مقالات رأي

الاسم الدائم للعاصمة الإدارية

إن الدولة المصر ية الجديدة على وشك أن تولد. وسوف تولد معها عاصمتها الجديدة التى لم تأخذ اسمها النهائى بعد والذى سيواكب نهضتها الحالية والمستقبلية. ولا شك ان مسمى العاصمة الإدارية هو مسمى مؤقت للعاصمة الجديدة لمصر المحروسة بديلاً لقاهرة المعز. حيث كان إنشاء العاصمة الإدارية امراً ملحاً حين قاربت القاهرة الكبرى ووصلت الى الانفجار السكانى والتوقف المرورى حيث تضم قرابة العشرين مليون نسمة وهو ما يفوق قرابة تعداد العديد من الدول.

بلغ تعداد القاهرة إبان ثورة 1952 قرابة أربعة ملايين نسمة مما حدا بوزير الداخلية زكريا محيى الدين ان يمنع الهجرة اليها من الاقاليم خاصة بعد صدور البطاقة الشخصية الكرتونية لأول مرة محددا بها مقر الإقامة والعمل وهو ما اُهمل لاحقا بعد ترك الرجل موقعه. وكان ذلك إيذانا بنزوح غير منظم الى القاهرة بحثاً عن عمل او حياة افضل نظرا لعدم وجود او محدودية التنمية فى المحافظات وهو ما أسس لبدء العشوائيات ثم تفاقمها حول القاهرة وبدء الزيادة المطردة بما يفوق طاقة استيعابها وخدماتهاومرافقها وشوارعها.

وساعد على ذلك انغماس الدولة فى مشكلات سياسية وعسكرية مثل العدوان الثلاثى عام 56 ووحدة وانفصال سوريا وحروب اليمن و67 وحتى حرب اكتوبر 73.الى ان قرر الرئيس السادات قرب نهاية سبعينيات القرن الماضى مع وزير الاسكان الكفراوى بالتحرك فى محورين الاول وهو البدء فى المدن والمجتمعات العمرانية الجديدة فى الصحراء للتخفيف عن القاهرة والوادى حيث تم البدء بمدينة العاشر من رمضان عام 1977 وتلتها السادس من اكتوبر وهكذا. والثانى إقامة عاصمة جديدة بديلة للقاهرة أُسوة بما هو متبع عالميا فى مثل تلك الظروف. مثل نيويورك الى واشنطن فى امريكا وكراتشى الى إسلام اباد فى باكستان ولاجوس الى ابوجا فى نيجيريا. حيث تم اختيار موقع مدينة السادات لتكون العاصمة الجديدة لمصر على حافة التمدد السكانى لغرب الدلتا والتوسع والاستصلاح فى اتجاه وادى النطرون والموانى الرئيسية بالإسكندرية.

للاسف برحيل الرئيس السادات فى اكتوبر 81 وتولى الرئيس مبارك تم إلغاء الفكرة والتوقف عن العمل فى العاصمة الجديدة التى كانت على وشك الانتهاء وتحويلها الى جامعة المنوفية وهو ما احتاج الى تكلفة إضافية لتحويل وتأهيل ما تم الى غرض جديد لم يصمم من أجله. وكان أحد اهم اسباب إلغاء عاصمة السادات لاحقا هو كبار موظفى الدولة الذين سيدفع الرعيل الاول منهم فترة اغتراب عن الأسرة الى ان تستقر الامور الإدارية والتعليمية والحياة المتكاملة للأسرة. وهو ماتم مراعاته فى تخطيط وإنشاء العاصمة الإدارية الحالية.

كان لزاماً وجود حل جذرى وهو ما أخذ به الرئيس السيسى فى إطار فلسفته للحلول الشاملة فى شتى المجالات لخدمة الأجيال القادمة وفى أزمنة وأسعار قياسية، سواء مع شركات الخارج كشركات سيمنز للكهرباء أو إينى للغاز، أو مع الشركات المصرية المدنية تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لإنشاء البنى التحتية من طرق وكبارى طائرة وموانى وكهرباء ومواصلات وأنفاق أسفل قناة السويس لربط سيناء بالوادى لبدء التنمية الحقيقية، وكذلك الإسكان الإنسانى البديل للعشوائيات التى وصلت الى 357 موقعا! ساعد عليها توصيل الدولة للمرفق لأسباب انتخابية عامى 2005 و 2010حيث تم الانتهاء من 297 منها للقضاء عليها تدريجيا مع السيطرة على اراضى الدولة لعدم بناء عشوائيات جديدة.

تم اختيار مكان العاصمة الإدارية طبقا لمعايير وتخطيط متكامل يراعى التمدد السكانى المستقبلى وخلف الموانى والأقاليم الاستراتيجية المستقبلية لخليج وقناة السويس فى دوائر تنموية متكاملة. كما ان العاصمة ذاتها لن تكلف الدولة شيئا بل ستكون مصدر عائد استثماريا نتيجة بيع الارض بمرافقها وبنيتها التحتية للشركات والهيئات والفنادق والسفارات. مع تطوير مداخل وشوارع القاهرة وإقامة كبارى حضارية فوق التقاطعات وتمديد شبكاك مترو الأنفاق والقطارات الكهربائية وربطها بالعاصمة الإدارية مرورا بالعديد من المدن الجديدة.

نعود لنقطة البداية ماهو الاسم المناسب المطلوب إطلاقه على العاصمة الجديدة التى (كانت إدارية) وهو اقتراح ان تحمل اسم الرئيس السيسى كما سبق مع مدينة السادات، اوعالميا كمدن واشنطن وبطرس بورج ولينينجراد وآخرين, حيث ارتبطت أسماء تلك العواصم بأسماء رؤسائها وبناة نهضتها، ولاشك ان الرئيس السيسى ودون أدنى مجاملة هو احد هؤلاء.

نقلا عن جريدة الأهرام

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى