
“انتخابات الرئاسة الإيرانية المقبلة تنهي كثيرا من الغموض حول مستقبلها” .. أبرز ما جاء في صحف طهران اليوم الأحد
عرض – علي عاطف
تشغل المشهد السياسي والإعلامي داخل إيران في الوقت الراهن قضيتان أساسيتان مرتبطتان ببعضهما البعض، الأولى هي مستقبل التفاوض مع الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الغربية الأخرى فيما يتعلق بالاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه عام 2015 وخرجت منه واشنطن في 2018، والثانية هي انتخابات الرئاسة الداخلية المتوقع إجراؤها يونيو المقبل وهوية المرشحين المحتملين لذلك.
وقد انعكس تأثير هاتين القضيتين بشكل واضح على الصحف الصادرة اليوم الأحد في إيران، حيث ركزت الصحف التابعة للتيار المتشدد على ضرورة رفع العقوبات بشكل كامل عن إيران، بينما سلّطت الصحف الإصلاحية الضوء على التطورات “الدبلوماسية” في طريق إعادة التفاوض مع واشنطن.
وفي هذا الشأن، ذكرت صحيفة “جوان” التابعة للحرس الثوري الإيراني في افتتاحيتها الصادرة تحت عنوان “إيران: لن يكون لدينا شيء باسم خطوة خطوة”(*) أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “سعيد خطيب زاده” رد على تصريحات نائبة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية” جالينا بورتر” ورفض، في تصريحات مع شبكة “برس تي في” الإخبارية الإيرانية، مقترحها الذي اشتمل على عودة إيران إلى كامل تعهداتها في الاتفاق النووي مقابل أن تخفف الولايات المتحدة العقوبات على طهران.
ونفى خطيب زاده أيضا النظر في هذا الطرح (تخفيف العقوبات مقابل الالتزام الكامل) قائلاً إن بلاده أكدت رفضها لهذا المقترح قبل ذلك أكثر من مرة، مشيراً إلى أن سياسة بلاده هي “إلغاء جميع العقوبات”.
وضمن محاولتها إثبات نجاح طريق الدبلوماسية في التعامل مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، نقلت صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “مفاوضات الاتفاق النووي بطيئة لكنها واعدة”(*) عن رئيس منظمة الطاقة النووية الإيرانية “علي أكبر صالحي” قوله إن واشنطن وطهران عَبَرا بالفعل مرحلة “من يبدأ أولاً” و”على ما يبدو فإن طريق الاتفاق النووي المسدود يجري التخلص منه”، حسب قول صالحي.
وأشار صالحي إلى أن الطرفين سوف يبدآن في فيينا الأسبوع المقبل محادثات على المستوى التقني فيما يتعلق بالاتفاق النووي، واصفاً الأخيرة بأنها “القضية المركزية في سياق القضايا الحقوقية والسياسية”.
وعلى الصعيد نفسه، عنونت صحيفة “جمهوري إسلامي” المقربة من التيار الأصولي في إيران افتتاحيتها بالتصريح نفسه الذي نُقل عن صالحي وكتبت “مأزق الاتفاق النووي يجري التخلص منه”(*).
وفي حوار له مع “آفتاب يزد” يقول السفير الإيراني السابق في النرويج والمجر “عبد الرضا فرجي راد” إنه منذ تولي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المسؤولية في البيت الأبيض فقد اتضح أن هناك تحركاتٍ إيجابيةً “بطيئة …. وقد زادت طهران من بيع نفطها” منذ بدأ الحديث حول الجلوس سوياً، حسب السفير الإيراني السابق.
وحول الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو 2021، فقد كان لاحتمال ترشح القائد السابق لمقر “خاتم الأنبياء” التابع للحرس الثوري “سعيد محمد“، الذي عزله الحرس مؤخراً، انعكاس على عددٍ من صحف اليوم كان من بينها صحيفة “ابتكار” الإصلاحية، التي عارضت في افتتاحيتها المعنونة بـ “هل هو سهم الخلاص لترشح سعيد محمد؟”،(*) ترشح سعيد قائلة إن ترشحه يواجه “تحريماً شرعياً”، حسب وصف الصحيفة.
وتجيء هذه المعارضة في إطار المنافسة بين الأصوليين والإصلاحيين بشكل عام والاستعداد للانتخابات المقبلة بشكل خاص.
أما صحيفة “مستقل” فقد روجت ودافعت عن ترشح سعيد محمد في افتتاحيتها تحت عنوان “جواني يكشف النقاب عن أسباب عزل القائد السابق لمقر خاتم الأنبياء”.(*) ذكرت الصحيفة أن البعض يقول إن “سعيد محمد” أصله عراقي وليس إيراني وأنه لم يكن جاداً في عمله أثناء قيادته لمؤسسة “خاتم الأنبياء”. ووصفت الصحيفة هذه الأمور بأنها “شائعات”.
وفي شأن آخر، سلّطت عدة صحف الضوء على مشروع قانون إصلاح قانون الخدمة العسكرية في إيران، إلى جانب احتمالات دخول البلاد في الموجة الرابعة من فيروس كورونا.
وفيما يلي، نستعرض المزيد من التفاصيل حول ما جاء في صحف طهران اليوم:
“ابتكار”: مؤتمر فيينا سيكون أول خطوة في طريق إلغاء العقوبات

استبقت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية المفاوضات المقرر انطلاقها قريباً بين الولايات المتحدة وإيران حول الاتفاق النووي، وكتبت تحت عنوان “تحرك الأسوق جنباً إلى جنب مع الديبلوماسية”(*) تقول إنه بعد اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، فقد بدا أن أول خطوة في طريق عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران قد تم اتخاذها.
وأثنت الصحيفة على اجتماع اللجنة المشتركة، موضحة أن لهذه الخطوات تأثيرا على الاقتصاد الإيراني مثل “انخفاض قيمة الدولار بنسبة ألف تومان”، حسب الصحيفة.
“آرمان ملي”: انتخابات الرئاسة القادمة في إيران ستنهي كثيرا من الغموض حول مستقبلها
وصفت صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “الإصلاحيون لا يعتبرون رئيس الجمهورية ديكوراً”(*) عام 1400 الفارسي في إيران (الذي بدأ في 21 مارس الماضي) بأنه سيكون واحداً من أهم أعوام التاريخ في إيران؛ وذلك لأن انتخابات الرئاسة المقبلة في إيران والمقرر إجراؤها في العام المُشار إليه (أو يونيو 2021) سوف تزيل “الكثير من الغموض السياسي المتعلق بمستقبل إيران“.
وأجرت الصحيفة حواراً مع السياسي الإصلاحي “غلام رضا انصاري” الذي عبّر عن اعتقاده بأن الانتخابات المقبلة سوف لن تشهد المزيد من المشاركة الشعبية بسبب “تزايد إغلاق المجال الانتخابي والإحباط المتزايد الناشئ عن سلوك أصحاب السلطة والحكم والاضطراب السائد في السياسة والاقتصاد والثقافة”.
وفي حواره مع الصحيفة الإصلاحية بالأساس، أوضح انصاري أن أهم تحدٍ أمام الإصلاحيين هو القضاء على بيئة الإحباط القائمة وعدم رغبة الشخصيات المؤثرة المشاركة في الانتخابات.
باحث بالمرصد المصري