
تقرير دولي يحذر من تحول كندا لـ”مركز رئيسي” لأنشطة النظام الإيراني غير المشروعة
عرض – علي عاطف
حذّر تقريرٌ دولي نشرته “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” الأمريكية يوم 28 سبتمبر الجاري تحت عنوان “ترودو يخذل الإيرانيين-الكنديين”، من تحول دولة كندا إلى “مركز رئيسي” لأنشطة النظام الإيراني غير المشروعة وإلى إيواء داعميه وتهديدهم لمعارضي النظام حتى من الحاصلين على الجنسية الكندية.
وانتقد التقرير، الذي كُتب بقلم الباحث في مؤسسة “راند” للأبحاث والتطوير علي رضا نادر، الحكومة الكندية بشأن عدم سعيها لإيقاف هذه الأنشطة لعدد من الأسباب من بينها حجم الاستثمارات التي يمتلكها الإيرانيون الموالون للنظام على الأراضي الكندية.
وفيما يلي، نستعرض ما جاء في التقرير:
كندا أصبحت “مركزاً رئيسياً” لداعمي نظام طهران ولم تعد مكاناً آمناً للمعارضين
يبدأ التقرير بالقول إن التحولات خلال الفترة الأخيرة “تؤكد” تحوّل كندا إلى “مركز رئيسي” لأنشطة النظام الإيراني وداعميه، بل وأنها صارت مكاناً غير آمن لمعارضي النظام في طهران.
فعلى سبيل المثال، تلقّت أسرُ عشرات الضحايا الكنديين-الإيرانيين الذين كانوا على متن طائرة “بوينج 737” التي أُسقطت في إيران يوم 8 يناير 2020 تهديداتٍ من النظام الإيراني ووكلائه في كندا، في الوقت الذي تتبع فيه أوتاوا المسار الدبلوماسي مع النظام الإيراني.
وليس هذا فحسب، بل إن بعض الكنديين-الإيرانيين في مدينة تورنتو تم تهديدهم علناً بالاعتداء الجسدي عليهم من قِبل النظام الإيراني وداعميه. ويصف التقرير السياسة الكندية حيال إيران بـ”غير المثمرة”.
يُضيف التقرير أن الكنديين-الإيرانيين حذّروا الحكومة الكندية من تزايد النشاط الإيراني داخل كندا، إلا أن أوتاوا لم تُعِرْهم انتباهاً، ورحبت باستثمار الإيرانيين في الاقتصاد الكندي وبالتالي تعزيز شعبية الحزب الليبرالي الحاكم.
وخلال احتفالهم بذكرى عاشوراء العام الجاري، حسبما يشير التقرير، قام مؤيدون للنظام الإيراني في تورنتو الكندية بتهديد المعارضين للنظام علناً، ووعدوهم بانتقام الحرس الثوري منهم. وقام هؤلاء كذلك بإبراز دعمهم علناً لشخصيات إيرانية مثل المرشد علي خامنئي وقائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني برغم تصنيفه إرهابياً.
ويتعجب الكاتب قائلاً إن الأغلبية الكاسحة من الإيرانيين الذين غادروا بلادهم بسبب النظام وجدوا شباكته واسعة داخل الأراضي الكندية.
مسؤولو النظام الإيراني وعمليات غسيل الأموال على الأراضي الكندية
يُحذّر التقرير وكاتبُه علي رضا نادر من عمليات غسيل الأموال التي يقوم بها النظام الإيراني في كندا.
يقول نادر إن العديد من مسؤولي النظام الإيراني وحلفاءه قاموا بعمليات غسيل أموال تُقدَّر بمليارات الدولارات الأمريكية نقلوها من بلادهم إلى كندا، واشتروا بها عقاراتٍ فاخرة، واستقروا ليعيشوا حياة رغيدة بمدن مثل تورنتو وفانكوفر الواقعتين أقصى جنوبي كندا.
ويضرب التقرير مثلاً بهؤلاء المسؤولين الإيرانيين وهو مدير “بنك ملى” الإيراني السابق “محمود رضا خاوري” الذي اختلس من بلاده 2.6 مليار دولار وطار بهم إلى كندا واستقر هناك في تورنتو مع أسرته، ويدير الآن عدة مشاريع من بينها 5 مطاعم.
وإلى جانب خاوري، يعيش عملاء الاستخبارات الإيرانية في كندا حياة مرفهة وبشكل علني ويسافرون من وقت لآخر إلى بلدهم إيران.
دعوة لاتخاذ جاستن ترودو موقفاً أكثر صرامة تجاه أنشطة إيران
يدعو التقرير في نهايته حكومة رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه أنشطة النظام الإيراني ومؤيديه على الأراضي الكندية. ويتساءل الكاتب “لماذا لن تقوم حكومة ترودو بشيء؟”، مرجحاً أن استثمارَ عناصر النظام الإيراني مليارات الدولارات في الاقتصاد الكندي “ربما” يكون هو السبب في ذلك.
يصف الكاتب موقف ترودو حيال إيران بـ”المتردد” قائلاً إنه طالب طهران بتوضيح تفاصيلَ بشأن سقوط الطائرة الأوكرانية التي قُتل فيها 57 كندياً، إلى جانب 119 شخص آخر، إلا أنه لم يَقْدِم على فرض أية ضغوط “ذات معنى” ضد النظام الإيراني “ما جعل وعودَه فارغة أمام الكنديين الإيرانيين”.
وعلى الرغم من إثناء التقرير على تصنيف كندا للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية إلا أنه يقول إن ترك ترودو للكنديين-الإيرانيين بهذه الحالة سيكون “وصمة عارٍ على إرثه” خاصة إذا ما سقط النظام الإيراني.
باحث بالمرصد المصري