الأمريكتان

نص كلمة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد تنصيبه رسميا

اعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن أن هذا هو يوم الولايات المتحدة، يوم الديمقراطية، يوم للتاريخ والأمل، للتجديد والحسم. وأضاف في كلمة له بعد تنصيبه رسميًا ليكون الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية: “منذ عصور بعيدة كانت أمريكا دائمًا قادرة على التحدي. اليوم نحتفل بالنصر ليس نصر مرشح ولكن نصر قضية هي “الديمقراطية”. إرادة المواطنين قد سمعت، وتم تلبيتها، وقد تعلمنا مرة أخرى أن الديمقراطية غالية الثمن ولكنها ضعيفة ولكن هذه المرة الديمقراطية هي الغالبة”.
وتابع: “في نفس هذه الأراضي كان هناك بعض العنف أمام مبنى الكونجرس، ولكننا أمة واحدة لا يمكن تفريقنا، يرعانا الله، نحن ننقل السلطة من رئيس إلى رئيس منذ عقود وعصور. نحن الأمريكيين نتحلى بالشجاعة والتفاؤل ونضع أعيننا على وطننا الذي نرعاه دائمًا. أنا أشكر كل الرؤساء السابقين من كلا الحزبين الحاضرين هنا اليوم”.
واستكمل: “أنا اعرف مدى صلاية الدستور الأمريكي وقوة بلدنا، كما كان يعرفها الرئيس كارتر الذي تحدثت إليه بالأمس ولم يستطع أن يكون معنا اليوم، ونحيه لكل ما انجزه وخدمته للولايات المتحدة”.
واستطرد: “لقد اقسمت اليمين منذ قليل وهو اليمين الذي اقسم به جورج واشنطن، لكن القصة الأمريكية لا تعتد على أحد منا أو بعض منا ولكنها تعتمد علينا جميعًا. ونحن الشعب الذي يسعى دائمًا للتوحد والوحدة. هذه أمة عظيمة، ونحن شعب طيب دائمًا نسعى للخير في الحرب والسلام. ولكن الطريق لا يزال امامنا طويلًا، سوف نتحرك للأمام وبسرعة لأن علينا الكثير لكي ننجزه خاصة في هذه الأوقات، الكثير من إعادة البناء، والكثير مما سنكسبه”.
وأكد أنه كان هناك تحديات كثيرة في الماضي، لكن لا يوجد أي وقت أكثر تحديًا من الآن مع هذا الفيروس الذي قضى على العديد من المواطنين يتخطى عددهم الذين قضوا في الحرب العالمية الثانية. العديد من الأعمال قد أغلقت. وهناك قضايا عرقية أثيرت.
وشدد على أن الحلم الذي كان الأمريكيون يسعوا إليه دائمًا هو أن يكونوا موحدين، هذا الحلم سيستمر. لافتًا إلى أنه الان “يظهر بعض التطرف السياسي من بعض الفصائل التي يجب أن نواجهها وسنهزمها”. مؤكدًا أن “كل هذه التحديات تتمثل في استعادة الروح الأمريكية والحفاظ على الديمقراطية، والأهم منها الوحدة”.
وأضاف: “في عام 1863 وقع إبراهام لينكولن، وقال حينها إن اسمي سيذكر في التاريخ بسبب هذا الحدث الذي وقتعه وروحي كلها فيه، وهذا اليوم من شهر يناير روحي أنا كلها في هذا الحدث وهو توحيد بلدنا وشعبنا، وارجو من كل الأمريكيين أن ينضموا لي في هذه القضية”.
وتابع: نتوحد لمجابهة الأعداء والكره والتطرف والعنف والبطالة واليأس. بالتوحد والوحدة يمكننا أن نتخطى الكثير ونصحح الأخطاء ونوفر الوظائف وأن يكون أطفالنا في مدارس أمنة وأن نتغلب على هذا الفيروس القاتل. وسوف نعمل على إعادة بناء الطبقة الوسطى. ويُمكن أن يكون هناك عدل عرقي، وأن نجعل أمريكا هي القوة القائدة دائمًا للخير في العالم. انا اتحدث عن الوحدة، ربما قد يبدو هذا للبعض حلم غير عقلاني، لكني اعرف أن هناك فرقة حدثت، واعرف أن تاريخنا دائمًا كان كفاح دائم بين الحلم الأمريكي أننا كلنا خلقنا متساويين وما يواجهه من الواقع الذي يشهد مشاكل عرقية ومشاكل مختلفة”.
وشدد على أن النصر لابد أن يتم السعي إليه، فقد كان هناك العديد من الكفاح، لكن دائمًا الخير هو الذي ينتصر، ففي كل اللحظات الصعبة توحدنا معًا لكي نستمر، ويمكننا أن نقوم بهذا الآن. التاريخ والايمان والعقل يوضحوا لنا الطريق. يمكننا أن ننظر لأنفسنا ولبعضنا البعض كجيران وليس كأعداء. يمكننا أن نتوحد ونخفض حدة المناقشات الساخنة. إذا حدث التوحد سيكون هناك هدوء وسلم.
وأكد أن هذه هي لحظتنا التاريخية التي نواجه فيها بتحدينا هذه الأزمة، إن وحدتنا هي الطريق للمستقبل، ونبقي بحق الولايات المتحدة الأمريكية، انا أضمن لكن إننا إذا عشنا هكذا فلن نفشل، لأننا لم نفشل أبدًا في أمريكا عندما نعمل معًا. واليوم في هذا المكان لنبدأ من جديد كلنا، لنستمع إلى بعضنا البعض مرة أخرى ولننظر لبعضنا البعض مرة أخر، ولنحترم بعضنا البعض مرة أخرى، ونخمد هذه النيران التي تدمر طريقنا ومستقبلنا. كل هذه الخلافات لا يمكن أن تكون سبب لحرب شاملة، لابد أن نرفض الفضائل التي تحاول أن تفرقنا.
وأضاف: “علينا ان نكون مختلفين عن هذا وعلى أن أمريكا أن تكون أفضل من هذا. وأنا أعرف أن أمريكا أفضل من هذا. انظروا حولكم هنا نقف أمام قبة الكونجرس، عندما كان في أعقاب الحرب الأهلية الأمريكية كانت الوحدة على المحك ولكننا توحدنا، والوحدة هي التي سيطرت. ننظر إلى ممشى الحرية الذي تحدث فيه الدكتور مارتن لوثر كينج. ننظر إلى هذا المكان الذي وقف فيه المتظاهرون الذين كانوا يدافعون عن كل قضايا أمريكا ومنهم من كان يحاول أن يجعل للمرأة صوت والآن لدينا نائبة الرئيس كمالا هاريس”.
وتابع: “نحن هنا على مقربة من نهر الباتوميك والمقبرة الوطنية “أورلنتن” التي يرقد فيها من ضحوا من أجل الولايات المتحدة. لا يمكن أبدا أن يتم استخدام العنف لكي ينزعنا من هذه الأراضي. لن يحدث ليس اليوم أو غدًا. لن حدث أبدًا”.
وشكر بادين كل من دعموا حملته، قائلًا: “أشكركم على كل هذا الإيمان الذي أمنتم بي”. وخاطب من لم يدعمه قائلًا: “انظروا إلىّ وإلى قلبي. إذا كنتم غير متفقين معي فليكن هذه هي الديمقراطية، وهذه هي الولايات المتحدة، الرأي الحر، وهذه هي قوة الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن اسمعوني الخلاف لا يؤدي إلى الفرقة، وانا أعدكم بأنني سأكون رئيسًا لكل الأمريكيين، وأعدكم أن أقاتل من أجل هؤلاء الذين دعموني والذين لم يدعموني”.
واستطرد: “منذ قرون مضت السيد أوجاستين، وهو قديس كنيستي، كتب إلى شعب الكنيسة أن يتوحدوا من خلال محبة بعضهم البعض. أحد الأهداف التي طالب بها هي المحبة والوحدة. إننا نسعى دائمًا لإيجاد الفرص والكرامة والاحترام الفرض والحقيقة. فمنذ عدة شهور أو أسابيع كان هناك حقائق وهناك أكاذيب، أكاذيب قيلت من أجل السلطة ومن أجل الكسب. نحن كمواطنين وكقادة الذين أقسمنا على حماية الدستور والحفاظ على دولتنا ودحض الكذب”.
