عرض – علي عاطف
ذكرت صحيفة “واشنطن اكزايمنير” الأمريكية أن مخاوف من تهديدات إيرانية تجاه وزير الخارجية الأمريكي الحالي، مايك بومبيو، بعد رحيله ضمن إدارة الرئيس الحالي، دونالد ترامب، تعني أن جهاز “خدمة الأمن الدبلوماسي” الخاص بحماية الموظفين الدبلوماسيين للولايات المتحدة سيمدد من إجراءات حمايته لبومبيو “إلى أجل غير مسمى” بعد رحيله في 20 يناير المقبل عن البيت الأبيض.
وأضافت الصحيفة أن الكونجرس الأمريكي خصص حوالي 15 مليون دولار، ضمن إطار مشروع قانون الإنفاق الشامل الذي تمر تمريره يوم الاثنين الماضي، من أجل هذه الحماية.
وأوضحت أن التشريع ينص على أن الحماية مخولة لكبار المسؤولين السابقين بوزارة الخارجية الأمريكية الذين “يقرر وزير الخارجية بالتشاور مع مدير المخابرات الوطنية أنهم يواجهون تهديداً خطيراً موثوقاً منه من جانب قوة أجنبية”.
وتمتد هذه الحماية المُشار إليها لفترة أولية لا تزيد عن 180 يومٍ وربما تزيد لفترات متتالية إضافية لا تزيد عن 60 يوم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التوقع الذي يمكن استنتاجه من كل هذا هو أن الإجراءات الوقائية الخاصة ببومبيو سوف تظل كما هي “لسنوات، وليس أشهر” بعد تقارير حول رغبة إيران في الانتقام لمقتل قائد فيلق القدس السابق، قاسم سليماني، في 3 يناير 2020.
ولفتت إلى أن الأمن الخاص بوزير الخارجية بومبيو تم تعزيزه بشمل متكرر وواضح بالتوازي مع تنامي هذه التهديدات خلال الفترة الماضية وذلك من حيث الحجم والقدرات، إلى جانب زيادة جهاز “خدمة الأمن الدبلوماسي” لإجراءاته الأمنية الخاصة ببومبيو خلال زياراته الخارجية العام الجاري.
وأوردت في هذا الصدد تصريحاتٍ سابقة للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أدلى بها بعد مقتل سليماني وهجوم صاروخي إيراني استهدف قاعدة “عين الأسد” وقاعدة جوية في أربيل بالعراق، قال فيها إن الرد الصاروخي ليس كافياً وحده.
وحذّرت الصحيفة من أن “سجل سياسة بومبيو المتشددة تجاه إيران تجعله يبرز كهدف”، مضيفة أن بومبيو حين كان يشغل منصب مدير جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” (يناير 2017- أبريل 2018) قد سمح بتصعيد العمليات بشكل واسع ضد إيران ووكلائها.
وكان بومبيو قد كتب لسليماني قبل 3 يناير 2020، حسب واشنطن اكزامنر، رسالة يحذره فيها من استهدافه إذا ما تعرض لحياة المواطنين الأمريكيين.
وتقول ” “واشنطن اكزايمنير” إن كلاً من المتشددين والعناصر الأكثر اعتدالاً في إيران يرون أن بومبيو كان العقل المدبر وراء إستراتيجية الضغط القصوى التي اتبعها ترامب ضد إيران والتي “طمست” الاقتصاد الإيراني بالتزامن مع فرض العقوبات.
وقد قاد كل هذا الاقتصاد الإيراني إلى أن يواجه “أزمة وجودية محتملة”.
وقد فاقم من اهتمام إيران بالعدوان مخاوفُ خامنئي من الظهور بمظهر الضعيف في الوقت الذي تغادر فيه إدارة ترامب البيت الأبيض وبعد الاستهداف الأخير للعالم النووي “محسن فخرى زاده”.
وأبدت الصحيفة الأمريكية مخاوفها من أن تستهدف طهران بومبيو بعد تولي إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن في يناير المقبل. وضربت المجلة مثالاً على عدم رد إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، على إيران بعد تورط الأخيرة عام 2011 في محاولة تفجير بالعاصمة واشنطن.
وحسب الصحيفة ،فقد تغامر طهران وتقوم بالعملية ظناً منها أن “إدارة بايدن سوف تتسامح مع مخالفاتها الأكبر إذا عادت طهران إلى الاتفاق النووي لعام 2015″.
باحث بالمرصد المصري
