
مصرية داعشية تكشف دوافع انضمامها للتنظيم وكيفية سفرها
سعى تنظيم داعش منذ بدايته على تجنيد آلاف النساء من مختلف الجنسيات والايديولوجيات الوطنية لتعزيز أهدافه وتأسيس دولته المزعومة، وكان من بينهن نساء مصريات التحقن بالتنظيم وأصبحوا حواضن لأفكاره الشاذة، ولتسليط الضوء على تلك القضية وكواليسها، قام الإعلامي “نشأت الديهي” مقدم برنامج “بالورقة والقلم” والمذاع عبر قناة “TEN” الفضائية، بزيارة معسكر الهول بشمال سوريا والذي تحتجز فيه قرابة 73 ألف امرأة وطفل من عناصر داعش، وأجرى حواراً مع داعشيات مصريات للتعرف على كيفية التحاقهن بالتنظيم.
دوافع الانضمام لداعش
قالت “سميحة” احدى المصريات المنضمات لتنظيم داعش الإرهابي، أنها حاصلة على ليسانس آداب لغة عربية وتربية إسلامية جامعة عين شمس، وكانت تعمل مديرة مدرسة بدرجة وكيل وزارة، وحصلت على درجة كبير بوزارة التربية والتعليم في عام 2013، واستمرت مسيرتها في العمل الحكومي لمدة 27 عاماً وخرجت من مصر عام 2015، موضحة أن زوجها مدير مدرسة ثانوي ويبلغ من العمر 55 عاماً ومسجون حالياً في أحد المعسكرات، ولديها 3 أولاد وفتاة، الأبن الأكبر في مصر بصحبة أشقائه، وجاء معها إلى سوريا أبنها الثاني فقط الذي قتل منذ عامين في أحد المعارك عن عمر يناهز 26 عاماً.
وأشارت إلى قرار الانضمام للتنظيم كان قراراً جماعياً لأسرتها بالتوافق فيما بينهم، عملًا بقول الرسول –صلى الله عليه وسلم- ” تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون ملكًا عاضًا فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها، ثم تكون ملكًا جبريا فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها، ثم تكون خلافة على منهاج النبوة، ثم سكت”، وأضافت أن النبوة كانت المُلك العاضد وكل شيء فيها كان قائم على شرع الله وكان الاختلاف الوحيد أن الحكم كان موروثي، وأمور الدين تقتضي معرفة أحاديث الساعة وأخر الزمان والفتن والملاحم، وربما تكون الخلافة التي أعلن تنظيم “داعش” هي الخلافة التي بشر بها النبي – صلى الله عليه وسلم-، معقبة أن هناك الكثير من المسلمين لا يعرفون دينهم وللأسف إسرائيل وأمريكا يعرفون ديننا أكثر مننا.
وذكرت المصرية الداعشية، أنه بعد أحداث الربيع العربي في سوريا رفع الجيش السوري الحر وجبهة النصرة راية “لا إله الا الله محمد رسول الله” ولكنهم لا يطبقون شرع الله، بينما تنظيم داعش هو الوحيد الذي رفع نفس الراية وأعلن عن تطبيق شرع الله في المنطقة التي يحكمها، وأكدت أن قرار انضمامها لـ “داعش” جاء لإيمانها بفكر أمير التنظيم “أبو بكر البغدادي” نافيًة انضمامها لجماعة الإخوان المسلمين أو أية جماعة أخرى في مصر، وأنها لا تتواصل مع أولادها المتواجدين في مصر منذ فترة كبيرة.
وأوضحت أن اتهامها بتحريض شباب المدرسة الثانوي التي تعمل بها على التظاهر بسبب ارتدائها النقاب هو أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتها لترك مصر بإرادتها دون اجبار من أحد، وأنها قامت بإحراق جواز سفرها المصري عقب سقوط أخر معاقل التنظيم في الباغوز، مشيرة إلى أن التعليم العام في مصر لا يوجد به مدرس يمتلك مؤهلات تدريس الدين وأن من يقومون بتدريسه حالياً هم مدرسين “الضرورة”.