وأكد أنه يتفهم أن العديد من المواطنين الأمريكيين ينظرون إلى المستقبل على أنه ملئ بالقلق وأنهم قلقين بشأن وظائفهم، لكنني أعدكم أن أفهم واتفهم هذا الكلام. بالتأكيد أقول إن هناك من لا يسعون في نفس الطريق الذي تسعون إليه، علينا أن ننهي هذه الحرب غير المعلنة الأزرق والأبيض، يمكننا أن نفعل هذا، إذا انفتحت أرواحنا وأظهرنا بعض التواضع وبعض المرونة، إذا كنا نريد أن نقف محل الرجل الآخر وأن ننظر من منظوره… وهنا شيء عن الحياة أحب أن أقوله “إنه لا يوجد شيء يمنع القدر في بعض الأحيان ربما تحتاج إلى المساعدة وفي أحيان أخرى بمكنك المساعدة. وبهذه الطريقة ستكون بلدنا قوية وغنية وأكثر جاهزية من أجل المستقبل، ولكن يمكننا أن نختلف أيضًا”.
واستطرد: “مواطنيّ الأمريكيين العمل الذي أمامنا يقول إننا نحتاج إلى بعضنا البعض لكي نستمر خلال هذا الشتاء القارس، ربما هذه أكثر فترات الفيروس قساوة، علينا أن ننحي السياسة جانبًا ونواجه هذه الجائحة كأمة واحدة. وأنا أعدكم كما يقول الانجيل أن البهجة دائما ستأتي في الصباح. واعدكم أننا سنتخطى هذا معًا”.
وتابع: “كل زملائي الذين خدمت معهم في مجلس الشيوخ والمسؤولين السابقين يعرفون أن العالم ينظر إلينا ويطلع إلينا ويتابعنا، وهنا رسالتي لمن هم خارج حدودنا الولايات المتحدة تم اختبارها وخضعت للتحدي ولكننا خرجنا أقوياء سوف نعود إلى العالم مرة أخرى ليس لمواجهة تحديات الماضي ولكن تحديات اليوم والمستقبل. وسنقود ليس فقط بالمثال الذي نحن عليه ولكن بقوة هذا المثال. سوف نكون شريكًا قويًا للنمو والأمن”.
وطلب بادين من المجتمعين مشاركته في لحظات صامته من الصلاة ترحمنًا على كل من قضوا بسبب الجائحة، واعتبر أن هذا هو أول قرار له بعد توليه المنصب.
وأضاف: “نحن نواجه هجمة على الديمقراطية، وفيروس قاتل، ومشكلة اقتصادية، ومشكلة مناخية، دور الولايات المتحدة كبير. نحن نواجه كل هه التحديات. أمامنا الكثير لأفعله. انا أعدكم. سيتم الحكم علينا أنا وأنتم بشأن كيفية التغلب على هذه الازمة الكبيرة في هذا العصر، وكيفية الوفاء بما عهدناه. أنا اعدكم بأن نكون على قدر المسؤولية. والقصة الأمريكية ستسمر فهي مثل أغنية وهو السلام الوطني الأمريكي الذي يقول إن صلوت القرون جعلتنا نقف هنا اليوم. أنني في قلبي عندما تنتهي أيامي سأقول دائمًا أمريكا أمريكا أنا منحتك كل ما املك. علينا أن نضيف إلى الكلمات الموجودة في النشيد الوطني. إذا فعلنا ذلك فإن أطفالنا وأطفال أطفالنا سيقولون عننا أننا قد أدينا ما علينا. وأننا قمنا بواجبنا وحافظنا على وحدة الأمريكيين”.
واختتم قائلًا: سأكون معكم. وسأدافع عن الدستور الأمريكي، وسأدافع عن الديمقراطية، وسأدافع عن الولايات المتحدة الأمريكية. وسأحافظ على ممتلكاتكم. وسوف أكون في خدمتكم ليس من أجل مجد شخصي ولكن من اجل خدمة الوطن. نحن هنا من أجل قصة الأمل وليس الخوف، النور وليس الظلام، نحن هنا من أجل المحبة، لتكن هذه القصة هي قصتنا هي التي تقودنا. إننا سنكون على قدر المسؤولية. الديمقراطية لن تنتهي أثناء وجود هذا الجيل. نحن نقف وسنقف دائمًا كمنارة للعالم وهذا ما نحمله في جعبتنا من أجل المستقبل ومن أجل الأجيال القادمة، مع التصميم والعزم سنقوم بالواجبات التي علينا. يقودنا الواجب وحبنا للوطن. وليبارك الله أمريكا ويحمي قواتنا… شكرًا أمريكا”.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى