
ما بين تصريحات خامنئي وإمكان توسع حركة الاحتجاجات الطلابية في تركيا … أبرز ما جاء في صحف إيران الاثنين
عرض – على عاطف
تصدّرت تصريحاتُ المرشد الإيراني، علي خامنئي، خلال لقاء له مع بعض قادة القوات الجوية والدفاع الجوي الإيراني، افتتاحيات العديد من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين، خاصة الصحف التابعة للتيار الأصولي مثل “كيهان” و”وطن امروز“.
تطرق خامنئي في هذا اللقاء إلى مستقبل التفاوض مع واشنطن حول الاتفاق النووي، مشيراً وبشكل إجمالي إلى إن على الولايات المتحدة أن تلغي العقوبات المفروضة على طهران أولاً كشرط مسبق للدخول في هذه المفاوضات معها.
وعلى الصعيد نفسه، تطرقت عدة صحف إيرانية عقب تصريحات خامنئي إلى تناول طبيعة الدور الأوروبي في الاتفاق النووي والمنتظر أن تؤديه خلال المفاوضات المرتقبة.
وإلى جانب هذه القضايا، استحوذت زيارة رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، إلى روسيا وإلغاء لقاءه مع الرئيس فلاديمير بوتين على اهتمام بعض صحف طهران، والتي كان من بينها صحيفة “مستقل” التي قالت إن إلغاء الاجتماع يُعد إشارة لرفض بوتين ترشح قاليباف في الانتخابات الرئاسية المقبلة بإيران في يونيو 2021.
وتطرقت صحف إيرانية أخرى إلى الإعلان رسمياً عن بدء عملية التطعيم بلقاح كورونا غداً الثلاثاء داخل إيران.
وفي موضع آخر، نالت احتجاجات الطلبة في تركيا نصيباً مما تطرقت إليه صحف إيران الاثنين، حيث وصفتها، على سبيل المثال، صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية بأنها “غير مسبوقة منذ احتجاجات عام 2013 في حديقة غيزي باسطنبول”.
وفيما يلي، نتطرق لأبرز ما جاء في صحف إيران اليوم:
خامنئي: شرط عودة إيران للتفاوض هي رفع العقوبات الأمريكية
نقلت أغلب الصحف الإيرانية في طبعاتها اليوم تصريحات المرشد الأعلى علي خامنئي، التي جاءت خلال لقاء عقده في شمال طهران مع قادة من القوات الجوية والدفاع الجوي، وذلك حول الشروط التي تراها الحكومة الإيرانية ضروية قبل الدخول في المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي.
“ابتكار”: خامنئي أكد بشكل قاطع ضرورة رفع العقوبات عن إيران أولاً
ذكرت صحيفة “ابتكار” الإصلاحية، في افتتاحيتها تحت عنوان “قائد الثورة: إذا ألغوا جميع العقوبات عملياً فسنعود لالتزاماتنا في الاتفاق”،(*) أن المرشد الإيراني أكد على أن سياسة إيران في التعامل مع الاتفاق النووي تقوم على ضرورة إلغاء الأمريكيين “جميع العقوبات عملاً وليس قولاً أو على الورق” كشرط لبدء المفاوضات.
وأشار خامنئي، حسب الصحيفة، إلى أن بلاده لن تقبل شروطاً من قِبل الدول الأوروبية أو الولايات المتحدة فيما يخص العودة إلى الاتفاق النووي، وأن هذه هي “السياسة الحتمية والتي لا رجوع عنها”، مضيفاً أنها تَلقى موافقة جميع المسؤولين في إيران.
“آرمان ملي”: واشنطن ستقدم القليل والعلاقات الدولية لا تقوم على المنطق القانوني
قال الاستاذ في جامعة طهران “يوسف مولايي” في مقال له بصحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية تحت عنوان “التحديات والفرص أما الاتفاق النووي”(*) إن الولايات المتحدة من المتوقع أن تقدم القليل في المستقبل القريب بشأن العلاقات مع إيران ولن تعود للنقطة التي بدأت فيها فرض العقوبات.
وأضاف الاستاذ الإيراني أن على الولايات المتحدة أن تقوم بإلغاء العقوبات المفروضة على إيران، لكن في الوقت نفسه “لا تدور العلاقات الدولية انطلاقاً من المنطق القانوني، ولكن على أساس توازن القوى”.
وحول القضية ذاتها، دعى السفير الإيراني السابق “أحمد دستمالجيان” في مقال بالصحيفة ذاتها تحت عنوان “لن يُقطَعَ الاتصالُ مع العالم”(*) إلى عدم قبول إيران شروط أوروبا أو أمريكا في المفاوضات المرجحة المقبلة حول الاتفاق النووي.
وبرر السفير السابق دعوته لعدم قبول إيران الشروط بأن الدول الأوروبية وواشنطن ألغوا بعض العقوبات على إيران في فترة زمنية قصيرة ولكنهم أعادوها في وقت لاحق.

وقال دستمالجيان إنه لو أراد الأوروبيون وواشنطن عودة إيران لالتزاماتها في الاتفاق النووي “فيجب أن تلغي الولايات المتحدة العقوبات عملياً”.
لماذ لم يلتقِ الرئيس الروسي بوتين مع رئيس البرلمان الإيراني حتى الآن؟
أثار عدم انعقاد لقاء كان مقرراً بين رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، موجة من التكهنات في الصحف الإيرانية حول أسباب إلغاء الاجتماع.
وقد اختلفت صحف إيران في تفسير أسباب ذلك، من رفض قاليباف للتقيد بالإجراءات الصحية للقاء الحوار إلى رفض بوتين نفسه لقاء قاليباف لأسباب أخرى.