الانتقال لتركيا والعمل بصفوف التنظيم

وأشارت “سميحة” إلى أنها سافرت إلى تركيا ومكثت بها لمدة عامين وانتقلت بعد ذلك إلى سوريا، وتولى عملية سفر الأسرة شخص يدعى “أحمد عنتابي” وهو أحد السوريين المقيميين في العاصمة التركية “إسطنبول” تعرف على أبنها خلال فترة تواجدهم هناك، وتولى نقلهم من العاصمة “إسطنبول” إلى مطار “غازي عنتاب” ومنها إلى مدينة “الباب” بحلب، وتولى أحد معارف “أحمد عنتابي” استضافتهم بأحد المنازل، حتى انتقلوا إلى مدينة “منبج” واستأجروا منزل للعيش به،
وأضافت أنه قد طلبت منها احدى النساء السوريات بالتنظيم تقديم هيكل تنظيمي مقترح لوزارة التربية والتعليم يقوم التنظيم على تنفيذها، وتولت وظيفة “مشرفة معلمات” وكانت تتقاضى أجراً يبلغ 20.000 ليرة سورية، وكانت المعلمات تتقاضين اجراً يبلغ 100 – 150 دولار، وكان حينها الدولار يساوي 27.000 ليرة سورية، وهو ما جعلها تطالب بالمساواة مع الآخرين وتمت ترقيتها لتصبح مشرفة معلمات على مستوى مدينة حلب بالكامل دون زيادة في الأجر، مشيرة إلى أنه كان يتم عمل “استتابة” للمعلمات اللاتي يرغبن في الالتحاق بالتدريس لدى التنظيم.
وأكدت المصرية الملتحقة بداعش، أنها رفضت إنفاق أموال التنظيم على التعليم في حلب لأنه لا يوجد تعليم في هذه المنظومة، وأن تلك الأموال جاءت عن طريق الغنائم التي حصل عليها التنظيم في غزاوته وجاءت بدماء “الشهداء” من مقاتليه، وأنها اكتشفت أخطاء متعددة في إدارة التنظيم لمنظومة التعليم، وعملت بحديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- “أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك”.
رفض “الإسلام الأمريكي”
وسألها المحاور “نشأت الديهي” عن حديث “كَفَى بِالْمَرْءِ إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُوْلُ” وتسببها في مقتل نجلها في احدى المعارك في سوريا، رفضت “سميحة”، أن تكون تسببت في مقتله، معقبة بأن الله سيحاسبها في حال عدم انفاقها عليه وانها تعتبره كان في غزوة وقتل، مضيفةً أن ابنها انضم للتنظيم بسبب فكره، وأنها ليست شخصية ليست متشددة ولم تجبره على الانضمام للتنظيم، مؤكدةً على أن الإسلام به جهاد، وأنها ضد “الإسلام الأمريكي” الذي يرفض الجهاد ويشجع المسلمين على الصلاة في المسجد وشرب السجائر وفعل أية أمور أخرى خارجه، وترى “سميحة” أن أبو بكر البغدادي برئ من الأخطاء التي ارتكبها التنظيم وأن الأخطاء تم ارتكابها كانت من خلال المحيطين به.
وحول الخلافة العثمانية، قالت “سميحة” أن الإسلام قد استفاد من الخلافة العثمانية قديما وقد انتشر في ربوع الأرض بسببها، وفيما يخص ظروف سجنها أضافت أنه لا توجد تهمة موجه إليها، وأن السبب الوحيد لسجنها هي أنها داعشية وتحمل فكر التنظيم، مؤكدة رفضها العودة لمصر وأنها ترغب في العودة إلى حلب أو الانتقال إلى مكة المكرمة، مشيرةً إلى أن الرسول – صلى الله عليه وسلم- كان موجوداً بيننا اليوم لما كان يرضيه حال العرب والمسلمين، لأن الدول العربية والإسلامية لا تطبق شرع الله.
وفي ختام اللقاء، أشارت “رباب” و”عائشة” وهن من المصريات المنتميات لداعش أيضاً، إلى أنهن خرجوا من مصر مع أزواجهن إلى تركيا ومنها إلى مدينة “الباب” ثم إلى “الرقة” عاصمة التنظيم، بهدف الوجود في مكان يطبق شرع الله والحدود الإسلامية، لأن مصر لا يطبق بها شرع الله وتطبق الديمقراطية، وأن أزواجهن قتلوا في المعارك وأن التنظيم لم يعتدي على أحد إنما يرد على المعتدين عليه، مشددين على تواجد عدد كبير من المصريات المنتميات لداعش في معسكرات الاحتجاز، وأكدوا على رفضهم العودة لمصر مرة أخرى.
باحث أول بالمرصد المصري



