
إيران تصعد من أنشطتها النووية بالتزامن مع الترتيب لانطلاق المفاوضات مع واشنطن … أبرز ما جاء في صحف طهران الأحد
عرض – علي عاطف
بعد الاجتماع الذي عُقد في فيينا بين القوى الكبرى وإيران يوم الثلاثاء 6 أبريل الجاري وفي إطار تقليص إيران لالتزاماتها الواردة في بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي خرجت منه الولايات المتحدة عام 2018، أعلنت إيران أمس عن افتتاح 133 مشروع نووي جديد تضمن استخدامات للطاقة النووية في عدة مجالات.
وفي الوقت نفسه، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أمس بدء طهران تشغيل القطاع الثاني لإنتاج الماء الثقيل في مفاعل “آراك” النووي الواقع في المدينة التي تحمل الاسم نفسه شمال غربي إيران.
ألقت كل هذه التطورات، بالتزامن مع الدعوات الإيرانية الرامية لرفع الولايات المتحدة “جميع” العقوبات عن طهران، بثقلها فيما تناولته الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد.
فقد أثنت العديد من الصحف المنتمية للتيار الأصولي في إيران على افتتاح ما وصفته بـ “133 انجاز نووي” جديد، وهو ما يُفهم في سياق معارضة المتشددين في إيران بالأساس للتفاوض مع واشنطن خاصة في ظل استمرار حكومة الرئيس الحالي حسن روحاني التي توصف بأنها إصلاحية، وكذلك لتزامنها مع الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في يونيو المقبل.
تقول صحيفة “وطن امروز” الأصولية في افتتاحيتها تحت عنوان “القرصنة النووية”(*) إن الاتفاق النووي لعام 2015 قد عطّل جزءً كبيراً من الأنشطة النووية في إيران، حيث شمل إيقاف العمل في مفاعل “آراك” ومحو 10 آلاف كيلوجرام من احتياطيات اليورانيوم المخصب بنسب تصل إلى 5%، علاوة على إيقاف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% والتخلص من 400 كيلوجرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، إلى جانب التوقف عن تركيب أجهزة الطرد المركزي الحيوية. وأشادت “وطن امروز” بإعادة إيران تفعيل أنشطة نووية خلال مراسم أمس المُشار إليها.
ووصفت الصحيفة رغبة واشنطن في التفاوض مع إيران في فيينا بأنه يعود لـ “سبب طارئ” وهو تحرك إيران خلال الأيام القليلة الماضية باتجاه العودة لتفعيل الأنشطة النووية مرة أخرى، حسب “وطن امروز”. وقللت الصحيفة المتشددة من أهمية تحركات الحكومة الإيرانية بقيادة روحاني في مسيرة هذه المفاوضات، قائلة إن قرار البرلمان الإيراني، الذي يسيطر عليه المتشددون بالأساس، باستئناف الأنشطة النووية كان أكثر تأثيراً في مسار المفاوضات.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من غير المتوقع أن ترفع الولايات المتحدة كماً كبيراً من العقوبات المفروضة على طهران خلال الأيام المقبلة.
وفي السياق نفسه، نقلت العديد من الصحف الأخرى، مثل “جمهوري اسلامي” الأصولية تحت عنوان “إزاحة الستار عن 133 انجاز قومي نووي“،(*) تصريحات عن روحاني قال خلالها إن أهداف بلاده من الأنشطة النووية ليست عسكرية، حسب زعمه. وأضاف روحاني أن أجهزة الطرد المركزي الجديدة من نوع (IR6) تعادل قوتها الإنتاجية 10 أضعاف الأجهزة الأخرى المشابهة من طراز (IR1)، مشيراً إلى أن هناك “جيلاً لاحقاً من أجهزة الطرد المركزية قيد البحث والتصنيع تبلغ قوتها الإنتاجية وإمكاناتها 50 ضعف أجهزة الطرد المركزي الأصلية”.
ومن جانب آخر، يبدو أن الداخل الإيراني بات على يقين من انطلاق المفاوضات النووية في نهاية المطاف، فقد ناقشت بعضُها على صفحاتها اليوم عقباتٍ تعترض طريق هذه المحادثات وكذلك وضع الاقتصاد الإيراني بعد الانتهاء منها، كما عارضت الصحف الأصولية، كما هو معتاد، هذه المفاوضات المرتقبة.
وفي هذا الصدد، قال الأستاذ الجامعي الإيراني “مهدي بازوكي” لصحيفة “ستاره صبح” الإصلاحية في موضوعها الذي عنونته بـ “العولمة، هل ممكنة في ظل العقوبات وبدون (فاتف)؟”،(*) إنه حتى لو عاد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الاتفاق النووي وأُلغِيت العقوباتُ، فإن العديد من البنوك الدولية سوف تمتنع عن التعاون مع إيران في المجال المصرفي؛ بسبب عدم انضمامها حتى الآن لاتفاقية مجموعة العمل المالي الدولية المعروفة باسم “فاتف/FATF”.
وأثار بازوكي تساؤلاً فيما يتعلق بأسباب رفض مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني لهذه الاتفاقية المالية، محذراً من تداعيات عدم انضمام إيران للاتفاقية، والتي من بينها الانخفاض المستمر في قيمة العملة الإيرانية (الريال) بسبب عدم الانضمام إلى الاتفاقية، وهو ما يعني مزيداً من التدهور في الحالة المعيشية للمواطنين.
وتطرقت الصحف الإيرانية اليوم إلى عددٍ آخر من أبرز القضايا، كان من بينها استمرار عدم اهتمام الأفراد بمراعاة إجراءات مكافحة كورونا في العاصمة طهران على الرغم من بدء تطبيق قيود مشددة أمس بعد ارتفاع معدلات انتشارها، كما لا تزال هوية المرشحين لانتخابات يونيو 2021 تثير اهتمام هذه الصحف.
وفيما يلي، نتطرق للمزيد من التفاصيل حول ما جاء في صحف إيران اليوم:
“خراسان”: المشاريع النووية المعلن عنها تعزز قدرة إيران التفاوضية
وصفت صحيفة “خراسان” المتشددة في افتتاحيتها تحت عنوان “السرعة النووية مع أجهزة الطرد المركزي الجديدة”(*) المفاوضات المرتقبة بين الولايات المتحدة وإيران بأنها “واحدة من أهم المفاوضات النووية في السنوات التي أعقبت الاتفاق النووي”. تقول “خراسان” إنه بالتزامن مع هذه الاستعدادات للتفاوض النووي، فإن إيران تقوم باتخاذ خطوات نووية تعزز من موقفها، حسب قول الصحيفة.
وتضيف “خراسان” أن إعلان روحاني أمس عن 133 مشروع نووي يأتي طبقاً للمادة رقم 36 من الاتفاق النووي وفي إطار الخطوة الثالثة من خفض طهران لالتزاماتها فيه.
“همشهري”: عدم التزام واضح في اليوم الأول لتطبيق قيود كورونا في طهران

انتقدت صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية العاصمة في افتتاحيتها تحت عنوان “لا يُقيَّدوا”(*) عدم الالتزام بإجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا في العاصمة طهران قائلة إنه على الرغم من خلو الشوارع الرئيسية في طهران من الناس، إلا أن الصخب في الشوارع الجانبية لا يزال عالياً.
وتوضح “همشهري” أن تطبيق الإجراءات بدأ أمس السبت في طهران وقد أغلقت سلاسل المحلات الكبرى أبوابها بالفعل، إلا أن المارة والعابرين من المواطنين لا يزالون يشكلون تجمعاتٍ في الشوارع مثل الأيام العادية.
“كيهان”: أخطاء وسوء تخطيط حكومة روحاني من العوامل الرئيسية في ارتفاع معدلات انتشار كورونا

وجّهت صحيفة “كيهان” المتشددة اللوم إلى حكومة الرئيس حسن روحاني في وصول موجة انتشار فيروس كورونا في الداخل الإيراني إلى الذروة مؤخراً. وقالت الصحيفة، تحت عنوان “الحكومة؛ الجميع مسؤول عن ذروة كورونا الثانية إلا نحن!”،(*) إن انتهاء فترة عطلة عيد النوروز تزامنت مع ذروة جديدة لانتشار فيروس كورونا. وأضافت “كيهان” أن أحد أسباب هذه الذروة هو لامبالاة المسؤولين عن الصحة في حكومة روحاني إزاء تحذيرات الخبراء المعنيين، وهو ما نتج عنه وصول عدد المدن ذات المستوى الخطير من تفشي المرض إلى المئات.
“كيهان”: إيران باعت بنزيناً خلال الـ 12 شهر الماضي بحوالي 3 مليارات دولار

نقلت صحيفة “كيهان” عن هيئة الجمارك الإيرانية قولها إن البلاد صدّرت خلال العام الفارسي الماضي (21 مارس 2020 إلى 20 مارس 2021) بنزيناً بأكثر من 2.9 مليار دولار برغم فرض العقوبات.
تضيف الصحيفة، تحت عنوان “إيران صدرت العام الماضي بحوالي 3 مليارات دولار بنزيناً”،(*) أن هذا المبلغ حصلت عليه طهران بعد تصدير أكثر من 7.8 مليون طن بنزين، وهو ما يمثل زيادة قدرها 618% مقارنة بالعام الفارسي السابق له، 1398، من حيث الحجم العيني و4.6 أضعاف من حيث الأموال.
باحث بالمرصد المصري



