
غموض وروايات عدة حول سبب إصدار صافرات إنذار في طهران.. أبرز ما جاء في الصحافة الإيرانية اليوم الأحد
عرض – علي عاطف
تساءلت العديدُ من الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد عن سبب سماع دوي صافرات إنذار في الساعات الأولى ليوم السبت الماضي غربي العاصمة طهران. ووجهت صحف طهران الانتقادات لعدم إيضاح المسؤولين الحكوميين لطبيعة الحادث بعدما تداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات له.
وإلى جانب ذلك، تطرقت أغلب الصحف الإيرانية اليوم إلى حلول الذكرى الـ 42 للثورة الإيرانية التي وقعت عام 1979.
ولا تزال قضيتا استيراد لقاح مضاد لفيروس كورونا من الخارج، وطبيعة مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية والملفات المطروحة للتفاوض على الطاولة بين الطرفين في ظل إدارة جو بايدن من أبرز اهتمامات الصحف الإيرانية.
وفيما يلي، نتطرق لأبرز ما جاء في الصحف الإيرانية اليوم:
لماذا دوت صافرات الإنذار غربي العاصمة طهران؟
تساءل المواطنون الإيرانيون على وسائل التواصل الاجتماعية عن سبب إصدار أصوات صافرات الإنذار غربي العاصمة طهران في الساعات الأولى ليوم 30 يناير الجاري، حيث لم يُمسع بهذه الصافرات منذ الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).
وتعددت الروايات المتعلقة بأسباب إصدار هذا الإنذار الذي استمر لدقائق، حسبما أوردت الصحف الإيرانية اليوم. فقد قال المساعد الأمني لعمدة العاصمة، حميد رضا جودرزي، أمس السبت إن صوت الإنذار في بعض المناطق الواقعة غرب طهران نتج عن “عطل في أحد أنظمة الصوت”، فيما تحدثت تقاريرُ أخرى غير إيرانية عن أن الصوت كان مصدره تحليق طائرات “اف-35” إسرائيلية في سماء إيران إلا أن طهران نفت هذه الرواية على لسان مصدر مسؤول في القوات المسلحة.
وقالت وسائل إعلام أخرى إن السبب كان هجوماً سيبرانياً، ولكن طهران نفت آيضاً.
“آفتاب يزد”: من غير المعلوم سبب إصدار صافرات الإنذار غرب طهران، وربما يكون انحراف طائرة تركية قادمة من اسطنبول
قالت صحفة “آفتاب يزد” الإصلاحية في افتتاحيتها اليوم تحت عنوان “رد المسؤولين الغامض وقلق المواطنين”(*) إنه على الرغم من مرور كل هذا الوقت من وقوع حادث إصدار صافرات الإنذار غربي طهران، فإن الحكومة لم تُقدّم حتى الآن إجابة دقيقة حول سببه.
وأوضحت الصحيفة أن الغموض المرتبط بأسباب إصدار الصوت لاقى رواجاً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعية في إيران، خاصة أنه وقع في عدة مناطق بطهران هي: شهرآرا، ستارخان، ومرزداران، أي في محيط المقاطعة رقم 2 بالعاصمة.


(خريطة لإيران في الصورة الأولى بينما تُظهر الصورة الثانية المقاطعة التي وقع فيها صوت الإنذار)
وأشارت “آفتاب يزد” إلى أن الشائعات تعددت حول سبب هذا الصوت، إلا أن المساعد الأمني لعمدة العاصمة، حميد رضا جودرزي، قال إن “النظام الصوتي لإحدى منظمات بلدة آزمايش قد تعطل وهو ما تسبب في سماع صوت الإنذار في غرب طهران”.
وأرجع مدير إدارة الأزمات في طهران، حسب الصحيفة، سبب الواقعة إلى “تسرب المياه لإحدى المجمعات بعد السقوط الغزير للأمطار، وهو ما تبعه تفعيل صوت الإنذار هناك”، داعياً المواطنين إلى عدم القلق.
ولفتت الصحيفة إلى أن الحادث ربما يكون ناجماً عن تغيير طائرة الخطوط الجوية التركية (A321-271NX ) مسارها آثناء تحليقها للوصول إلى طهران قادمة من اسطنبول وبعد دخولها المجال الجوي لمطار الخميني في طهران، حيث خرجت من سماء إيران إلى العاصمة الأذربيجانية باكو بسبب الظروف الجوية غير الملائمة.
ولفتت “آفتاب يزد” إلى أن هناك تقارير تشير إلى وجود مشكلات فنية في الطائرة حين مرورها بمنطقة غرب طهران وإلى احتمال سقوطها آيضاً، وهو ما نفاه مطار الخميني.
“ستاره صبح”: الجيش الإيراني أكد عدم وجود صلة بين الحادث ووجود تهديدات عسكرية
نقلت صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية، تحت عنوان “ما هي قصة صافرة الخطر الليلية في غرب إيران؟”،(*) عن مسؤول في الجيش الإيراني لم تتطرق إلى اسمه، قوله إن “شائعة دخول مقاتلات جوية إسرائيلية إلى سماء البلاد كذب، فالحادثة الأخيرة ليست لها أية علاقة بتهديدات جوية”.
وأشارت الصحيفة إلى أن نصف القطر التشغيلي للمقاتلة الأمريكية “اف-35” لا يكفي للوصول إلى وسط إيران وينبغي لهذه المقاتلة أن تتزود بالوقود في الجو أو على الأرض في إحدى الدول المجاورة وهو ما لا يعطى لها إمكان الاختفاء، حسبما تقول الصحيفة.
42 عاماً على تأسيس النظام الإيراني، وصحف طهران ترصد مسيرة العلاقات مع الولايات المتحدة وفشل الحكومات الإيرانية المتعاقبة
بحلول فبراير المقبل يكون قد مر 42 عاماً على تأسيس النظام الإيراني الحالي بعد ثورة عام 1979. وبالتزامن مع ذلك، تسلّط الصحف الإيرانية الضوء على العديد من جوانب الثورة، منذ الأيام الأخيرة للشاه السابق محمد رضا بهلوي وحتى اليوم.
وفي صحف اليوم، تطرقت العديد منها إلى هذا التاريخ المُشار إليه وخاصة مسيرة التوترات مع الولايات المتحدة، مثل صحيفة “كيهان” الأصولية، إضافة إلى تطورات الأوضاع الداخلية.
وأشارت عدد من الصحف الإيرانية، وعلى رأسها “ستاره صبح”، إلى فشل الحكومات الإيرانية المتعاقبة منذ 1979 في تحقيق النمو الاقتصادي أو تطلعات الإيرانيين بشكل عام.
“ستاره صبح”: وجود مؤسسات موازية في إيران بعد 1979 من أهم أسباب فشل حكوماتها المتتالية
نقلت صحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية في افتتاحيتها تحت عنوان “رواية علي مطهري حول فشل حكومات ما بعد الثورة”(*) عن النائب في البرلمان الإيراني “علي مطهري” قوله إن عدم تمتع الرئيس الإيراني بالقدر الكافي من السلطات الضرورية لتنفيذ مهامه، ووجود مؤسسات موازية في إيران يُعد من أبرز أسباب فشل حكومات ما بعد ثورة 1979.

(علي مطهري)
وأضاف السياسي الإيراني البارز وزعيم حزب “صوت الأمة” أن سماح الرئيس الإيراني للمؤسسات الموازية بالتدخل في عمل المؤسسات الأصلية تسبب بالأساس في انتقاص سلطته السياسية.
وأشار مطهري إلى أن الفساد المالي يُعد من بين أبرز عوامل هذا الفشل. ودعا مطهري إلى إتاحة قدر أكبر للمواطنين للمشاركة في الانتخابات.
صحيفة إيرانية: الاختلافات بين أمريكا وإيران أعمق من مشكلة الملف النووي والمجتمع الإيراني لا يفهم أمريكا جيداً
تطرقت صحيفة “فرهيختكان” الإصلاحية إلى قضية مستقبل التفاوض بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران فيما يخص الملف النووي.
أشارت الصحيفة تحت عنوان “عوائق هيكلية ومتعلقة بالهوية تواجه إحياء الاتفاق النووي”(*) إلى أن الاختلافات بين الولايات المتحدة وإيران جذرية ترتبط بالهوية والمكانة الدولية بمعنى أن الولايات المتحدة تُعد قوة عظمى وأن إيران لا تتمتع بهذه الميزة.
تضيف الصحيفة أنه حتى في مسألة التفاوض بين الطرفين، فإن إيران هدفها النتيجة ولكن واشنطن هدفها “التواجد في عملية المفاوضات”، حسب قول الصحيفة. وتوضح فرهيختكان أن “أفضل طريقة لإيجاد توافق” بين واشنطن وطهران هو “الاستفادة من خلافات الطرفين”. فالجانبان بإمكانهما، كما تقول الصحيفة، تنحية الخلافات المشتركة، والتي من بينها الهوية، والسعي للتوصل إلى حل دائم وليس مؤقت للمشكلات البارزة بينهما. ولفتت الصحيفة إلى أن التوصل إلى الاتفاق النووي كان نموذجاً على تنحية الخلافات المُشار إليه.
باحث بالمرصد المصري