أقدمت السلطات الإيرانية اليوم السبت على إعدام المصارع الإيراني الشهير “نويد أفكاري” بتهمة قتل حارس أمن في دائرة المياه في مدينة شيراز خلال تظاهرات جرت في المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد عام 2018.
وحدثت الواقعة خلال أحداث تعد من أسوأ الاضطرابات التي شهدتها البلاد على مدى 10 سنوات بعد ارتفاع أسعار الوقود. وألقى حكام إيران باللائمة في احتجاجات الشوارع على “بلطجية” مرتبطين بمنفيين والولايات المتحدة وإسرائيل، رافضين الاعتراف بالمسؤولية.
ونقلت وسائل الإعلام عن رئيس الهيئة القضائية في إقليم فارس قوله، إن نويد أفكاري (27 عاما) أُعدم صباح السبت “تنفيذا للإجراءات القانونية، بناء على إصرار أهل الدية”.
وجرى اعتقال “أفكاري” عام 2018 بالتزامن آنذاك مع احتجاجات جرت في شيراز في أغسطس من العام نفسه. واتهمته السلطات الإيرانية بقتل عنصر أمني وحكمت عليه بالإعدام مرتين إلى جانب الحكم بسجنه 6 سنوات ونصف و74 جلدة، إلان أن نويد نفى مراراً من خلال الرسائل المكتوبة والمسجّلة من داخل السجن ضلوعه في قتل عنصر الأمن خلال الاشتباكات مع المتظاهرين.
وأدعى موقع “ميزان أونلاين” الحكومي الناطق باسم السلطة القضائية أن أفكاري أدين “بالقتل العمد” بعد طعنه مسؤولاً في الهيئة العامة للمياه في شيراز بسكين في 2 أغسطس 2018 وقتله. وكانت شيراز في ذلك اليوم المذكور مسرحاً للتظاهرات في إيران، لمناهضة سياسات الحكومة الإيرانية.
وجاءت هذه الخطوة بحق المصارع الإيراني بعد مناشدات دوليّة لطهران بعدم تنفيذ الحكم؛ حيث قالت إن الاعترافات أخذت منه قسراً وتحت التعذيب. ودعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مؤخراً طهران إلى عدم الإقدام على هذه الخطوة، مؤكداً أن “كل ما فعله هو أنه شارك في مظاهرة مناهضة للحكومة فحسب”.
وقالت السلطات القضائية الإيرانية إن إعدام أفكاري، ذي الـ 27 عاماً، جاء بعد “إصرار أسرة القتيل” على إجراء القصاص.
وأكد محامي عائلة “أفكاري”، حسن يونسي، تنفيذ هذا الحكم اليوم، قائلاً إنه جرى في وقت كان من المقرر فيه أن يذهب “جمعٌ من المحسنين” من مواطني مدينة شيراز، بمحافظة فارس، إلى أسرة القتيل “لاسترضائهم”.
وأضاف أن الوثيقة الوحيدة التي اعتمدت عليها المحكمة في توجيه تهمة القتل إلى أفكاري كانت اعترافاته الشخصية، التي قال كثيرون إنها أخذت بالإجبار.
باحث بالمرصد المصري
