كورونا

ما وراء استغناء شركة أوبر عن 40% من موظفيها في مصر في ظل أزمة كورونا

استغنت شركة “أوبر تكنولوجيز” الأمريكية متعددة الجنسيات عن مئات من موظفيها في مصر بنسبة بلغت 40% من إجمالي الموظفين المصريين في الشركة والذي يتراوح بين 650 و700 فرد، وذلك نقلا عن وكالة (رويترز) للأنباء، إثر تفشي فيروس كورونا المستجد عالميًا، وهي الشركة الأكثر شهرة في العمل بمجال تقديم خدمة نقل الرُكاب عبر منصة إلكترونية، خاصة بعد استحواذها وشرائها لمنافستها السابقة في 26 مارس 2019 وهي شركة “كار-يم اينك” التي تعمل بذات المجال في الشرق الأوسط مُقابل 3.1 مليار دولار.

ويذكر أن شركة “أوبر تكنولوجيز” أعلنت مؤخرا عن إلغاء 3700 وظيفة بدوام كامل في مختلف أنحاء العالم، كما أعلنت عن تسريح 14% من إجمالي موظفيها في المكاتب العالمية للشركة في 46 دولة، حيث تبلغ قوتها العاملة العالمية نحو 26900 موظف، في حين رفض المتحدث الرسمي باسم الشركة مناقشة تفاصيل تسريح العمال في مصر، والتي تُعَد السوق الأكبر في الشرق الأوسط لخدمات حجز سيارات الشركة، وهي من بين أكبر عشر أسواق لخدمات الشركة على مستوى العالم. لذلك يحاول هذا المقال التعرف على ما وراء هذا القرار، وماهي أسبابه، وهل مكاتب الشركة في مصر وحدها التي تأثرت بهذه الأزمة؟، وما هو وضع الشركة في ظل الأزمة الحالية وتداعيات تفشي الفيروس عالميا على خدمات الشركة وقيمة حجوزاتها.

وضع الشركة المالي وتحول السوق في مصر خلال عام 2019

حققت شركة “أوبر تكنولوجيز” إيرادات صافية بلغت نحو 14 مليار دولار في عام 2019، حيث تمتلك الشركة أكثر من 100 مليون مستخدم شهري في جميع أنحاء العالم وفقا لموقع Statista، فتعمل الشركة في 65 دولة؛ ومنذ أواخر عام 2016 تضاعف إجمالي قيمة حجوزات أوبر في مختلف أنحاء العالم إلى أكثر من ثلاثة أمثالها، فبلغت قيمة الحجوزات ما يزيد على 18.1 مليار دولار في الربع الرابع من عام 2019.

وترتب على استحواذ شركة “أوبر تكنولوجيز” على شركة “كار-يم اينك”، تحول السوق المصري إلى احتكار تام، مما نتج عنه غياب المُنافسة، وبالتالي انخفاض مُعدلات الاستثمار الذاتية في السوق لغياب دوافع ذلك حيث تتحكم الشركة في ثمن وإتاحة الخدمة لطرفيها بالتالي ستحجم عن ضخ المزيد من الاستثمارات، كما أنها  أغلقت السوق تمامًا في وجه المُنافسين الجُدد وذلك لأسباب رئيسية ثلاث: أولًا أن السوق تعتمد على الربحية في المدى الطويل بالتالي فإن المُنافسين الجُدد عليهم التواجد في السوق لفترة كبيرة قبل البدء في جني الأرباح وهو ما صعب حدوثه في ظل الوضع الجديد بسبب ما تملكه أوبر من إمكانيات غير محدودة لمنع السائقين من التعامل مع المُنافسين الجُدد من ناحية، وكذلك ما يُمكن أن تُقدمه من عروض للرُكاب تُصعب تعاملهم معهم. وهو ما صعب الموقف على المُنافسين الجُدد في الحصول على تمويل سواء من البنوك بسبب المُخاطرة العالية أو من المُستثمرين بسبب انعدام أفاق النمو.

وجدير بالذكر أن جهاز حماية المنافسة في مصر، وافق على إتمام عملية الاستحواذ ولكنه اشترط على أوبر عددًا من الضوابط لحفظ السوق مما قد تتعرض له من مخاطر على أن تسري تلك الضوابط لمدة عامين، وتجدد تلقائيا لمدة إجمالية 5 سنوات، بالإضافة إلى قيامه بمُراجعتها كُل عامين، وهي التزامات وضوابط متعلقة بحماية الركاب، والسائقين، وحتى حماية حق دخول السوق وتشجيع الاستثمار فيه، وبالتالي ربما يأخذ الجهاز بعض الإجراءات أثر هذا القرار من الشركة في تسريح 40% من إجمالي موظفيها في مصر.

