حذر مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس من رفع إجراءات الحد من فيروس كورونا مبكراً، والذي يؤدي إلى عودة مميتة للعدوى، لذا على الدول توخي الحذر من تخفيف القيود، حتى في الوقت الذى يناضل فيه البعض مع التأثير الاقتصاي جراء الوباء.
وذكر تقرير بثته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن الدول الأكثر تضررا فى أوروبا إيطاليا وإسبانيا كلاهما يعمل على تخفيف الإجراءات، لكن تستمر عمليات الإغلاق ، مشيرا إلى أن هناك 1.6 مليون حالة إصابة بالفيروس، و101.000 حالة وفاة على المستوى العالمي.
وأعلن تيدروس ، في مؤتمر صحفي في جنيف تباطؤا مرحبا به في انتشار الأوبئة فى بعض الدول الأوروبية، مضيفا أن المنظمة تعمل مع الحكومات على صياغة استراتيجية لتخفيف القيود، ولكن لن يتم تطبيق ذلك فى وقت قريب. وفى حالة رفع القيود بسرعة كبيرة يمكن أن يؤدى ذلك إلى عودة مميتة، وينبغي أن تتم إدارة الأمور بطريقة صحيحة.
كيف تخفف إسبانيا وإيطاليا القيود؟
تستعد الحكومة الإسبانية بالسماح لبعض العمال غير الضروريين فى قطاعات البناء والإنتاج بالمصانع بالعودة إلى وظائفهم يوم الإثنين، وقد سجلت إسبانيا أقل حصيلة يومية لها منذ 17 يوما 605 حالة وفاة يوم الجمعة من إجمالى 15843 حالة وفاة بالفيروس. وحثت الحكومة المواطنين على مواصلة الإلتزام بقواعد التباعد الاجتماعى خلال عطلة عيد الفصح فى نهاية الأسبوع.
وفى إيطاليا مد رئيس الوزراء جوزيبي كونتي فترة التأمين الوطنى حتى 3 مايو، محذراً من إضاعة ما تحقق من مكاسب حتى الآن، ومع ذلك سيسمح بإعادة فتح جزء صغير من الأعمال التجارية يوم الثلاثاء التى أغلقت أبوابها منذ 12 مارس، تحديدا المكتبات ومحلات ملابس الأطفال، لكن تشير تقارير إعلامية بأنها تتضمن مغسلة الملابس وخدمات أخرى.
وتم السماح لمحلات البقالة والصيدليات بالعمل منذ بدء الإغلاق، وقد ارتفع عدد حالات الوفاة فى إيطاليا إلى 570 يوم الجمعة وهو رقم منخفض عن اليوم السابق حيث كان يبلغ 610 حالة، وتباطئت عدد الحالات الجديدة قليلاً من 4204 إلى 3951.
وفى دول آخرى أعلن رئيس الوزراء الأيرلندى ليوفارادكار عن تمديد إجراءات غلق البلاد حتى 5 مايو، وقد فرضت تركيا حظر التجول لمدة 48 ساعة فى 31 مدينة تتضمن اسطنبول وأنقرة، لتبدأ منتصف الليل، وقد أثار هذا الأعلان الذى صدر قبل ساعتين من الموعد المقرر لبدء الحظر الذعر وحشود المتسوقين.
ومن المقرر أن تستمر حالة الطوارئ فى البرتغال حتى 1 مايو وفقاً للرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوسا.
وتتعرض الحكومة فى المملكة المتحدة لضغوط لتوضيح كيف يمكن رفع القيود؟، وأجابت أن القيود سوف تظل قائمة إلى أن تظهر الأدلة أن الذروة قد انتهت.
وقد صرح رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوزا مساء الخميس مد غلق البلاد الذى استمر 21 يوم إلى أسبوعين آخرين، واعتبر حزب المعارضة الرئيسى أنها خطوة ستؤدى إلى كارثة اقتصادية.
ارتفع عدد حالات الوفاة فى فرنسا من 1000 إلى 13.197 حالة يوم الجمعة، لكن انخفض عدد الأشخاص فى وحدات العناية المركزة انخفاضاً طفيفاً لليوم الثانى على التوالى.
هل تباطأ انتشار الفيروس ؟
رحب مدير منظمة الصحة العالمية بالتباطؤ فى انتشار الفيروس فى بعض الدول الأوروبية يوم الجمعة، ويقول المسؤولون الأمريكيون أن تفشى الفيروس قد يبدأ فى التلاشى هناك، وقالت ديبورا بيركس منسقة مكافحة فيروس كورونا في البيت الأبيض يوم الجمعة “على الرغم من وجود علامات مشجعة إلا أن الوباء لم يصل إلى ذروته بعد”.وحذر تيدروس من انتشار الفيروس فى دول آخرى كالدول الأفريقية، حيث وصل الفيروس إلى المناطق الريفية، حيث نرى مجموعة من الحالات تنتشر فى أكثر من 16 دولة فى القارة، وقال “نتوقع معاناة شديدة للأنظمة الصحية المثقلة بالفعل لاسيما بالمناطق الريفية التى تفتقر عادة إلى الموارد الموجودة فى المدن”.
باحث ببرنامج العلاقات الدولية
