مصر في أرقام

خطوات مصر لاستعادة ريادتها في صناعة “الغزل والنسيج”

على مدى السنوات الماضية، كانت المساحة المنزرعة من القطن تزداد تارة وتتقلص تارة أخرى، لدرجة بدا معها أن مصر في طريقها للخروج من المنافسة في سوق القطن العالمي وسوق صناعة الغزل والنسيج، إلى أن تنبهت إدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لهذا الأمر، فبدأت في اتخاذ عدة سياسات لتطوير والنهوض بهذه الصناعة.

وبالفعل تم وضع خطة شاملة، بدأت بالإعداد لمنظومة متكاملة لتجارة الأقطان وشملت ثلاثة محاور رئيسية: “الإصلاح الإداري والتشريعي، مشروعات إعادة الهيكلة الفنية، وتعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة”، والتي سيتم تعميمها في موسم 2020، بتكلفة 21 مليار جنيه.

 وتبدأ تلك الخطة بالمحالج لتضمن جودة وسرعة فائقة، ثم مراحل الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز، بالتزامن مع جهود تهيئة المصانع لاستقبال الماكينات والمعدات الجديدة، ودمج عدد 31 شركة تتبع القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، إلى 10 كيانات فقط، بحسب دراسة الاستشاري العالمي “وارنر”، الذي تم التعاقد معه كاستشاري عام لتنفيذ المشروع ولإعادة هيكلة العمالة ولتنفيذ عملية الدمج.

حيث دمجت وزارة قطاع الأعمال العام 9 شركات “حليج وتجارة وكبس” في شركة واحدة، ودمج 22 شركة “غزل ونسيج وصباغة” في 9 شركات كبرى، وتحديد ثلاث مراكز رئيسية متكاملة تضم كافة مراحل الصناعة، وثلاث مراكز للتصدير، وتخصص الشركات الستة الباقية في مرحلة تصنيع معينة “غزل، نسيج، صباغة وتجهيز” أو منتجات تستهدف فئة معينة.

حيث سيتم تقليص عدد الشركات الشقيقة العاملة في نفس النشاط، والتي تتنافس فيما بينها تحت مظلة القابضة للغزل والنسيج، لضمان تركيز العمل داخل الشركات، فضلا عن تقليل التكاليف الثابتة، ما سيحسن من وضع تلك الشركات، إلى جانب تسهيل عملية تدريب العمال وإعادة توزيعهم بما يتناسب مع طبيعة العمل، ويعد هذا الدمج ماليا وليس نقل المصانع من أماكنها الحالية.

وخلال اجتماعه الخميس 6 فبراير الجاري، برئيس الوزراء ووفد رفيع المستوى، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمواصلة خطة الدولة المصرية الطموحة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج، وإعادة القطن المصري إلى سابق عهده، من خلال تصور متكامل لمنظومة القطن بجميع محاورها الزراعية والتجارية والصناعية، فضلا عن التركيز على كيفية تعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة، وكذا المردود الناتج عن القطاعات ذات الميزة النسبية بالدولة لصالح الاقتصاد الوطني.

الفيوم نموذجًا

https://mediaaws.almasryalyoum.com/news/large/2017/12/18/758027_0.jpeg

تم الانتهاء من تطوير أول محلج بمحافظة الفيوم، في ضوء خطة إحلال المحالج القديمة وعددها 25 محلجا، بمحالج جديدة، فيما تم حصر أراضي المحالج القديمة، وجار استكمال إجراءات تغيير استخدامها إلى سكنى، لتعظيم العائد من التصرف فيها، لتمويل خطة التطوير.

كما شهدت الفيوم أيضًا إلى جانب محافظة بني سويف تنفيذ منظومة جديدة لاستلام وتجارة القطن تجريبيا موسم 2019، في إطار تفعيل توصيات اللجنة الوزارية للقطن والمشكلة بقرار من رئيس مجلس الوزراء لإعداد تصور كامل لمنظومة القطن، بمشاركة وزراء الزراعة والتجارة والصناعة وقطاع الأعمال العام.

وتعتمد تلك المنظومة على استلام القطن من المزارعين مباشرة خلال موسم الجني في مراكز للتجميع، تُديرها احدى شركات القابضة للقطن والتابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، ومن ثم تقدم بسعر ملائم للفلاح قائم على نظام المزايدة؛ لتشجيعه على الحفاظ على قطنه من التلوث.

وتستعد شركة مصر حلوان للغزل والنسيج لتدخل ضمن المرحلة الأولى في خطة التطوير، والتي من المقرر أن تبدأ في أبريل المقبل، والذي سيتضمن تطوير مصنعين أحدهما للغزل ومصنع للنسيج، ووحدة تجهيزات كاملة، وفقا لخطة توريد المعدات الحديثة، إلى جانب تطوير مصنعًا قائمًا بالفعل وانشاء مصنع جديد، وذلك لإنتاج أقمشة نسيجية تصلح للسوق المحلي.

مصر تستعد لإنشاء أكبر مشروع للغزل في العالم

الفيديو من صحيفة الشروق

بالتعاون بين الشركة “القابضة للغزل والنسيج” وشركة “ريتر” السويسرية، أعلنت وزارة قطاع الأعمال العام عن خطتها لإنشاء أكبر مصنع في مصر للغزل في مدينة المحلة في العالم “المحلة1”، والذي يمتد على مساحة 80 ألف متر، وسيتخصص في إنتاج الغزول الرفيعة المصنوعة من القطن المصري بهدف تزويد القيمة الإضافية منه، والاستفادة من سمعته العالمية.

ويستوعب هذا المصنع 182 ألف ماكينة مغزل غزل، وسينتج 15 طن أقطان مصرية لكل يوم ببذور قطن رفيعة و15 طن بذور سميكة، بإجمالي 30 طن لكل يوم، بالإضافة إلى وجود مجموعة من مصانع النسيج والصباغة والتجهيز والتي ستعمل مع المصنع الجديد بشكل متصل، وذلك بحسب تصريحات الدكتور أحمد مصطفى، رئيس الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، الذي أكد بأن الإعلان عن إنشاء أكبر مصنع في العالم هو باكورة المصانع الجديدة الموضوعة في خطة التطوير، وأن شركة المحلة ستحظى بأكبر عدد من المصانع التي سيجرى تطويرها، مشيرًا إلى تطوير شامل للمصانع التي لم يحدث بها استثمارات منذ اكتر من ٥٠ عامًا.

C:\Users\DELL\Desktop\resize.jpg

ويضم مصنع الغزل والنسيج في المحلة؛ خط إنتاج خيط طرف مفتوح يتكون من 6 ماكينات، بالإضافة إلى أكفأ ماكينة كومباكت في العالم، وأحدث خط تفتيح وتنظيف مكون من 42 ماكينة كرد، 18 ماكينة سحب، و23 ماكينة تمشيط، و16 ماكينة برم، إلى جانب 112 ماكينة غزل كومباكت، تحتوي كل ماكينة على 1632 مغزلا، ويبلغ طولها 63 مترا، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج في نهاية عام 2021.

يذكر ان أكبر مصنع للغزل والنسيج حاليًا يتواجد بدولة الهند ويعمل بطاقة 160 ألف مخزن، أما المصنع المصري الجديد فسيعمل بطاقة 182 ألف مخزن.

فيما تتضمن خطة وزارة قطاع الأعمال العام أيضًا برنامجًا شاملاً لإحياء صناعة الغزل والنسيج؛ من خلال إنشاء عدد من المصانع في مناطق مختلفة في انحاء مصر ” دمياط، المحلة الكبرى، شبين الكوم، كفر الدوار، الدلتا، حلوان، وجه قبلي”، بداية بمصنع المحلة، والذي سيحتوي على خط إنتاج خيط طرف مفتوح، وأحدث خطوط إنتاج للتفتيح والتنظيف، وتعتمد ماكينات خطوط الإنتاج في المصنع على القطن طويل التيلة في مصر.

وايمانًا بأهمية رفع مهارات العاملين للحصول على نتائج أفضل، ولضمان استمرارية العمل بنفس الأداء، فقد تم تخصيص مبلغ 700 مليون جنيه لتدريب العمالة في مراكز تدريب على أعلى مستوى، وذلك وفقًا لتصريحات الدكتور أحمد مصطفى.

تعد تلك المبادرة خطوة جديدة في طريق تطوير حال الصناعة المصرية التي عانت الإهمال والضعف خلال السنوات الماضية، والتي تضمن فرص عمالة جديدة، باعتبار أن تلك الصناعة تعد من الصناعات كثيفة العمالة، فضلا عن كونها ستسهم في النهوض بمكون هام من مكونات الاقتصاد المصري، خاصة وأنه يحظى بسمعة عالمية في الأسواق الدولية.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى