
أفق جديد: 10 سنوات حاسمة!
خلال السنوات القليلة الماضية ترددت كلمة “ما بعد”، كما لم تتكرر كلمة أخرى. والمعنى أن أمورًا كثيرة اعتدنا عليها ستتغير خلال الفترة المقبلة، وسنكون أمام واقع جديد. من: ما بعد الحقيقة التي ارتبطت بفترة حكم ترامب من كثرة تفشي التزييف والكذب وتحوير الحقائق، إلى ما بعد القوميات والإعلام التقليدي والتلفزيون ومواقع التواصل وغيرها الكثير.
باحثون كثيرون يعتقدون أن السنوات العشر المقبلة ستشهد تغييرًا في حياتنا لم تشهده الأعوام المائة السابقة. تسارع وتيرة التكنولوجيا جعلنا نصحو يوميًا على جديد بكل المجالات. لكن ما كان يحدث من قبل كان تطويرًا أو تعديلًا على الموجود، المستقبل القريب سيكون مختلفًا تمامًا. التغير الجذري سيكون القاعدة. العلماء يأملون أن يؤدي الذكاء الصناعي إلى ظهور إنسان جديد يستطيع التكيف مع التطور الهائل للروبوتات التي يمكنها الفهم والشعور واتخاذ القرارات.
ورغم أن هناك خشية من أن تنافس التكنولوجيا البشر وربما تنهي دورهم في مهن عديدة، إلا أن الغاية الأكبر من هذا التطور التكنولوجي رفاهية الإنسان ومساعدته على حل مشاكله. التغيرات تستهدف إشعار الفرد بأنه الملك المتوج على الكوكب. التكنولوجيا الجديدة تخاطب الفرد وليس المجموع.
على سبيل المثال. قناة سكاي نيوز البريطانية قبلت استقالة رئيسها جون رايلي ( أمضى 16 عامًا في المنصب)، لأنها ستدخل مرحلة مختلفة تستعد فيها لعصر ما بعد التليفزيون؛ ستركز على التوجه للمشاهد بوصفه فردًا له احتياجات لابد من تلبيتها. سيتم إرسال برامج وتقارير محددة لكل مشترك.
عصر المذيعين بالاستديو سينتهى، فالمراسلون الموجودون في أماكن الحدث هم الأساس. ونظام الباقات السائد لدى القنوات الخاصة ستحل محله أنظمة مختلفة هدفها تلبية احتياجات كل فرد. حرية الاختيار هي استجابة الإعلام للتطور التكنولوجي المذهل. الخيارات أمام المشاهد ستكون لا نهائية.
الصحافة أيضًا ستتغير. ستتوجه لفئات محددة وتلبي احتياجات كل قارئ على حدة. التكنولوجيا انتصرت للفرد وأعلت مكانته. عصر الجماهير الغفيرة التي يذوب فيها الفرد يؤذن بالرحيل، ولابد أن نتكيف مع ذلك. ماذا أعددنا لمستقبل على بعد خطوات قليلة؟ مستقبل التشابه بينه وبين حاضرنا شبه منعدم.


