إيران

إيران: لا محادثات مباشرة أو غير مباشرة مع واشنطن قبل رفع العقوبات

اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده اليوم الجمعة، أن المحادثات التي جرت في العاصمة النمساوية فيينا يوم الثلاثاء الماضي 6 أبريل أظهرت أن “التقدم ممكنٌ” وأن “الزخم الإيجابي الذي أوجدته مجموعة 4+1 وإيران يمكن استئنافه إذا ما كانت الولايات المتحدة مستعدة للوفاء بالتزاماتها”، حسب وصفه.

وأضاف زاده، خلال حوار أجراه اليوم عبر “سكايب” من العاصمة طهران مع مذيعة قناة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية إيرانية الأصل كريستيان امانبور، أن المفاوضات النووية بشكل عام تمر في الوقت الراهن بمرحلة “حساسة”، مشيراً إلى أن هناك من لا يزال يواصل “عقوبات ترامب”، في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق.

وقال زاده إنه يرى أن على الرئيس جو بايدن “اتخاذ قرار سياسي” إذا ما أراد الخروج من الموقف الحالي.

ورداً على سؤالٍ من امانبور حول “ماذا تريد طهران بالضبط؟ ولماذا ترغب في إحياء الاتفاق النووي؟”، أكد المتحدث الإيراني أن بلاده ترغب في التخلص من “جميع” العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة عليها.

وحول تغريدة لوزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم على تويتر أعلن فيها عما وصفه بـ”مسار منطقي للالتزام الكامل بالاتفاق النووي”، قال خطيب زاده إن “على الولايات المتحدة أن تصلح الاتفاقية النووية”، مضيفاً أن بلاده تعتقد أن واشنطن عليها إزالة العقوبات أولاً.

ومجيباً على سؤال من امانبور يتعلق بالمحادثات الجارية وإمكان عقد اجتماعات مباشرة بين الأمريكيين والإيرانيين خلال الأسبوع المقبل، نفى زاده هذا الأمر قائلاً إنه “لم تكن هناك أية محادثات مباشرة أو غير مباشرة في فيينا أو أي مكان آخرَ؛ لأنه ليست هناك حاجة لأي مفاوضات جديدة” وأن ما تجريه طهران في الوقت الحالي هو “تحديد قائمة العقوبات الكاملة التي على الولايات المتحدة إزالتها”.

وأضاف زاده أن مجموعة (4+1) يمكنها الحديث مع الولايات المتحدة حول ما ستتخذه الأخيرة من خطوات قادمة، مشدداً على أنه حتى ذلك الوقت لن تكون هناك مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة بين الطرفين (واشنطن وطهران).

وفيما يتعلق بالتفاوض حول ملفات أخرى مثل الصواريخ الباليسيتة، أكد زاده أن بلاده لن تتفاوض عليها واصفاً مثل هذه الملفات بأنها تمثل مسألة “أمن قومي”. وعلى المستوى الإقليمي، اضاف زاده في السياق نفسه أن هناك “اختلافاتٍ كبيرةً بيننا وبين الولايات المتحدة”، على حد قوله.

إيران تسعى لتعزيز موقفها في المفاوضات المرتقبة

يوضح حديث خطيب زاده مع “سي إن إن” أن هدف طهران الأساسي من التفاوض مع الولايات المتحدة هو رفع العقوبات على مختلف القطاعات والتي مثّلت إحدى أسباب التدهور الاقتصادي الحاد في إيران، خاصة خلال السنوات القليلة الماضية، والذي صعّد بدوره من الاستياء السياسي الداخلي ضد نظام طهران.

وتأتي هذه التصريحات في سياق محاولة إيران كسب المزيد من أوراق الضغط السياسي في المفاوضات المرتقبة، إذ أن خطيب زاده تارة يؤكد في حديثه مع امانبور أنه لا مفاوضات “مباشرة أو غير مباشرة” مع واشنطن وتارة أخرى يدعو الولايات المتحدة لإزالة “جميع” العقوبات المفروضة على طهران، كما أن مفاوضات فيينا التي عُقدت في 6 أبريل الماضي مثّلت في حد ذاتها شكلاً من أشكال التفاوض غير المباشر، حتى الوقت الحالي، بين واشنطن وطهران.

وتُعد القضية الأكثر أهمية التي تطرق إليها خطيب زاده خلال حديثه مع “سي إن إن” هو ما يتعلق برفض بلاده التفاوض مع الولايات المتحدة حول ملفات أخرى، كالصواريخ الباليستية والتحركات الإيرانية في المنطقة، إذ أنه أكد على رفض طهران التفاوض حولها قائلاً إنها تمثل “أمناً قومياً” لبلاده.

وتكمن خطورة هذه القضية، في مسار المفاوضات على وجه التحديد، في أنها يمكن أن تتسبب بتعطيل أو تأجيل هذه المفاوضات واتخاذها وقتاً أطول مما كان متوقعاً من جانب الطرفين؛ ذلك لأن إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، قبل وبعد دخولها البيت الأبيض، أكدت مراراً على ضرورة أن يشمل أي اتفاق جديد ملف الصواريخ الباليستية الإيرانية وأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

ولذا، فإن تصريحات المتحدث الإيراني اليوم تنبيء باتخاذ مسار التفاوض وقتاً أطول أكثر مما يُتوقَّع للتوصل إلى حلول مشتركة.

+ posts

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى