
الرسائل البحرية … قراءة في المناورات الصاروخية الإيرانية الأخيرة
تصاعد مستمر تمت ملاحظته ورصده خلال الأشهر القليلة الماضية في التحركات العسكرية الإيرانية على المستوى الدفاعي البحري، والتي تنوعت ما بين المناورات الواسعة النطاق، والظهور الإعلامي للوسائط الأهم في الترسانة الدفاعية الإيرانية المضادة للقطع البحرية، في نسق يبدو أنه يأتي في سياق الرسائل التي توجهها طهران إلى منطقة الخليج والولايات المتحدة، ردًا على التحركات العسكرية البحرية والجوية الأخيرة في منطقة الخليج.
ملامح هذه الرسائل أكدت أيضًا أن طهران على المستوى العسكري باتت ترسخ بشكل أكبر الاستراتيجية الهجومية الرئيسية في عقيدتها العسكرية، والتي يمكن وصفها بـ (الدفاع الأمامي)، وفيها يتم الارتكاز بشكل أساسي على القدرات الصاروخية المتعددة الطبقات، بداية من راجمات المدفعية الصاروخية، مرورًا بالصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسط المدى، وصولًا إلى الصواريخ الجوالة وبعيدة المدى.
لكن بالتفحص في مجريات مناورات (اقتدار 99) و(الرسول الأعظم)، اللتين جرت فعالياتهما الشهر الجاري، تبرز تكتيكات جديدة تخدم نفس الاستراتيجية الهجومية الحالية لطهران، منها استخدام الصواريخ الباليستية في دور (الدفاع البحري)، وأيضًا استخدام الطائرات دون طيار بمختلف أنواعها، من أجل توفير الإسناد المعلوماتي والناري أثناء تنفيذ الهجمات الباليستية. وهذه الأخيرة تعد تطورًا لافتًا في الاستراتيجيات الإيرانية، لوحظت بعض بوادره خلال مسار الحرب في سوريا بشكل عام، وكذا لوحظت نماذج مشابه له في عدة ميادين أخرى للمعارك، على رأسها ميدان ناجورنو قره باغ.
أبريل 2020.. بداية التصعيد البحري الإيراني
بداية ظهور ملامح هذا التكتيك من جانب إيران، جاءت في أبريل الماضي، حين أظهرت تسجيلات مصورة نشر وحدات الحرس الثوري الإيراني، لمنظومات صاروخية مضادة للسفن، في عدة نقاط بجزيرة (قشم) الاستراتيجية، التي تطل بشكل مباشر على مضيق هرمز. اللافت أن المنظومات التي تم نشرها لم تكن صواريخ (نور) المضادة للقطع البحرية، وهي النسخة الإيرانية من الصاروخ البحري الصيني الأشهر (سي – 802)، ويصل مداها الأقصى إلى مائة كيلو متر، ومزودة برأس متفجر تصل زنته إلى 155 كيلو جرامًا. بل كانت راجمات المدفعية الصاروخية (فجر 3) و(فجر 5)، وهي منظومات مخصصة في الأساس لعمليات القصف المساحي للمواقع البرية، لكن نشرها في هذا الموضع كان مؤشرًا على محاولات إيرانية لاستخدامها في مهام الدفاع البحري.
منظومات (فجر 3) بدأ تطويرها منتصف تسعينيات القرن الماضي، بناء على تصميم منظومات كورية شمالية مماثلة، وهي مخصصة للمدفعية الصاروخية من عيار 240 ملم، وتحمل كل عربة من عربات هذه المنظومة 12 صاروخًا يمكن إطلاقها بشكل متتابع خلال دقيقتين فقط، ويحمل كل صاروخ رأسًا حربيًا تتراوح زنته بين 90 و120 كيلو جرام، ويصل المدى الأقصى لكل صاروخ إلى نحو 45 كيلو متر.
المنظومة الأهم في هذا الصدد هي (فجر 5)، المخصصة للمدفعية الصاروخية من عيار 333 ملم، وهي منظومة بدأ تطويرها أيضًا خلال تسعينيات القرن الماضي، وكانت نماذجها الأولي تعتمد على صواريخ يصل مداها إلى 75 كيلو متر، محمل عليها رؤوس حربية تتراوح زنتها بين 90 و175 كيلو جرام، لكن تم تطوير هذه الصواريخ بعد ذلك ليتجاوز مداها مائة كيلو متر.
النسخة التي ظهرت على ساحل جزيرة قشم هي نسخة بدأ تطويرها عام 2014، وهي النسخة الموجهة من هذه الصواريخ، حيث تم تزويدها بآلية توجيه داخلية، مع إمكانية التوجيه باستخدام الأقمار الصناعية، مما يزيد من دقة هذه الصواريخ بشكل كبير، وفي نفس الوقت يضع كامل الممر الملاحي في مضيق هرمز ضمن مداها، الذي يصل إلى 130 كيلو متر، ويحولها فعليًا إلى منظومة دفاع بحري ذات دقة معقولة بالنسبة إلى كونها منظومة ضرب مساحي بري في الأساس.
مؤشرات أكبر خلال مناورات (الرسول الأعظم)
مؤشرات أكبر على التكتيكات البحرية الجديدة للحرس الثوري الإيراني، ظهرت بشكل أوضح خلال المناورات الصاروخية – البحرية – الجوية (الرسول الأعظم – 14)، التي تمت خلال شهر يوليو الماضي، في نطاق المحافظات الإيرانية الجنوبية، وبشكل مركز قرب مضيق هرمز.
بغض النظر عن الهيكل التهديفي الذي اتخذته الوحدات المشاركة في هذه المناورات من أجل التصويب عليه، وحقيقة أنه لا يماثل في الحجم حاملات الطائرات الأمريكية (الحاملة نيميتز على وجه التحديد)، وأنه تجاهل دور الدفاعات المزودة بها هذه الحاملة ومجموعتها القتالية، إلا أن هذه المناورات شهدت ظهورًا أوضح للتوجهات البحرية الإيرانية الجديدة، والتي تم تأكيدها بعد ذلك خلال مناورات الشهر الجاري (اقتدار-99)، و(الرسول الأعظم – 15).
المؤشر الأول كان مشاركة النسخة الأحدث من الطائرات الهجومية دون طيار (شبحية التصميم) صاعقة/شاهد 171، والتي تمت تسميتها (شاهد – 191). سلسلة صاعقة/شاهد مبنية بشكل كامل على تصميم الطائرة الأمريكية الشبحية دون طيار (أر كيو – 170 سنتينال)، التي سيطرت إيران عليها في ديسمبر 2011، بعد إصابتها بخلل فني قرب الحدود العراقية – الإيرانية.
خلال مناورات (الرسول الأعظم 14 و15)، ظهرت النسختان الأحدث من هذه الطائرة، الأولى هي (شاهد 181)، المزودة بنقطتي تعليق خارجيتين، تم عليهما تحميل صاروخين محليي الصنع من نوع (سديد). النسخة الثانية تمت تسميتها (شاهد 191)، وتتميز بأن الصواريخ التي تتسلح بها يتم تخزينها داخل نقاط تعليق داخلية.
كلا النوعين شاركا في المناورة الأولى لاستهداف الهيكل التشبيهي لحاملة الطائرات الأمريكية، وفي المناورة الثانية تم استخدامهما لضرب الدفاعات الجوية القريبة أو المصاحبة للقطع البحرية المستهدفة. تعد هذه الطائرة في الوقت الحالي، هي الأبعد مدى في الترسانة الجوية الإيرانية، حيث تدعي طهران أنها قادرة على الطيران لمدى أقصى يبلغ 2300 كيلو متر، نظرًا لتزودها بمحرك نفاث، على عكس معظم الطائرات الإيرانية دون طيار، التي تعمل بمحركات توربينية، لكن لم يتم التأكد بشكل عملي من إمكانية وصول هذه الطائرة إلى هذا المدى الكبير.
النوع الثاني من أنواع الطائرات الهجومية دون طيار، التي تم استخدامها بشكل أساسي في كلتا المناورتين (الرسول الأعظم 14 و15)، هي الطائرة (شاهد – 129)، التي ظهرت في المناورة الأولى محملة بصاروخين مضادين للدروع من نوع (سديد)، وفي المناورة الثانية ظهرت محملة بأربعة صواريخ من نفس النوع.
دور هذه الطائرة في كلا المناورتين كان مختلفًا قليلًا؛ ففي المناورة الأولى كانت العمليات ترتكز على مهاجمة هدف بحري (مجسم حاملة الطائرات)، وبالتالي كان تدمير المجسم والقطع البحرية المرافقة له (افتراضيًا)، هو الغرض الهجومي الأساسي لكافة الأسلحة المشاركة في المناورة. أما في المناورة الثانية، فقد كان دور هذه الطائرة – بالتكامل مع طائرات (شاهد 191)، هو إحباط وتدمير الدفاعات الجوية، بجانب (القنص الحر) لأية أهداف بحرية تظهر في مسرح العمليات، لكن ظل دور كلا النوعين خلال المناورة الأولى دورًا تكميليًا مساندًا، لأن القوة الصاروخية مثلت الثقل الأساسي لهذه المناورة، التي غلبت عليها الصبغة البحرية الدفاعية.
الصاروخ الأبرز في مناورات (الرسول الأعظم 14)، هو الصاروخ الباليستي (ذو الفقار)، الذي ينتمي إلى عائلة صواريخ (فاتح)، لكنه يتميز بهامش خطأ صغير ومدى أكبر من بقية صواريخ هذه السلسلة، إذ يبلغ مداه الأقصى 700 كيلو متر، ويستطيع حمل نسخ مختلفة من الرؤوس المتفجرة، بحمولة كلية تبلغ 580 كيلو جرام.
من أهم مزايا هذا الصاروخ إمكانية تحميله برأس حربي ذاتي الحركة ينفصل عن بدن الصاروخ قرب الهدف، وذلك بعد أن يرتفع الصاروخ إلى الطبقات الجوية العليا، وهذا يقلص الوقت المتوفر أمام الدفاعات الجوية للتصدي للصواريخ المقتربة، ناهيك عن أن حجم الرأس الحربي المنفصل سيكون أصغر بمراحل من حجم الصاروخ، مما سيصعب مهمة الإسقاط أكثر، خاصة وأن الرأس الحربي يصل إلى هدفه بسرعات عالية تصل إلى سبعة أضعاف سرعة الصوت. في مناورات (الرسول الأعظم)، لم تتم تجربة هذا الرأس الحربي، لكن تمت تجربة الرأس الحربي التقليدي غير المنفصل، وحقق الصاروخ إصابة مباشرة لهيكل تشبيهي تم تصميمه بنفس تصميم الرادارات المصاحبة لمنظومات الدفاع الجوي (باتريوت).
تم أيضًا خلال هذه المناورات استخدام صواريخ أخرى، منها صواريخ (هرمز) المضادة للقطع البحرية، وهي تطوير لصواريخ (خليج فارس) الباليستية المضاد للسفن، ويبلغ مدى نسختي صواريخ (هرمز) 300 كيلو متر. ويتميز هذا النوع بأنه يمتلك آليات توجيه متعددة، تجمع ما بين التوجيه الراداري السلبي والإيجابي، بحيث يبدي الصاروخ مقاومة لمحاولات التشويش والإعاقة، ويتميز هذا النوع أيضًا برأس حربي تصل زنته إلى 600 كيلو جرام، وبهذا أصبح هذا النوع من الصواريخ أحد أذرع الردع الإيرانية الأساسية ضد القطع الحربية كبيرة الحجم، مثل حاملات الطائرات.
ظهرت خلال هذه المناورات أيضًا آليات جديدة لإطلاق النسخة الأحدث من صواريخ (فاتح) الباليستية، والتي تسمى (فاتح 313)، ويبلغ مداها نحو 500 كيلو متر، وتعمل بالوقود الصلب، وتم استخدامها للمرة الأولى عملياتيًا قبل هذه المناورات، وذلك في الهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد الجوية الأمريكية في العراق، في يناير الماضي. آليات الإطلاق الجديدة التي ظهرت خلال مناورات (الرسول الأعظم – 14)، شملت منصة إطلاق ثابتة جديدة، ومنصات إطلاق تحت أرضية.
جدير بالذكر أن مناورات (الرسول الأعظم – 14)، شهدت استخدام الوسائط الدفاعية التقليدية ضد القطع البحرية، مثل صواريخ (نصر) المطلقة من المروحيات، والنسخة البرية منها (نصير)، بجانب النسخة (نصر – 1) التي يتم إطلاقها من على متن الزوارق الهجومية السريعة، كما تم استخدام القاذفات من نوع (سوخوي – 22) في استهداف المجسم التشبيهي لحاملة الطائرات الأمريكية، عبر قنبلة انزلاقية موجهة تلفزيونيًا من نوع (ياسين).
مناورات (الرسول الأعظم – 15) و(اقتدار – 99)
فيما يتعلق بهاتين المناورتين، فقد تمتا خلال الشهر الجاري على مدار عدة أيام، في مناطق جنوب شرق إيران، وتحديدًا محافظات فارس وكرمان وسيستان وهرمزكان. المناورة الأولى (الرسول الأعظم – 15)، تمت على مرحلتين، كل مرحلة استغرقت يومًا كاملًا، في المرحلة الأولى تم تنفيذ تدريبات على عملية هجومية واسعة لتدمير أهداف برية وبحرية.
وخلال تلك التدريبات، بدأت القوات المهاجمة أولًا باستهداف وتدمير الدفاعات الجوية المعادية، وذلك عبر عدة وسائط جوية، فتم تجربة صاروخ (الماس) المحلي الصنع الجديد، من على متن طائرة هجومية دون طيار من نوع (أبابيل – 3)، وهذا الصاروخ يعد من ضمن عشرات الأسلحة والصواريخ التي قامت الصناعات العسكرية الإيرانية بإنتاجها عن طريق مبدأ (الهندسة العكسية)، من نماذج أخرى لأسلحة من دول أخرى، وفي هذا الإطار يعد صاروخ (الماس)، النسخة الإيرانية من صاروخ (سبايك) الإسرائيلي المضاد للدروع، والذي حصلت إيران على نسخة منه خلال حرب عام 2006 في لبنان، ويتميز هذا الصاروخ بقدرته على تنفيذ هجمات من زوايا أفقية قاتلة، خاصة ضد المدرعات.
كذلك استخدمت القوات المشاركة في المناورات، طائرات (شاهد 191) و(شاهد – 129) المسلحة دون طيار، التي سبق الإشارة إليها، بجانب نوعين من أنواع الطائرات الانتحارية دون طيار، الأول هو الطائرة الهدفية (أراش) التي تم تحويرها منذ سنوات لتصبح بمثابة طائرة انتحارية تصطدم بالهدف مباشرة، الجديد فيها كان آلية الإطلاق، التي أصبحت مشابهة لآلية إطلاق الطائرات الإسرائيلية الانتحارية (هاروب). النوع الثاني الذي تم استخدامه هو نوع يظهر للمرة الأولى في التسليح الإيراني، وتم استخدامها للاستهداف الدقيق لوسائط الدفاع الجوي، والمفارقة هنا أنه يوجد تطابق واضح بين هذا النوع وبين حطام طائرات انتحارية دون طيار، تم العثور عليها في اليمن وجنوب المملكة العربية السعودية.
يضاف إلى ذلك، تجربة استخدام صواريخ جو – جو على متن الطائرات الانتحارية دون طيار (كرار)، بحيث تقوم بمهام الدفاع الجوي خلال الهجوم الرئيسي، وكذا الدفاع عن نفسها ضد محاولات الطائرات المعادية تدميرها أثناء التحليق، وحملت هذه الطائرة صاروخ محلي الصنع، مشابه في تصميمه الخارجي لصاروخ القتال الجوي الأمريكي (سايد وايندر).
تضمنت المرحلة الأولى لهذه المناورات أيضًا، إطلاق نوعين من أنواع الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، الأول هو النسخة الأحدث من صواريخ (ذو الفقار) المسماة (ذو الفقار – بصير)، المزود برأس حربي سريع الحركة، ينفصل في المراحل الأخيرة للتحليق، ويتميز بدقته الشديدة نظرًا لتزويد الصاروخ بباحث كهروبصري أو باحث حراري.
تقنية الرأس الحربي المنفصل، تمت تجربتها خلال إطلاق الصاروخ الباليستي الثاني، وهومن نوع (دزفول)، ويعد الصاروخ الأكثر أهمية في كامل المناورات، نظرًا لأن مداه يصل إلى نحو 1000 كيلو متر، وقد تمكن من إصابة هدفه بنجاح. والأهم هنا أن الصاروخ في مراحل طيرانه الأخيرة قرب الهدف قام بالتحليق على ارتفاعات شاهقة، ومن ثم أطلق قرب الهدف الرأس الحربي الخاص به، والذي اندفع بسرعة عالية نحو الهدف كما أظهرت التسجيلات المتوفرة.
المرحلة الثانية من مناورات (الرسول الأعظم – 15)، تضمنت إطلاق مجموعة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، العاملة بالوقود السائل، وهي صاروخ (عماد)، الذي يبلغ مداه نحو 1700 كيلو متر، ومزود أيضًا بتقنية (الرأس الحربي المنفصل)، الذي تصل زنته إلى 700 كيلو جرام، وصاروخ (غدير – أتش)، الذي يصل مداه إلى 1650 كيلو متر، وصاروخ (سجيل – 2) الذي يصل مداه إلى 2000 كيلو متر، وهو الصاروخ الأبعد مدى ضمن مجموعة الصواريخ التي تم استخدامها خلال مرحلتي المناورات.
إجمالًا، بالنظر إلى ما تقدم، وواقع أن إيران قد تمكنت أولًا من امتلاك صواريخ بحرية تغطي كامل مضيق هرمز، وثانيًا تمكنت من امتلاك القدرة على شن هجمات مؤثرة ودقيقة ضد القطع البحرية من مسافات بعيدة تقترب من 2000 كيلومتر، وإذا وضعنا كل هذا جنبًا إلى جنب مع القدرات الأخرى التي تمتلكها طهران في مجال الحروب البحرية، سواء فيما يتعلق بالزوارق الانتحارية أو الألغام البحرية، نخلص إلى نتيجة مفادها أن طهران تمتلك بالفعل أوراقًا لتهديد الأمن البحري في منطقة الخليج.
وهي أوراق تتزايد بشكل مطرد، خاصة في ظل عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حلول جذرية لهذه التهديدات، التي طالت حتى السفن التجارية، وظلت طهران عقب كل اعتداء في مأمن من أي تبعات قانونية أو سياسية، وهذا الواقع سيفرض على دول المنطقة معادلات لابد من وضعها في الحسبان عند التخطيط للتكتيكات المستقبلية على المجالين البحري والتسليحي.
باحث أول بالمرصد المصري