عباس عراقجي، اعتزام بلاده رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% الاهتمام الأبرز بين الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء.

ويمكننا أن نرى أن الصحف الموالية للمتشددين في طهران أولت اهتماماً أكبر لهذا الإعلان مقارنة بنظيرتها الإصلاحية؛ وهو ما يجيء في إطار خدمة مصالح أصحاب هذا التيار في إيران خلال الفترة المقبلة بشكل عام وفيما يخص الانتخابات الرئاسية المقررة في يونيو المقبل بشكل خاص.

فقد أفردت أغلب الصحف الأصولية مساحة أكبر لهذه القضية في افتتاحياتها وبعثت إجمالاً على صفحاتها برسالة تفيد أن تخطيط طهران لرفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60% جاء رداً على ما تعرضت له منشأة “نطنز” النووية من هجوم يوم الأحد الماضي والذي وصفه مسؤولون إيرانيون بأنه “إرهاب نووي”، على حد تعبيرهم.  

تقول صحيفة “خراسانالأصولية في افتتاحيتها التي جاءت تحت عنوان “كارت الـ 60% على طاولة فيينا”(*) إنه بعد أقل من يومين من حادث الهجوم في موقع التخصيب النووي في مفاعل “نطنز”، ردت إيران بـ”إجراء حاسم” وبدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% “في نفس موقع نطنز” و”تم الإعلان عنه من موقع انعقاد الجولة الجديدة من مفاوضات اللجنة المشتركة للاتفاق النووي”. 

ونقلت الصحيفة عن عراقجي قوله إن ألف جهاز طرد مركزي جديد بقدرة تخصيب أكبر تصل إلى 50% سوف تُضاف إلى الآلات الموجودة بالفعل في نطنز إلى جانب استبدال الآلات التالفة. وأضافت “خراسان” أن حديث عراقجي يُظهر أن إيران “بعد إعادة بناء نطنز سوف تملك 6060 جهاز طرد مركزي بدلاً من 5060 من نوع IR1  والتي كانت تقوم بالتخصيب النووي في هذا الموقع طبقاً للاتفاق النووي”. 

وأشارت “خراسان” إلى أن أجهزة الطرد الجديدة ذات قدرة أكبر على التخصيب النووي بنسبة 50% مقارنة بمثيلاتها السابقة.

واعتبرت صحيفة “وطن امروزالتابعة للتيار المتشدد، في افتتاحيتها التي عنونتها بـ “ضربة الـ 60%(*)، أن الخطوة الجديدة التي اتخذتها طهران بإعلانها زيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60% سوف تدفع الغرب باتجاه اتخاذ خطوات “إضافية” وأنها سوف تعزز من القدرة التفاوضية للفريق الإيراني، حسبما قالت الصحيفة.

وعلى الرغم من أن “وطن امروز” رأت أن الهجوم على نطنز تقف خلفه إسرائيل وأنها كانت ترغب من خلاله في “إيقاف إيران”، حسب تعبيرها، إلا أنها عارضت وجهة النظر بالقائلة بأن الهدف من الهجوم كان تعطيل المفاوضات.  

 وبدت الصحف الإصلاحية في إيران أقل اهتماماً بالإعلان. فعلى سبيل المثال، كتبت صحيفة “اعتمادتحت عنوان “بدء التخصيب بنسبة 60% رداً على هجوم نطنز”(*) تقول إن الهجوم على مفاعل نطنز سوف يجعل عملية التفاوض أصعب من ذي قبل وأنه “على الرغم من أن المضي قدماً في البرنامج النووي الإيراني قد ترك لإيران حرية الاختيار بين خيارات متعددة كميزة، إلا أن الكرة باتت في ملعب الولايات المتحدة” في الوقت الراهن. 

ولا تزال هوية المرشحين للرئاسة في إيران تشغل اهتمام صحفها، فقد ركزت العديد من الصحف الصادرة اليوم على إعلان حسن الخميني، حفيد روح الله الخميني، عدم ترشحه. 

وفي هذا الصدد، علّقت صحيفة “ابتكارالإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “تغير معادلات المنافسة في انتخابات رئاسة الجمهورية”(*) قائلة إنه في الوقت الذي كان الإصلاحيون يأملون فيه بترشح حسن الخميني والإجماع حوله، أعلن الأخير عدم مشاركته في الانتخابات بناءً على نصيحة من المرشد الحالي علي خامنئي. وأضافت “ابتكار” أن خامنئي لم ير من المناسب ترشح حسن “في ظل الظروف الحالية”. 

وإلى جانب هاتين القضيتين اللتان تشغلان الداخل الإيراني، سلّطت بعض الصحف الضوء على تزايد أعداد ضحايا فيروس كورونا في إيران وخاصة داخل العاصمة طهران، وتبعات كل هذا على قطاع السياحة في مختلف أنحاء البلاد.

وفيما يلي، نستعرض المزيد من التفاصيل حول ما جاء في صحف طهران اليوم:

“كيهان”: الهدف من الهجوم على نطنز استمرار الوضع الحالي للمفاوضات وليس معارضتها 

ممثل المرشد في صحيفة "كيهان": احتجزنا الناقلة البريطانية انتقامًا | Page 7  | ایران اینترنشنال

فسّر “حسين شريعتمداري“، رئيس تحرير صحيفة “كيهان(*) المتشددة والمقربة من مكتب المرشد علي خامنئي، الهدف من الهجوم على مفاعل نطنز برغبة البعض في مواصلة الوضع الحالي لسير المفاوضات بين إيران والقوى الغربية وليس “تخريبها أو معارضتها”، حسب وصف شريعتمداري.

ووجه شريعتمداري اللوم إلى فريق وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، التفاوضي قائلة إنه لا يهتم بـ”الإلغاء الكامل للعقوبات”، قائلاً إنه بالنظر إلى عبور الفريق الإيراني التفاوضي للخطوط الحمراء، فإن خسارة جولة المفاوضات في فيينا “ليس بعيداً”. 

“رسالت”: المواطنون ينتظرون إزاحة الستار عن أسماء المرشحين لانتخابات الرئاسة

إيران تتجهز لاختيار رئيسها الثامن في يونيو

ذكرت صحيفة “رسالت” المتشددة في افتتاحيتها تحت عنوان “الناس ينتظرون إزاحة الستار عن الوجوه”(*) أنه برغم ظهور أوجه وشخصيات جديدة كل يوم كمرشحين محتملين لانتخابات الرئاسة الإيرانية المقبلة في شهر يونيو، إلا أن أحداً من هؤلاء لم يعلن رسمياً ترشحه. 

وتشير الصحيفة إلى أن الانتخابات هذه المرة تختلف عن سابقاتها واصفة نتيجتها بأنها ستكون “ذات أهمية”. وأرجعت “رسالت” سبب عدم الكشف عن مرشحين جدد للانتخابات إلى “عدم استعداد” التيارات السياسية في إيران للإعلان عن مرشحيها في الوقت الحالي وهو ما لا يحفز الناس بالتالي على المشاركة فيها.   

“اعتماد”: 100 حالة وفاة خلال يوم واحد في طهران جرّاء كورونا 

أشارت صحيفة “اعتماد” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “100 شخص ضحية لكورونا في طهران”(*) إلى أن السلطات الصحية في محافظة طهران حذّرت مراراً وتكراراً من سوء حالة تفشي فيروس كورونا في العاصمة وأن الأخيرة تتجه إلى “موجات أشد عنفاً” من حيث الإصابات والوفيات. وأعلن رئيس مجلس بلدية طهران محسن هاشمي، حسب الصحيفة، أن عدد حالات الوفاة جراء كورونا في طهران بلغ ليلة الأحد الماضي 100 شخص. 

ويُشار إلى أن العدد الإجمالي لوفيات كورونا في عموم إيران يبلغ حتى الآن أكثر من 65 ألف شخص، إلى جانب تعداد الإصابات الذي يصل إلى حوالي 2.1 مليون حالة.

“همشهري”: عيد النوروز أظهر أن صناعة السياحة في إيران مفلسة ذكرت صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران تحت عنوان “نوروز عام 1400 وصناعة السياحة المفلسة”(*) أن عيد النوروز السابق أظهر أن صناعة السياحة باتت “مفلسة” في إيران. وطبقاً لبيانات الصحيفة، فقد بلغ عدد نزلاء الفنادق خلال عطلة النوروز السابق في إيران مليون و953 ألف سائح، ما يُظهر انخفاضاً بنسبة 96.41% من حيث نسبة الإقامة في الفنادق مقارنة بعطلة عيد النوروز التي سبقت انتشار فيروس كورونا، أي منذ عامين.

+ posts

باحث بالمرصد المصري

علي عاطف

باحث بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى