
“نيويوركر” : سلوك المواطنين مرآة الهلع الأمريكي حيال فيروس كورونا
رصدت مجلة “نيويوركر” newyorker، في تقرير للكاتبة هيلين روزنر Helen Rosner حجم التغير السلوكي للمواطنين الأمريكيين خلال الفترة الأخيرة، وذلك من خلال مشاهدات المصورة هانا لا فوليت ريان Hannah La Follette Ryan والتي اعتادت تصوير أيدي ركاب مدينة نيويورك خلال رحلاتها عبر المدينة منذ انتقالها إليها عام 2015. لاعتقادها أن قبضة اليد من أكثر العناصر المعبرة عما يدور داخل الإنسان، وكاشف صادق عن الحالة النفسية والعصبية له.
وأكدت ريان إنه في الآونة الأخيرة ومع تسارع انتشار فيروس كورونا المستجد في مدينة نيويورك، بدأ انتشار سلوكيات جديدة تمامًا على المواطن الأمريكي. فأصبحت الأيدي تضغط على زجاجات بلاستيكية صغيرة من المطهر، أو تتلوى حول بعضها البعض لنشر الكحول المطهر بينها. أو تمسح بقوة الهواتف المحمولة خوفًا من تلوثها بأي فيروسات.

بل غالبًا ما أصبحت الأيدي مغطاة بالقفازات، وتمسك المقابض وقضبان الدرج من خلال حائل. وهناك قلق دائم حيال استخدام نفس الممرات، ولمس آلات البطاقات نفسها، واستنشاق نفس الهواء، بل قالت ريان انها لم تتوقع يومًا أن يأتي اليوم الذي ترى فيه ركاب المترو يحافظون على المسافة الشخصية، فقد أصبح الركاب أكثر حرصًا على انتظار عربات غير مزدحمة. فقد أصبح هناك وعي لدى المواطنين من وجود شيء غير مرئ مرعب يحيط بهم يجب الوقاية والتحفظ منه.

فتحولت الايدي التي تلتقطها ريان وتحكي قصصًا سريالية، وعرضًا لآخر اتجاهات الأظافر والساعات والخواتم، وكل ما هو جديد في عالم الهواتف والسماعات، لحظيًا إلى واحدة من التقارير الصحافية المصورة، التي تشير إلى التغير الجماعي والمتزامن بسلوك المواطنين.

فعلى الرغم ما تشير إليه صور ريان من حالة الانزعاج من العزلة، حتى تكدس وسائل النقل العامة، إلا أن هذه الانعزالية هي مؤشر قوي لأفعال رشيدة وواعية من قبل المواطنين، وتحذيرات ورعاية جماعية من قبل المسئولين، خاصة في ظل تنبؤات الخبراء بأن انتشار الفيروس في جميع أنحاء الولايات المتحدة أمر لا مفر منه الآن، ولكن كل ما يمكن القيام به هو العمل على إبطائه حتى تكون أجهزة الدولة أكثر جاهزية لتوفير العلاج والرعاية لأولئك الذين يحتاجون إليه.
باحث أول بالمرصد المصري



