كورونا

بعد تسجيل أعلى معدل وفاة يومي بسبب كورونا.. الأوضاع تزداد كارثية في إيران

أعلنت وزارة الصحة الإيرانية اليوم عن تسجيل 94 حالة وفاة جديدة بسبب فيروس “كورونا” المستجد خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع عدد الضحايا إلى 611 حالة، وبذلك يكون عدد حالات الوفاة قد وصل إلى أعلى معدلاته منذ بدء انتشار الفيروس في أنحاء إيران وحتى الأن، وتتصاعد الأرقام يومًا بعد يوم وهو ما يعد مؤشرًا كبيرًا على عدم سيطرة الحكومة الإيرانية على مجريات الأمور المتعلقة بمكافحة الفيروس والحد من انتشاره، في ظل اتهامات دولية لإيران بالتعتيم على حقيقة ما يجرى هناك.

أعداد المصابين تصل للمستوى الأحمر 

صرح اليوم السبت، مدير مركز الإعلام بوزارة الصحة والعلاج والتعليم الطبي في إيران “كيانوش جهانبور”، أن عدد الإصابات قد بلغ 12 ألفا و729 حالة، وعدد الوفيات بلغ 611 حالة، وتعافي 4 الاف و339 حالة، وقد ارتفعت عدد حالات الإصابة بواقع 1365 حالة جديدة عن الأمس الجمعة، بالإضافة إلى 94 حالة وفاة جديدة بسبب الفيروس.

ونشر “جهانبور” تغريدات له على موقع “تويتر” تضمنت إحصائيات حول فيروس كورونا في البلاد، وبينت نسبة إصابات النساء إلى الرجال وعدد المصابين والمتوفين، ويظهر فيها أن الحد الأدنى لسن الإصابة كان أقل من عام واحد والسن الأعلى 98 عاما، مشيًرا إلى أن الحد الأدنى للمتوفين هو طفل بعمر 3 أعوام كان مصابا من قبل بسرطان الدم، فيما كان السن الأعلى من بين المتوفين هو 91 عاما.

ووفقا للمخططين البيانيين فإن نسبة أعداد المتوفين من الرجال إلى النساء تبلغ 1 إلى 4 ومعدل أعمار المتوفين هو 67 عاما لغاية الآن، كما أن نسبة المصابين من الرجال إلى النساء تبلغ 1 إلى 4 أيضا ومعدل أعمار المصابين هو 54 عاما.

وفي تغريدة أخرى قارن جهانبور بين معدلات النمو اليومي للإصابة بفيروس كورونا في دول العالم، واعتبر أنه يبلغ 33% وأن حالة إيران شبيهة بكوريا الجنوبية.

ومن جهة أخرى، نفى “محمد إسلامي” وزير النقل الإيراني إصابة رئيس البلاد حسن روحاني ونائبه “إسحاق جهانغيري” بالفيروس، وقال إسلامي: “روحاني وجهانغيري لم يصابا بفيروس “كورونا” خلافا لما نشره بعض المواقع الإخبارية، وفي محافظة “كرمانشاه” أعلن “محمود رضا مرادي” رئيس جامعة کرمانشاه للعلوم الطبية أن المدينة مليئة بفيروس كورونا “الوحشي”، ووصول مستوى تفشي المرض إلى المستوى الأحمر، ويعتبر اللون الأحمر من أعلى مستويات الخطر الذي يهدد البلاد وفق نظام التحذير للأمن الداخلي.

نقص في معدات المواجهة وتدخل وحدات الجيش

نشر وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” الخميس الماضي، في تغريدة له على تويتر، قائمة بالنقص في المعدات الطبية اللازمة لمكافحة فيروس كورونا والتي وصلت لملايين القطع، وشملت القائمة 160 مليون قناع جراحي، و100 مليون قفاز، و10 ملايين معدة واقية، وأضاف وزير الخارجية الإيراني في تغريدته، أن “الفيروسات لا تميز. ولا ينبغي على البشرية القيام بذلك”.

يتضح من نشر “ظريف” صورة لقائمة جرد للمعدات الطبية من وزارة الصحة الإيرانية، أن هناك عجزًا في ملايين المعدات الطبية والأدوية المفقودة اللازمة لمكافحة فيروس كورونا، وقد شملت القائمة 12 مليون قناع N95، وألف جهاز تهوية، و10ملايين كبسولة طبية، وكان ظريف قد دعا في وقت سابق صندوق النقد الدولي، إلى منح إيران حق الوصول إلى صندوق الطوارئ السريع بقيمة 50 مليار دولار لمحاربة فيروس كورونا المستجد.

وفي اليوم التالي لتغريدات “ظريف” أعلن الجيش الإيراني، أنه سيعمل على إخلاء الشوارع في أنحاء البلاد خلال 24 ساعة، في مسعى للسيطرة على انتشار فيروس “كورونا” المستجد، وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة “محمد باقري”، في تصريحات متلفزة، إن لجنة تم تشكيلها حديثا ستتولى مهمة الإشراف على “إخلاء المتاجر والشوارع” من الناس، كجزء من قرار على مستوى البلاد سيتم تطبيقه خلال الساعات الـ 24 المقبلة، وجاء ذلك القرار تزامنًا مع مطالبة وزير الصحة الإيراني “سعيد ناناكي” لسكان العاصمة الإيرانية طهران على العزلة الذاتية، بعد أن تجاوز عدد الإصابات 10 الالاف.

مقابر جماعية تدعم نظرية التعتيم الإيراني

كشفت صور فضائية التقطتها شركة Maxar Technologies عن مقابر جماعية، أنشأتها الحكومة الإيرانية لاستيعاب عدد الوفيات جراء الفيروس، وهو ما أدى لتزايد الشكوك في صحة الأرقام الرسمية التي تعلنها الحكومة الإيرانية عن ضحايا فيروس “كورونا” المستجد.

وكشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن تلك المقابر تكشف أن الفيروس كان متفشيًا منذ وقت طويل في إيران، قبل الإعلان الرسمي، كما يُظهر أن أعداد الضحايا أكبر بكثير من الأرقام الرسمية، وأشارت الصحيفة إلى إنه بعد يومين من إعلان إيران عن أول إصابتين بفيروس “كورونا” في مدينة “قم” يوم 19 فبراير الماضي، أظهرت صور التُقطت عبر الأقمار الصناعية نشاطًا غريبًا في مقبرة المدينة التي تُعد العاصمة الدينية لإيران.

وتشير أعمال الحفر في مقبرة “بهشت معصومة” في “قم” التي تقع على بعد 140كم جنوبي طهران، بدأت يوم 21 فبراير الماضي، وتركز هذا النشاط “غير طبيعي” على حفر جزء جديد في المقبرة، الذي كان أشبه بالخنادق الطويلة، وفي نهاية الشهر، استكملت عمليات حفر الخنادق التي بلغ طولها نحو 91 مترًا، وقالت الصحيفة: إن هذه الخنادق كانت واضحة من السماء؛ مما يُظهر حجمها الكبير.

ويذكر أنه قد تم تداول مقاطع فيديو لحفر القبور في مجمع المقابر الذي تبلغ مساحته 9 كيلومترات مربعة؛ مما يعني أن أعداد الوفيات الحقيقي أكبر من إعلانات الحكومة الإيرانية، وذلك بالتزامن مع تصريحات النائب عن مدينة “رشت” شمالي إيران، “غلام علي إيمانبادي” التي وجهها للحكومة: “لا يمكنك إخفاء المقابر الجماعية”.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

صلاح وهبة

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى