أفغانستانإسرائيل

لماذا تتخوف إسرائيل من فرض سيطرة حركة طالبان على أفغانستان؟

ثارت المخاوف في الأوساط السياسية الإسرائيلية بعد إعلان سيطرة حركة “طالبان” على أفغانستان، وساد الاعتقاد بأن ما حدث سيلقي بانعكاسات خطيرة تمس الأمن القومي لإسرائيل ومستقبل الدولة العبرية ككل، بشكل قد يصعب على إسرائيل تفاديه. 

في هذا الإطار، تزايدت المخاوف من أن تعززسيطرة طالبان على السلطة في أفغانستان من قوة القوى المتطرفة التي تواجه إسرائيل، بالإضافة إلى الخشية من أن تصبح كابول مرتعًا للجماعات الإرهابية مما يؤثر على أمن إسرائيل. حيث ترى أن انتصار طالبان سيترك رسالة مشجعة ومحفزة لحركات المقاومة في المنطقة، ما سيدفعها إلى التمسك بنهج المقاومة المسلحة ضدها، ويعزز حلف المقاومة ومحوره في المنطقة. وما ساهم في تلك التخوفات هو الرسائل المتبادلة بين حركتي “حماس” و”طالبان” خاصة بعد أن هنأتها رسميًا بما وصفته نصرًا.

فمن جهة، تدرك إسرائيل أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يعني تراجعًا في مكانة ودور أكبر حليف لها. ومن جهة أخرى، هو رسالة تخلٍّ عن الحلفاء؛ إذ رأى العديد من المسؤولين الإسرائيليين أن ما حدث يهدد إسرائيل ويدعوها إلى الاعتماد على ذاتها في مواجهة المخاطر المحيطة، وشكك في تماسك تحالفها مع الولايات المتحدة. وتخشى أيضًا من أن تتراجع رغبة الدول المحيطة في التطبيع والتحالف معها، نتيجة انعدام اليقين تجاه تماسك تحالفها مع الولايات المتحدة.

فيما يخص التهديد الأكبر لإسرائيل والمتمثل في إيران، فتكمن المخاوف من استغلال إيران للوضع في أفغانستان وتعزيز نفوذها من أجل نشر الفوضى والتأثير على المصالح الأمريكية في المنطقة، وبالنظر إلى موقعها الجغرافي القريب من أفغانستان، إذ تشتركان في حدود طويلة، فمن الطبيعي أن يكون لها مصالح متعددة فيما يخص مستقبل أفغانستان، خاصة مع قيامها بتعزيز انتشارها العسكري على الحدود الأفغانية خلال يوليو الماضي، بالتزامن مع قيام وزارة الخارجية الإيرانية باستضافة وفدَين من الحكومة الأفغانية وحركة طالبان بهدف سد الفجوة الدبلوماسية التي أحدثها رحيل القوات الأمريكية وتعبيرًا عن مخاوفها الأمنية، وهو ما يشير إلى اهتمامها بتأمين مصالحها في هذا البلد وسعيها لزيادة نفوذها فيه. 

بشكل عام، تنبع التخوفات الإسرائيلية من الاعتقاد بأن الانسحاب الأمريكي من المنطقة وسقوط أفغانستان، إلى جانب العدوان المستمر من قبل إيران وعدم الاستقرار السياسي في لبنان والعراق، كلها مرتبطة معًا بنيران إقليمية محتملة سوف تلقي بظلالها على إسرائيل وتهدد أمن الدولة العبرية بصورة خطيرة. وفيما يلي بعض ردود الأفعال داخل إسرائيل والتي تعكس مدى التخوف من الانعكاسات التي قد تسفر عن التطورات الأخيرة داخل أفغانستان:

تصريحات القادة الإسرائيليين

اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعالون، أن سيطرة حركة طالبان على أفغانستان ستؤثر على أمن إسرائيل. ونشر يعالون تغريدة له على حسابه الرسمي على “تويتر”، ذكر من خلالها أنه رغم المسافة البعيدة بين أفغانستان وإسرائيل، إلا أن انسحاب الولايات المتحدة وسيطرة طالبان على أفغانستان ستكون لهما تداعيات على موقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وعلى أمن إسرائيل.

فيما توقع وزير الأمن الإسرائيلي السابق “موشيه يعلون”، أن تؤثر سيطرة “طالبان” على أفغانستان على المصالح الأمنية والاستراتيجية لإسرائيل بشكل مباشر، كما توقع أن يترتب على انسحاب الولايات المتحدة وسيطرة الحركة الإرهابية تداعيات على كل من مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط فضلًا عن أمن إسرائيل. وأضاف، أنه يتوجب على إسرائيل الاستعداد لمواجهة تلك التداعيات بمواردها الذاتية.

أما “رون بن يشاي”، المعلق العسكري في صحيفة “يديعوت أحرنوت” فقد توقع أن تعزز سيطرة “طالبان” من دافعية القوى الإسلامية التي تواجه إسرائيل لمواصلة الاحتكاك بها. وفي مقال نشره موقع الصحيفة، قال بن يشاي، إن حركة “حماس” سترى في انتصار “طالبان” أنه دليل على أن الصبر والمحفزات الدينية”سيكون لها تأثير هام في حسم نتائج المواجهات.

وفي السياق ذاته، حذّر وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي السابق، دوري جولد، من مخاطر توجه الولايات المتحدة للانسحاب من المنطقة وتأثيراته بعيدة المدى على بيئة إسرائيل الاستراتيجية. ورجح جولد في تحليل نشره موقع “قناة 12” الإسرائيلية، أن يفضي الانسحاب الأميركي من أفغانستان والعراق إلى سقوط البحرين في يد إيران، مشددًا على أن موقع البحرين الجغرافي يحوز على أهمية إستراتيجية من الطراز الأول، وأضاف أن الأمر يشير إلى أيّ حد كانت تفتقر التجربة الأميركية إلى الجذور الثقافية والسياسية خلال غرس النظرية الليبرالية لدى الأفغان، ومدى خطأ هذا النهج منذ البداية، مشيرًا إلى أنه دليل آخر على الصعوبة التي يواجهها الغرب بصورة عامة، والاستخبارات الأميركية بصفة خاصة، في فهم العالم الإسلامي.

أيضًا، اعتبر العميد في الاحتياط الإسرائيلي، يوسي كوبرفاسر، القائد السابق لشعبة البحوث التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن سرعة انهيار حكومة أفغانستان والجيش الذي شكّله الأميركيون، والبالغ عدده 300 ألف جندي مع تجهيزات متطورة، في مقابل عناصر “طالبان”، هي سبب للقلق من عدة جوانب. وأضاف أن الأمر يشير إلى أيّ حد كانت التجربة الأميركية تفتقر إلى الجذور الثقافية والسياسية خلال غرس النظرية الليبرالية لدى الأفغان، ومدى خطأ هذا النهج منذ البداية، مشيرًا إلى أنه دليل آخر على الصعوبة التي يواجهها الغرب بصورة عامة، والاستخبارات الأميركية بصفة خاصة، في فهم العالم الإسلامي. 

وفي تحليل له بصحيفة “إسرائيل اليوم”، اعتبر كوبرواسر، أن الأحداث الدراماتيكية التي شهدتها كابول، تؤشر إلى أنه رغم الأهمية القصوى للشراكة الاستراتيجية مع أمريكا، التي لا بديل لها بالنسبة لإسرائيل، لكن ينبغي على الأخيرة أن تعترف بأن هناك قيودا للغطاء الذي توفره القوى العظمى. ودعا كوبرواسر، إلى دراسة أسس الدفاع عن النفس بالقوة الذاتية، وعدم الاعتماد بشكل كلي على الدعم الأمريكي. واعتبر أن هذا الأمر يتناسب مع الصراع الذي تخوضه إسرائيل ضد النفوذ وضد البرنامج النووي الإيراني، كما رأى أن الأمريكيين يبدون نوعا من التردد فيما يتعلق برد الفعل إزاء سلسلة من الاستفزازات من جانب إيران، وحتى من جانب الفلسطينيين، وشدد على ضرورة أن تولي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حماية أمنها بشكل مباشر في الضفة الغربية وفي غور الأردن.

بدوره، علّق الباحث والرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات الإسرائيلية “عاموس جلعاد” على الانسحاب الأميركي وسيطرة “طالبان” على أفغانستان، بالقول “يجب علينا مواصلة تعزيز العلاقات بالأنظمة العربية المستقرة، والتي تقاتل القوات الظلامية”، وأضاف “نحن في حاجة إلى العلاقات بمصر والأردن والسعودية ودول الخليج”، خاصة المستوى الأمني، وحث على ضرورة مواصلة تعزيز هذه العلاقات حتى لو كانت هناك انتقادات، لأن البديل سيئ للغاية.”

في السياق نفسه، رأى رئيس شعبة الاستخبارات الإسرائيلية السابق، اللواء في الاحتياط “عاموس يادلين”، أن هذا الانسحاب، هو هروب مُهين. وتابع يادلين “نحن لا نعتمد على الولايات المتحدة. ولا نتوقع من الأميركيين أن يحلّوا لنا مشكلاتنا الأمنية، ولم نطلب في أي مرة أن يُريقوا نقطة دماء من أجلنا، لقد طلبنا فقط المساعدة الأمنية، الدعم السياسي في الأمم المتحدة، وأردف يادلين “أمّا العمل الأمني فنحن نقوم به بأنفسنا. ورأى أن انهيار أفغانستان ربما يتزامن مع انفصال الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، معتبرًا أن البداية كانت في العراق، ثم في سوريا.

في السياق ذاته، علق السفير الإسرائيلي السابق “آرثر لينك” من خلال نشره لتغريده على موقع تويتر، أن غزو طالبان المفاجئ لأفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكية هو تذكير بأن إسرائيل لا يمكنها الاعتماد على نفسها إلا في الدفاع عنها. وكتب لينك: “الولايات المتحدة هي أقرب حليف لنا. لقد كانوا هناك من أجل إسرائيل مرارًا وتكرارًا على مر السنين. لكن الأحداث المروعة في أفغانستان يجب أن تكون درسًا صعبًا ومخيفًا حول المصالح المتغيرة والحسابات الباردة والصعبة”. وأضاف “بشكل خطير، في عام 2021، أصبح الاعتماد على الذات أكثر أهمية من أي وقت مضى.”

أما “مايكل أورين “، السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة وعضو الكنيست السابق ونائب الوزير في مكتب رئيس الوزراء، فاعتبر إن الرسالة التي يرسلها هذا الحدث مقلقة. وصرح في مداخلة له على شبكة “سي بي إن نيوز” بأن الرسالة تتمثل في أن أمريكا تنسحب، وتتخلى عن حلفائها، وأنها تركت مئات الآلاف من المدنيين، والنساء المدنيات في أفغانستان لمصيرهم لأيدي طالبان”.

علق “يوني بن مناحيم”، ضابط سابق بجهاز الاستخبارات العسكرية “أمان”، وخبير الشؤون الفلسطينية، معتبرًا أن تانسحاب الولايات المتحدة سيكون له عواقب عالمية وإقليمية، ورأى أن صورة الولايات المتحدة كقوة عالمية، قد تضررت بشدة. وأشار إلى أن إسرائيل قلقة للغاية مما حدث، خاصة وأن ما حدث سوف يؤثر أيضًا على دول أخرى في الشرق الأوسط بطريقة “تأثير الدومينو” وتغيير ميزان القوى الإقليمي على حساب إسرائيل. وأضاف يوني بن مناحيم أن إدارة بايدن أثبتت ضعفها وعدم قدرتها على قراءة الوضع في أفغانستان بشكل صحيح بعد أن أعلن الرئيس بايدن قبل شهر فقط أن الإدارة الأفغانية تقدر أنها لن تقع في أيدي طالبان.

مقالات الرأي وتحليلات الخبراء في الإعلام الإسرائيلي

إجمالًا، علق الإعلام الإسرائيلي على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان واصفًا إياه بالتهرب، ورأى أن خروج الولايات المتحدة من أفغانستان بعد 30 عامًا في عهد جو بايدن جاء بصورة مهينة. فعلى سبيل المثال، رأت “القناة 13” الإسرائيلية، أن خروج القوات الأميركية والتخلي عن حلفائها في أفغانستان هو أمر مرعب لكل حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وهذه بشارة سيئة لإسرائيل، مشيرة إلى أن الرسالة الموجَّهة إلى إسرائيل تتمثل في إدراك حقيقة أنه يمكن مواجهة إيران منفردة.

وفي تعليق بـ “القناة 12″، أشار محلل الشؤون العسكرية “نير دفوري”، إلى أن الوضع قد يؤثر على الشرق الأوسط ككل وعلى إسرائيل، وتساءل عن الوقت الذي ستتخلى فيه الأمريكيون عن إسرائيل، في إطار استراتيجية الولايات المتحدة بالانسحاب من الشرق الأوسط والتي وصلت إلى ذروتها مؤخرًا. ورأى أن هذا الأمر يمكن أن يؤثر على العراق، والقوات الأمريكية الموجودة في سوريا، وبالطبع على الإيرانيين. وأضاف المحلل أن هناك تفشي للإرهاب في ظل وضع يزداد فيه التوتر، واعتبر أن الأوضاع في العراق وسوريا، ستنعكس لا محالة على إسرائيل، ودعا إلى ضرورة توخي الحذر لتجنب اضطراب المنطقة.

أما قناة “كان”، فاعتبرت، في تقرير نُشر على موقعها الالكتروني وأعده الصحفي “روعي كايس”، أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان واستيلاء حركة طالبان على السلطة يمثلان فرصة كبيرة لإيران التي تطمح إلى طرد الولايات المتحدة من المنطقة. وتوقع أن تتخطى الفوضى حدود أفغانستان إذا استمرت الدولة القبلية الفوضوية تحت تأثير القوى الدولية والإقليمية، وخاصة إيران، وهو ما يجب أن تركز عليه إسرائيل. واعتبر أن السيطرة السريعة والسهلة لحركة طالبان على أفغانستان يشير إلى الفشل الأمريكي خلال السنوات العشرين الماضية في إنشاء حكومة مركزية قوية يمكنها الوقوف على قدميها بدون عكازات أمريكية. كما اعتبر أن الانسحاب الأمريكي السريع ليس خبرا سيئا بالنسبة لطهران، بل على العكس، يمكن أن يفتح الشهية للفروع الموالية لإيران في العراق الذين يحاولون بكل الطرق الدفع نحو انسحاب أمريكي من هناك.

كما حذر كايس من تخلي الولايات المتحدة عن العراق وتحويلها إلى أفغانستان ثانية، وأشار إلى أن سحب إدارة أوباما قواتها من العراق، واستغلال إيران للوضع قاد إلى صعود داعش. وختم كايس تحليله بالقول: “قد يكون الوضع مختلفا في عام 2021، لكن كما رأينا في منطقتنا، يعيد التاريخ نفسه أحيانا “.

أما صحيفة “جيروزاليم بوست” فنشرت مقالًا للكاتب، سيث فرانتزمان، يتحدث فيها عن رؤية إسرائيل لوقوع كابول بيد طالبان وأثر ذلك على القوة السياسية للولايات المتحدة، خاصةً في الشرق الأوسط، اعتبر فيه إن الانهيار السريع لأفغانستان والطريقة التي صُدم بها المسؤولون السياسيون والعسكريون الأييركيون، هو رمز لتحدٍّ أكبر تواجهه الولايات المتحدة اليوم. بعد أفغانستان، سيتعين على الولايات المتحدة طمأنة الحلفاء والشركاء بأنها ستبقى في مكانٍ ما في العالم.

في مقال للمحلل العسكري “يوآف ليمور” بصحيفة “يسرائيل هيوم”، اعتبر أن الانسحاب الأميركي من أفغانستان “فرار”، واعتبر أن الحلم الأميركي في أفغانستان قد تحطم، ورأى أن الولايات المتحدة قد انهزمت. وشبه ليمور انهيار الجيش الأفغاني بعد الانسحاب الأميركي بانهيار جيش “أنطوان لحد” بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000. كما رجح ليمور أن تتحول أفغانستان في عهد “طالبان” إلى مأوى للتنظيمات المقاتلة، منوها إلى أن سيطرة الحركة على أفغانستان بعد الانسحاب الأميركي ستعزز من دافعية القوى التابعة لإيران في العراق لتكثيف جهودها لدفع واشنطن لسحب كل قواتها من هناك.

أما “مردخاي كيدار”، المحلل الإسرائيلي المتخصص في الشؤون الإسلامية، فأشار في تصريح له على موقع Breaking Defense، أن إيران ستبذل دفعة كبيرة من أجل تعزيز نفوذها في أفغانستان بحيث يكون لها الصدارة في البلاد. واعتبر أن الوضع سيء للغاية، مضيفًا أنه في حين أن إيران وطالبان ليسا حليفين، فإن بعض الجماعات الإسلامية في كلا البلدين قد تجد أرضية مشتركة في استهداف الدول غير الإسلامية.

تقارير بعض مراكز الأبحاث في إسرائيل

اعتبر “مركز أبحاث الأمن القومي” الإسرائيلي أن سقوط أفغانستان في يد “طالبان” يوفر دليلًا آخرا على أن قدرة دول أجنبية على فرض التحولات الداخلية محكومة بالفشل. وفي تقرير أعده الباحثان “إلداد شفيط” و”يورام شفيتس”، اعتبرا فيه أن سيطرة “طالبان” السريعة على أفغانستان تمس بمكانة وصورة الولايات المتحدة كقوة رائدة في النظام العالمي. ورجح التقرير أن تتحول أفغانستان في ظل سيطرة “طالبان” إلى مركز لعمل المنظمات الجهادية التي يمكن لعملياتها أن تتجاوز الإقليم إلى العالم بأسره. 

ولفت التقرير إلى أن سقوط أفغانستان في يد “طالبان” وانهيار الجيش الأفغاني السريع يتعارضان مع التقدير الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في مطلع يوليو الماضي إثر قراره الانسحاب من هناك، حيث قدر بأن هذا الجيش سيكون قادرًا على مواجهة “طالبان” وأن الحركة على كل الأحوال لن تقدم على احتلال البلاد من منطلق أنها معنية بمواصلة تلقي أفغانستان الدعم الخارجي. وأشار المركز إلى أن انهيار الجيش جاء على الرغم من أن الولايات المتحدة خصصت 83 مليار دولار لتسليحه وتدريبه. وتوقع التقرير أن تستمر الولايات المتحدة في سياستها المتمثلة في فك ارتباط الولايات المتحدة بما تعتبره مناطق حرب “لا نهاية لها” – بما في ذلك الاستمرار في تقليص وجود قواتها العسكرية في الشرق الأوسط. 

وفي تقرير نشره مركز القدس للشؤون العامة للسفير “دوري جولد”، الدبلوماسي السابق ورئيس المركز، رأى فيه أن الأحداث في أفغانستان ستلقي بظلالها على منطقة نهر الأردن، وأشار إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان يعطي لأعدائها دليلًا على مدى ضعف الإدارة الأمريكية، ويثير القلق بشأن المستقبل. ودعا إلى ضرورة التعاون مع الحلفاء العرب السنة -على حد وصفه- بالإضافة إلى استمرار التعامل مع حكومة بايدن بالرغم من الاختلاف مع سياساتها لكونها الحليف الأكبر لإسرائيل. ودعا إلى ضرورة ضمان إسرائيل لدعم كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري وضرورة بذل الجهد مع الجانبين للحفاظ على مصالح إسرائيل.

بعض المصادر التي تم الاستناد إليها:

https://breakingdefense.com/2021/08/israel-braces-for-renewed-terrorism-coming-from-taliban-led-afghanistan/

https://www.jpost.com/israel-news/taliban-takeover-of-afghanistan-shows-israel-must-be-self-reliant-ex-diplomat-676815

https://www1.cbn.com/cbnnews/israel/2021/august/israeli-experts-say-us-pullout-from-afghanistan-sending-wrong-message-to-middle-east-and-beyond

https://www.facebook.com/INSS.IL/posts/4465808856802574

https://jcpa.org/after-the-taliban-victory-an-alliance-of-moderation-for-the-middle-east/

https://www.eremnews.com/news/world/2340009

https://www.timesofisrael.com/83-billion-us-spent-on-afghan-army-ultimately-benefits-taliban/

https://www.timesofisrael.com/taliban-blitz-in-afghanistan-could-boost-other-terror-groups-officials-fear/

https://www.timesofisrael.com/hamas-praises-taliban-for-causing-american-downfall-in-afghanistan/

https://www.jns.org/after-american-withdrawal-from-afghanistan-implications-for-israel-look-grimmer/

https://www.cfr.org/blog/afghanistan-and-abraham-accords-0

+ posts

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

هبة شكري

باحثة ببرنامج العلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى