
مع بدء توريد الغاز من إسرائيل.. وزير البترول المصري يكشف سبب عدم انضمام القاهرة لـ”تحالف إيست ميد” للغاز
أعلن وزير البترول المصري “طارق الملا” ونظيره الإسرائيلي “يوفال شتاينس”، عن البدء رسميًّا في استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل، بناء على الاتفاقية التي وُقعت بين البلدين في 20 فبراير 2018 لتوريد الغاز الإسرائيلي إلى مصر من حقلي “ليفياثان” و”تمار” قبالة سواحل البحر المتوسط. وذكرت وزارة البترول في بيان أن الوزيرين سيعلنان هذا التطور أثناء المؤتمر الوزاري لمنتدى غاز شرق المتوسط الذي سيعقد يوم الخميس في القاهرة.
تفاصيل الاتفاق
وفقا للشركة القابضة للغازات الطبيعية “إيجاس”، فأن مصر عبر خط الأنابيب المملوك لشركة غاز الشرق سوف تبدأ تلقي 200 مليون قدم مكعب يوميًّا من الغاز الإسرائيلي لمدة ستة أشهر، على أن تُزاد إلى 450 مليون قدم مكعب يوميًّا. وبعد مرور عامين ونصف من بدء توريد 450 مليون قدم مكعب يوميًّا سترتفع الكميات إلى 600 مليون قدم مكعب يوميًّا لمدة تنفيذ الاتفاق.
وبموجب الاتفاق، تشتري “شركة دولفينوس” القابضة الخاصة 85 مليار متر مكعب من الغاز بقيمة 19.5 مليار دولار من حقلي ” ليفياثان وتمار” الإسرائيليين على مدى 15 عامًا.
مصر كمركز إقليمي للطاقة
أشارت وكالة بلومبرج الأمريكية إلى أن هذا الاتفاق يأتي كجزءٍ من خطة مصر لتصبح مركزًا لإعادة تصدير الطاقة إلى أوروبا، وأنه بموجب الاتفاقية سيتم معالجة الغاز الإسرائيلي في محطات تسييل الغاز الطبيعي الموجودة في مصر ثم تصديره إلى القارة العجوز.
وقد أوضح وزير البترول المهندس طارق الملا في حوار صحفي أن هناك اكتشافات للغاز في إسرائيل، لكنهم غير قادرين على استغلالها أو تصديرها لعدم امتلاكهم بنية أساسية تساعدهم على ذلك، وقد استطاع القطاع الخاص العامل في الغاز بمصر الوصول إلى اتفاقيات للتعاقد على شراء الغاز من إسرائيل لمصر، ليمر بالشبكة المصرية وإسالته وتصديره بعد ذلك، مؤكدًا أن الهدف الأساسي من غاز إسرائيل هو تشغيل البنية الأساسية المصرية والخطوط المصرية وتصديره إلى الخارج، وقد جرى التشغيل التجريبي للخطوط للتأكد منها لاستقبال الغاز، وجرى الانتهاء من الاتفاقيات التجارية”.
وأضاف أنه سيجري تشغيل محطة الإسالة في دمياط، خلال الشهور القليلة القادمة، واستئناف التصدير منها، فور الانتهاء من قضايا تحكيم خاصة بها، كما أنه جرى تشغيل محطة إدكو للإسالة منذ عام ونصف، وبذلك ستكون مصر استعادت كل الطاقة التصديرية وإمكانياتها، لافتًا إلى أن مصر وضعت استراتيجية تخص في جانب منها الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من الغاز، واستغلال البنية التحتية لمحطات إسالة الغاز في إدكو ودمياط لإسالة الغاز الخاص بالدول الأعضاء في منتدى دول شرق المتوسط وتصديره بعد ذلك، والتحول إلى مركز إقليمي للطاقة بكل أنواعها.
وأشار الملا إلى أن مصر تصدر حاليًا مليار قدم مكعبة من الغاز يوميًا إلى أوروبا بواقع عشر شحنات شهريًا على أن تزيدها إلى 20 شحنة شهريًا بعد تشغيل محطة الإسالة في دمياط.
مصر لم تنضم لتحالف إيست ميد
أعلنت دول قبرص واليونان وإسرائيل مطلع الشهر الجاري توصلها إلى اتفاق أولي يمهد الطريق لمد خط أنابيب جديد للغاز في شرق المتوسط تحت اسم “إيست ميد”، وهو ما أثار تساؤلات كثيرة حول الخطط المصرية لتصدير الغاز إلى أوروبا، وتأثرها بهذا الاتفاق.
وهي تساؤلات ردّ عليها الدكتور طارق الملا، موضحًا أن الاتفاق الذي حدث بين إسرائيل وقبرص واليونان لإنشاء خط غاز “إيست ميد”، عبارة عن فكرة تُناقش منذ 2015، وتتمثل في مد خط أنابيب يبدأ من إسرائيل ويمر بقبرص واليونان، ثم يتجه إلى إيطاليا في نهايته، بهدف توصيل جزء من الغاز المكتشف من إسرائيل وقبرص إلى أوروبا.
وأفاد أن مصر تلقت دعوة بشكل غير رسمي من إحدى الدول الثلاث للمشاركة في الاتفاق، لكن مصر اعتذرت عن قبول الدعوة لعدة أسباب:
- أن مصر تمتلك البنية التحتية الخاصة بها، ومن خلالها تقوم بالفعل بتصدير الغاز إلى أوروبا وبالتالي ليست مصر في حاجة إلى الانضمام لهذا التحالف.
- كما أن دخول مصر في هذا الاتفاق قد يتعارض مع تعظيم الاستفادة من البنية التحتية التي تمتلكها.
وذكر الملا أن إنشاء هذا الخط لم يكن تحديًا أو منافسة لمصر، لكن في حالة دخول مصر سيكون عاملًا لإنجاح للمشروع الذي يواجه تحديات كبيرة بسبب مرور أغلبه في مياه حولها مناقشات ومشاكل حدودية، كما أن المياه عميقة جدًا في بعض المناطق لذلك سيكون تنفيذ الخط ذي تكلفة مرتفعة جدًا.