تداعيات أزمة تفشي فيروس كورونا عالميا على شركة “أوبر تكنولوجيز”

تأثرت الشركة كغيرها من الشركات الكبرى إثر التداعيات الاقتصادية للأزمة الحالية، خاصة لتراجع أعمال أوبر المتعلقة بنقل الركاب على نطاق واسع نتيجة لتفشي الفيروس عالميا، وأوامر البقاء في المنزل في جميع أنحاء العالم، فكما أعلنت الشركة مؤخرا عن  إلغاء 3700 وظيفة بدوام كامل في مختلف أنحاء العالم، وتسريح 14% من إجمالي موظفيها في المكاتب العالمية للشركة في 46 دولة، نجد أيضا قرار شركة “Lyft”، المنافسة الرئيسية لشركة أوبر عالميًا، بتسريح ما يقرب من 1000 موظف، أو نحو 17% من قوتها العاملة، فيما خفضت شركة “كار-يم اينك”  التابعة لأوبر تكنولوجيز -كما أوضحنا- عدد الموظفين أكثر من 30 %، وأوقفت تطبيق النقل بالحافلات.

وأعلنت شركة أوبر عن إيقاف أعمال “أوبر إيتس Uber Eats ” في الرابع من يونيو القادم، فى مصر و7 دول أخرى، وهي: جمهورية التشيك، وهندوراس والسعودية ورومانيا وأوكرانيا وأورجواي، ووقف التطبيق وتحويله لعمليات كريم في الإمارات، بسبب عدم تحقيق الشركة تجاه التطبيق المتوقع منه فى خدمات توصيل الطعام الإلكترونية، فهو يساعد في الأساس على الوصول إلى نطاق عريض من المطاعم المحلية في كل دولة على حدة، حتى يمكّن مستخدميه من طلب الطعام من القوائم الكاملة للمطاعم المحلية المفضلة لديهم عبر ذلك التطبيق. وقالت الشركة إن نحو 50 وظيفة بدوام كامل ستتأثر، وبررت الشركة ذلك في بيان لها وقالت”اتخذت هذه القرارات كجزء من استراتيجية أوبر المستمرة لتكون في المركز الأول أو الثاني في جميع أسواق Eats من خلال الانحناء إلى الاستثمار في بعض البلدان أثناء الخروج من بلدان أخرى”.

ووفقا لنتائج أعمال الشركة، نجد أنها سجلت صافي خسارة بلغ نحو 2.94 مليار دولار ( أي1.70 دولار للسهم الواحد)، في ظل توقعات للمحللين أشارت إلى أن نصيب السهم من الخسائر سوف يصل إلى 84 سنتاً للسهم خلال الربع الأول من العام الجاري. مقارنة بصافي خسارة بلغ نحو 1.0 مليار دولار (أي2.26 دولار للسهم)، خلال نفس الفترة من العام الماضي. وتتضمن هذه الخسائر نحو 277 مليون دولار لتعويضات المساهمين، وتكاليف انخفاض القيمة قبل الضرائب تصل إلى 2.1 مليار دولار.

و رغم ذلك، ارتفعت إيرادات أوبر (قيمة الحجوزات) بنحو 14 % إلى 3.54 مليار دولار خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة مع 3.09 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي. وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن إيرادات الشركة سوف تصل إلى 3.55 مليار دولار خلال الربع الأول، وأيضا ارتفع إجمالي قيمة الحجوزات بنحو 8 % إلى 15.77 مليار دولار في الربع الأول، مع زيادة 52 بالمائة لقيمة حجوزات “أوبر إيتس”، وذلك لأن الشركة رغم تضررها من تفشي الفيروس عالميا، إلا أنها قد اتخذت إجراءات سريعة للحفاظ على قوة ميزانيتها العمومية، والتركيز على “أوبر إيتس” عالميا.

مصر ليست الوحيدة المتضررة من تسريح العمالة في شركة أوبر

أدت تداعيات تفشي فيروس كورونا إلى تخطيط شركة أوبر تكنولوجيز نحو التخلي عن بعض موظفيها في دول كثيرة توجد بها مكاتبها وليست مصر فقط، وذلك لما أوضحناه من تضرر الشركة وتحقيقها بعض الخسائر المالية، التي استدعت تسريح نسبة من موظفيها في بعض الدول كما أعلنت؛ فنجد أنباء متداولة لمصادر أجنبية  كموقع “Entrackr “، ولم تنفيها الشركة، بأنها تخطط للتخلي عن أكثر من 500 موظف من إجمالي 2000 موظف خلال الأسبوعين القادمين في الهند ويمثل هذا العدد حوالي 25-30% من القوى العاملة داخل الشركة في الدولة، مقارنة بنسبة 40% من إجمالي الموظفين الذين استغنت عنهم الشركة في مصر والذي يتراوح بين 650 و700 فرد، كما ستقوم الشركة بتسريح أكثر من 100 موظف في أستراليا، كجزء من خطتها لخفض العمالة بالشركة عالميًا

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى