
الصحف الإيرانية وتطورات المشهد الداخلي
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء عدداً من القضايا والملفات محليا وإقليميا ودوليا.
وفيما يلي أبرز هذه القضايا:
خامنئي: لا ينبغي السماح للغرب بالسيطرة على التعليم في إيران
كان من أبرز القضايا التي تطرقت إليها الصحافة الإيرانية هي التعليم في إيران، والتي كانت جزءاً مما تناوله خامنئي في خطابه. ففي عددها الصادر اليوم عنونت صحيفة “اطلاعات” شبه الإصلاحية، والتي تُعد أقدم الصحف الإيرانية الناطقة باللغة الفارسية، افتتاحيتها بـ “المعلمون ضباط في جيش تطور الدولة”(*).
وأكدت على ما صرّح به خامنئي خلال لقائه الافتراضي أمس مع المسؤولين من التفاوت المحلي في إيران بشأن استفادة الطلاب من العملية التعليمية ما بين العاصمة والمناطق النائية. وأشارت الصحيفة إلى سوء الحالة التعليمية في إيران، خاصة عند الحديث عن التعليم في مراحله الأولية.
وتذهب صحيفة “كيهان” المتشددة في افتتاحيتها التي عنونتها بـ “تحسين جودة المدارس الحكومية طريق تحقيق العدالة التعليمية”(*) إلى جزءٍ آخرَ من خطاب خامنئي بشأن وضع العملية التعليمية في بلاده، وذلك حينما قال إنه لا يجب السماحُ للدول الغربية بالتأثير على العملية التعليمية في إيران وضرورة عدم الفصل بين التعليم في إيران والغرب، معتبراً أن المجتمع الغربي “هُزم” ولا يجب وجود تشابه ما بينه وبين المجتمع الإيراني.
ارتفاع “كبير” في أسعار العقارات بإيران
أفردت الصحف الإيرانية اليوم مساحات كبيرة لقضية ارتفاع أسعار العقارات وأسباب هذا التحول خلال العام الجاري 2020. وجاء في صحيفة “ابتكار” الإصلاحية في مقال كتبته “كيميا نجفي” عنوانه “الغلاء في غياب الأعداد”(*) أن أحد أهم الطرق التي يمكن من خلالها حل قضية الارتفاع في أسعار الوحدات السكنية هو حذف أسعار هذه الشقق والعقارات في الإعلانات الخاصة بها، حيث يعتقد محللون أن الأسعار غير الحقيقية التي يتم الإعلان عنها على شبكة الأنترنت بخصوص الشقق تؤثر سلباً على أسعارها على أرض الواقع عند إتمام عملية البيع “ويمكن من خلال حذف هذا العامل استعادة الهدوء لهذا المجال”.
أما صحيفة “كيهان“، ففي تطرقت في مقالٍ بعنوان “الإعلان عن أسباب الارتفاع الفلكي لأسعار السكن”(*) فقد تطرقت بشكل أكثر تفصيلاً لأسباب هذا الغلاء في أسعار الشقق بإيران، حيث قالت إن العام الحالي في إيران وعلى النقيض من الأعوام الماضية، شهد ازدياداً للطب على المسكن في إيران وكذلك ارتفاعاً في تعداد العلميات الخاصة بذلك. وأضافت الصيحفة أن “الركود التضخمي” الذي شهدته إيران خلال الأعوام الماضية قد قلّ وارتفعت عدد المعاملات في هذا الصدد بنسبة 170% خلال عام 2020، وهو ما أحد أسباب ارتفاع الأسعار. وأوضحت كبهان أن عدم عرض الحكومة الإيرانية خلال السنوات الأخيرة لشقق وعقارات كافية أدى إلى غلاء أسعارها في الوقت الحالي لترتفع بحوالي 360% في عام واحد.
العقوبات الخارجية واضطرابات الأوضاع داخل إيران
قالت صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية في مقال لها اليوم بعنوان “قلق موسكو من التوتر بين طهران وواشنطن”(*) إن النظام الإيراني لا ينبغي أن ينظر للعلاقات مع الدب الروسي على أن ما يربطهما هو تحالفٌ قوي، بل إن موسكو تعتمد سياسة برجماتية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قائد ذكي.
وتضيف الصحيفة أن موسكو لن تدخل مستقبلاً في نزاع حقيقي مع الولايات المتحدة من أجل طهران. وتوضح آفتاب يزد أنه على الرغم من دخول روسيا في نزاعات مع الغرب في سوريا وشبه جزيرة القرم، إلا أن ذلك جاء في إطار رغبتها في تخفيف حدة التوتر عن طريق التفاوض. وتقول الصحيفة إن موسكو “لن تعطي شيكاً على بياض” من أجل الدفاع عن إيران، مشيرة إلى أنها بخصوص مسألة العقوبات الخارجية الأمريكية على إيران، فإنها سعت، ولا تزال، إلى جلب الطرفين (واشنطن وطهران) إلى الجلوس على طاولة المفاوضات وليس الدخول في صدام.
ومن جانب آخر، ترى “كيهان” في هذا الصدد في مقال نشرته بعنوان “تشديد العقوبات من أجل خلق اضطرابات في شوارع إيران“(*)أن تغليط العقوبات الأمريكية في الآونة الأخيرة ضد إيران يهدف إلى إيجاد توترات وتظاهرات داخل إيران. وترى الصحيفة أن هذه السياسة نصح بها المسؤول الإسرائيلي السابق “يعقوب ناجيل” الإدارة الأمريكية الحالية. وتضيف الصحيفة أن هذه الخطط ترمي “لقطع الأوكسجين المالي لطهران” مما يتبعه تظاهرات في الشارع.
باحث بالمرصد المصري