وقد عزز من إثارة التساؤلات بشأن عدم عقد اللقاء ما قيل حول أن قاليباف كان يحمل رسالة من المرشد الإيراني خامنئي إلى الرئيس الروسي بوتين.
“مستقل”: عدم عقد اللقاء ربما يشير لرفض بوتين أن يكون قاليباف رئيساً لإيران في انتخابات يونيو 2021
تساءلت صحيفة “مستقل” الإصلاحية حول أسباب عدم عقد لقاء ما بين الرئيس الروسي وقاليباف، قائلة إن سفر قاليباف إلى روسيا كان مقرراً له بالأساس منذ مدة “ولكن تم تأخيره لأسباب غير معروفة“.
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم هيئة رئاسة مجلس النواب الإيراني، محمد حسين فرهنجي، قوله إن سفر قاليباف كان بدعوة من رئيس مجلس الدوما الروسي ويجيء “في إطار الدبلوماسية البرلمانية”.
وقال النائب الإيراني عن طهران “مجتبى توانجر” في تغريدة له على تويتر في هذا الصدد إن “الرسالة التي يحملها رئيس البرلمان، ستُعرض في اجتماع على ممثل بوتين”.
ووصف توانجر، حسبما نقلت “مستقل” تحت عنوان “يد رفض بوتين لصدر قاليباف”(*)، زيارة قاليباف بالتاريخية وأن رسالته مهمة، مضيفاً حول أسباب الزيارة “بدأ فصلٌ جديد في السياسة الخارجية لحل المشكلات الاقتصادية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام الإيرانية أكدت قبل أيام من انتشار أخبار عدم عقد لقاء بوتين وقاليباف أن الأخير سيحمل خلال زيارته لروسيا “رسالة مهمة من جانب إيران إلى رئيس روسيا”.
ولفتت الصحيفة إلى أن هناك أنباءً حول قبول بوتين شخصياً لقاء قاليباف لكن”مستشاريي فلاديمير بوتين قالوا له بعد النظر في أوضاع إيران أن قاليباف على وشك الترشح في انتخابات رئاسة الجمهورية الإيرانية وليس من المناسب أن يعقد معه لقاءً”.
“كيهان”: الهجوم على سفر قاليباف لروسيا محاولة لتشتيت الانتباه بعيداً عن تعزيز العلاقات الإستراتيجية الإيرانية مع روسيا
على النقيض من صحيفة “مستقل” الإصلاحية، هاجمت صحيفة “كيهان” الأصولية التابعة لمكتب المرشد الإيراني خامنئي منتقدي قاليباف وما أثير حول أسباب عدم عقده لقاءً مع الرئيس بوتين.
أشارت الصحيفة تحت عنوان “قلق الغرب من العلاقات الإستراتيجية مع روسيا والصين وراء الجدل ضد سفر رئيس البرلمان لموسكو“(*)إلى أن قاليباف لم يقبل الإجراءات الصحية الضرروية للقاء بوتين في ظل انتشار فيروس كورونا حيث كان من اللازم أن يجري قاليباف اختبار كورونا في طهران وعند وصوله روسيا إلا أنه لم يقبل الإجراءات الصحية وهو ما نتج عنه إلغاء اللقاء.
ووصفت الصحيفة الهجوم على قاليباف بأنه “تدمير وإثارة للجدل” ويهدف لتشتيت الانتباه بعيداً عن قضية تعزيز العلاقات الإستراتيجية الإيرانية مع روسيا وأن هذا الهجوم “محكوم عليه بالهزيمة”.
إيران تبدأ حملة التطعيم ضد كورونا غداً الثلاثاء
نقلت صحيفة “ايران” الرسمية تحت عنوان “بدء التطعيم غداً“(*) عن وزير الصحة الإيراني، سعيد نمكي، قوله إن إيران سوف تبدأ غداً الثلاثاء تطعيم المواطنين ضد فيروس كورونا باستخدام “لقاح موثوق” وستكون الأولوية للطواقم الطبية.
وأضاف نمكي أن المجموعات التالية في التطعيم ستشمل بقية الكادر الطبي، والأفراد الأكثر عرضة للإصابة في دور رعاية المسنين، وكبار السن فوق عمر 65 عاماً.
قمع أردوغان لاحتجاجات الطلبة زاد من نطاقها
تطرقت صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية تحت عنوان “ما وراء كواليس احتجاجات الطلبة في تركيا”(*) إلى أسباب توسع نطاق الاحتجاجات الطلابية في تركيا خلال الأيام الأخيرة.
قالت الصحيفة إن وسائل التواصل الاجتماعية في تركيا خلال الفترة الأخيرة تهتم كثيراً باحتجاجات طلبة جامعة “بوغازيجي” باسطنبول وذلك بعد قرار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتعيين “مليح بولو” الموالي له رئيساً لهذه الجامعة التي تُعد من أهم الجامعات في تركيا.
ووصفت الصحيفة قرار أردوغان بـ”المثير للجدل” وأنه تعيين “سياسي” بسبب دعم بولو له في الانتخابات.
وأوضحت “ستاره صبح” أن قمع أنقرة لهذه الاحتجاجات في محيط الجامعة وقمعها لاحتجاجات متضامنة معها في اسطنبول وأنقرة تسبب في غضب الطلاب عموماً والشخصيات المعارضة لحكومة أردوغان ولذا فإن هذه الاحتجاجات تشهد توسعاً في نطاقها.
وتساءلت الصحيفة “هل يمكن أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى حركة واسعة مثل الاحتجاجات المناهضة للحكومة عام 2013؟”
باحث بالمرصد المصري