
عبد المنعم سعيد: خطاب الرئيس السيسي يغير قواعد اللعبة في ليبيا
أكد الدكتور عبد المنعم سعيد، المستشار الأكاديمي للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير غير قواعد اللعبة في ليبيا.
وقال سعيد، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية لميس الحديدي ببرنامج “القاهرة الآن” المذاع على فضائية “العربية الحدث”، “رأيت أن هناك تحركا استراتيجيا كبيرا ، وأعتقد أننا إزاء لحظة في مواجهة شاملة في المنطقة مع القوى التي تحاول أن تجعل التيار الخاص بالإخوان المسلمين على وجه التحديد أن يكون لهم سيطرة على المنطقة من خلال خلخلة الدولة الوطنية الموجودة، هذه واحدة تمثل جبهة بها مصر والسعودية والإمارات وبها على الجانب الآخر تركيا وقطر وجميع الحركات الإرهابية الموجودة في المنطقة.
وأضاف :”نحن إزاء لحظة يحدث فيها تماس بالنسبة لمصر ومصر من الناحية القومية نعلم جميعا أن توجهها الاستراتيجي هو بناء الدولة المصرية، وجزء من بناء الدولة المصرية هو البناء الخاص بقواتها المسلحة حتى تستطيع أن تواجه الأخطار التي تواجه الأمن القومي المصري مباشرة”.
وأوضح أن الأمن القومي المصري يواجه بأساليب دبلوماسية وسياسية وعسكرية، الدبلوماسية جاءت عندما وضح أن ليبيا سوف تتحول إلى ساحة فوضى كبيرة إلى حالة حرب أهلية طويلة يمكن أن تصل بعض نيرانها إلى مصر فكان التحرك المصري الأول منذ أيام، عندما تحركت القوات المصرية بقدراً وكمية وبقوة نيران واضح بها أنها يمكن أن تؤدى مهام كبيرة، وقد ترافق معها فوراً الوقوف والهجمة الموجودة على سرت وعلى الجفرة في منتصف ليبيا تقريباً.
وأشار إلى أنه من الناحية المصرية ذلك خلق نقطة توازن دبلوماسية يمكن عندها للمجتمع الدولي الذي لا يريد حروباً في المنطقة ولا يريد ان تتحول ليبيا إلى سوريا مرة آخري أن يحدث مفاوضات جادة.
وذكر أن تركيا أرادت أن تستغل الفرصة وبالتالي العاملين معها، لأن هذه ليست قوة مستقلة بل هي مجموعات ميليشيات تمثل كل الطيف من الإخوان حتى داعش وبدأت تهدد وتتوعد ويزيد تواجدها في منطقة البحر الأبيض المتوسط على الشواطئ القريبة من مصر ومن ليبيا، بمعنى أنها بتعمل deployment عسكري
بدأت بمجموعة تنظيمية ثم بعد ذلك مجموعات تركية ثم مجموعات كثيفة من المرتزقة القادمين من سوريا، من هنا اللحظة التي رفعت مصر الثمن إلى تركيا.
الأول كنا نحن متواجدون لا تلعبوا بهذا الأمر، الجيش الليبي أستطاع أن يوقف الزحف الموجود نحو سرت، وبالتالي خلق لحظة جديدة كان لابد لمصر فيها أن تعلن تلك تمثل الخط الأحمر بالنسبة لمصر.
وقال :”الإشارة هنا بالطبع إلى تركيا وإلى عملائها في ليبيا، هي إشارة أيضا على حلفاءنا في ليبيا أن وراءهم ظهير مصري قوى وهي إشارة إلى المجتمع الدولي وليس صدفة أن أول التصريحات جاءت من الولايات المتحدة”…وأن تطلب تنفيذ المبادرة المصرية والعودة على مائدة المفاوضات دون أن يطلب تراجع لأي من القوات الموجودة لأن ذلك جزء من المفاوضات 5+5 الخاصة بوقف إطلاق النار ثم بعد ذلك المبادرة المصرية وتماثل مبادرة برلين أن يكون هناك ممثلين للأقاليم الليبية الثلاث (فزان- برقة-طرابلس).
يقوموا بإعداد خريطة طريق لعودة الدولة مرة أخرى إلى ليبيا.
وردا على سؤال هل تتوقع ما قاله الرئيس اليوم يدفع أكثر إلى اتجاه وقف إطلاق النار والبحث عن مخرج سياسي أم انه يدفع في طريق الحرب؟ … قال سعيد أن القيادة المصرية تقصد قطعا أننا نريد حلا سياسيا سلميا لهذا الصراع، وأننا لا نريد أن يستمر ويصبح في غربنا على حدود 1200 كيلو متر لمصر دولة فاشلة في حالة حرب أهلية ويستخدمها كل من تسول له نفسه أن يقوم بالسوء لليبيا، وطبعا مصر بجانبها.
واعتبر أن هذا حريق لا يمكن أن نقف بعيد عنه، لابد أن نسعى إما لإطفائه أو أن يوجد سلطة وطنية ليبية تستطيع أن تدير الأمور، مصر قامت بالتحرك ويتوقف هنا ماذا سوف تفعل الأطراف الأخرى وتحديدا الولايات المتحدة وروسيا…مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قالت كلمتها، وننتظر أن نسمع كلمة روسيا لأن كلمتها مهمة، روسيا أرسلت طائرات إلى الجانب الشرقي الليبي خلال اليومين الماضيين، ولها موقف ثابت مؤيد.إنما أحيانا ً لديها صفقات مختلفة مع تركيا سواء في سوريا أو ليبيا أو في مناطق آخري، فنحن هنا لدينا عملية معقدة دوليا وإقليمياً.
وتابع بالقول :”مصر تقوم باستخدام أوراقها بحكمة شديدة، ولا يمكن لأحد بينما المباراة جارية أن يفصح عن كل الاستراتيجية وكل التكتيك، لكن عندنا فى قطعة الشطرنج الآن قطعة مصرية قوية جدا وضعت على الطاولة وعلى الآخرين أن يتكيفوا معها.
وردا على سؤال هل المجتمع الدولى سيتدخل أم يقف كما حدث فى سوريا يترك الأمور كما هى؟ قال سعيد هذه الدول تقدر أمورا كثيرة أن وجود حرب فى ليبيا معناها حركة هجرة كبيرة جدا إلى الشواطئ الأوروبية فى وقت أصبح موضوع الهجرة معامل فى نمو وتشدد اليمين الأوروبى.
وأوضح أن الجانب الآخر للموضوع أن الولايات المتحدة وروسيا تعلمان جيدا أن وجود قاعدة إرهابية ضخمة مثل ليبيا وبالإضافة إلى أفغانستان وسوريا والعراق يجعل هناك إمكانيات العودة مرة آخرى إلى عمليات الإرهاب.
وهناك جزء ليس فى صالحنا فى هذه المسألة، أن العالم مشغول بموضوع الكورونا وكل الدول بداخلها.لكن نقول أن الجغرافيا السياسية لم تتوقف خلال أزمة الكورونا…لافتا إلى أن تركيا استغلت الوضع فى العراق واستخدمته فى سوريا وليبيا وإيران استخدمته وإسرائيل ونحن الآن نستخدمه.