الصحافة المصرية

مصر تدعو لاجتماع طارئ لجامعة الدول العربية لبحث تطورات الأزمة الليبية

في إطار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقوم بها القيادة السياسية المصرية حول الأحداث المتلاحقة في ليبيا، سلمت مصر اليوم مذكرة لجامعة الدول العربية، تدعو فيها لاجتماع طارئ لبحث التطورات الجارية واتخاذ موقف عربي موحد في هذا الشأن، وأشارت مصر في المذكرة إلى أن التطورات واحتمالات التصعيد تنذر بتهديد استقرار ليبيا والمنطقة، وبحث سبل تسوية الأزمة على نحو شامل ومتكامل يتناول كافة جوانبها ويحافظ على موارد الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية وسيادتها ووحدة أراضيها.
وصرح السفير “حسام زكي” الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، بأن المذكرة قد تعميمها على الدول الأعضاء، وبعد المشاورات مع العراق رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية ومصر صاحبه الدعوة تقرر عقد الاجتماع غداً “الثلاثاء” في دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين.
وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، قد جدد قبل أيام، التزام جامعة الدول العربية بمواصلة جهودها وفق قرارات مجلس الجامعة في سبيل تسوية الأزمة الليبية، وكذا توحيد صفوف المجتمع الدولي لمرافقة الأطراف الليبية في هذه المسيرة، بما في ذلك عبر استكمال وإنجاح عملية برلين التي تشارك فيها الجامعة.
وجدد كذلك دعوته إلى كافة الأطراف الليبية لخفض فوري للتصعيد والانخراط بحسن نية في الجهود التي يرعاها المبعوث الأممي غسان سلامة لوضع حد للعمليات العسكرية القائمة، والتوصل إلى ترتيبات متفق عليها؛ لوقف إطلاق النار واستئناف المسار السياسي الذي يفضي إلى توحيد المؤسسات الليبية، وإزالة التهديد الذي تمثله الميليشيات المسلحة التي تعمل خارج سلطة الدولة، وتمهيد الأرضية السياسية والقانونية والدستورية لتنظيم الانتخابات التي يتطلع إليها الشعب الليبي.
وأكد أبو الغيط على رفض الجامعة لكافة أشكال التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لليبيا، معتبرًا أن مثل هذه التدخلات لن تفضي سوى إلى إطالة أمد الصراع وزيادة معاناة الشعب الليبي، وتعقيد الجهود الدبلوماسية المبذولة للتوصل إلى حل سلمي للأزمة، والذي يجب أن يكون ليبيًا خالصًا وتحت رعاية الأمم المتحدة.
وتأتي تلك الدعوة في سياق جهود دبلوماسية مكثفة تقوم بها مصر، إذ أجرت القيادة السياسية المصرية ممثلة في الرئيس عبد الفتاح السيسي مشاورات لتنسيق المواقف مع أبرز الأطراف الدولية الكبرى، من خلال اتصالات هاتفية بكل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس القبرصي نيكوس أنستاسيادس، بجانب رئيس الوزراء الإيطالي جوسيبي كونتي ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس. تناولت هذه المشاورات في مجملها رفض كل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي، وضرورة وضع حد لحجم هذه التدخلات الخارجية غير المشروعة، والتأكيد ثوابت الموقف مصر الداعم لاستقرار وأمن ليبيا، وتفعيل إرادة الشعب الليبي، وكذلك مساندة جهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تمثل تهديدًا ليس فقط على ليبيا بل الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط.

+ posts

باحث أول بالمرصد المصري

صلاح وهبة

باحث أول بالمرصد المصري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى